أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th September,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالأثنين 13 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

حمورابي ,, في مدارس البنات ,,؟!
* ما كادت شمس اليوم الأول من العام الدراسي، الذي بدأ الأسبوع الفارط توشك على المغيب، حتى جاء إليّ في مكتبي، والد وأب,, و,, ولي أمر لأكثر من تلميذة وطالبة في مدارس البنات، وهو يحمل في يده ورقة أرقته وأهمته، بل,, وأحزنته وشلت تفكيره,,!
* ماذا تحمل هذه الورقة المؤرقة,,؟
* لماذا لا نقرأها نصاً أولا,,؟
* اقرأوا معي:
* أتعهد,, أنا,, ولي أمر الطالبة,,,, بأن ألتزم بما يلي:
1 أن تحضر الطالبة الأدوات أسبوعياً كلها، أو جميعها، حسب المادة,, في شنطة خاصة للأدوات, أو كيس.
2 أن تكتب الطالبة الاسم على جميع أدواتها لكلتا المادتين.
3 بالنسبة للقماش، يمكن دفع قدر من المال,, والمعلمة تشتري القماش ,,!
4 الأدوات المستخدمة في مادتي التفصيل والتدبير هي كالآتي:
أولاً: التفصيل:
1 كراسة تفصيل مجلدة.
2 إبر ودبابيس ودباسة الإبر.
3 خيوط شلل وبكرة.
4 مقص صغير وآخر كبير.
5 مسطرة شفاف وسط،.
6 مسطرة شفاف كبيرة.
7 شفاف أبيض ويمية من نوع جيد.
8 متر خياطة.
9 روليت عجلة ، ماركة طباشير خياطة.
10 ورق مماثل للقماش جيد,, تجليدة .
11 قماش قطني سادة للغرز,, ولا يقبل أي نوع آخر,, 1 م ,,!
12 قماش قطني مشجر,, ولا يقبل أي أنواع أخرى، كالحرير والشيفون,, 1 م 2 م 3م ,,!
13 صوف وإبر سنة 2 م.
ثانياً: التدبير:
1 مريلة أو بالطو أبيض.
2 غطاء رأس.
3 منشفة.
4 دفتر أبو 80 ورقة,, مجلد تجليدة بيضاء ومغلف ,,!
5 كتابة الاسم على جميع الأدوات السابقة.
* وفي حالة عدم توفيرها، أو نقص بعضها، أتحمل ما ينتج عن ذلك من نقص درجات أو تعهد ,,؟ أو رسوب ,,؟!,.
وعلى ذلك أوقع.
* ولي أمر الطالبة:,,,,.
* معلمة المادة:,,,,,.
* مديرة المدرسة:,,,,,,.
* هذه قائمة صدرت الأسبوع الفارط، من إحدى مدارس البنات بالطائف، تلزم في عنف وتشدد أولياء الأمور، بما هو في حكم المتعذر لدى غالبية هؤلاء الذين بالكاد يوفرون ما يؤكل ويلبس لعدد من البنين والبنات، وهي نموذج لقوائم أخرى كثيرة تصدر من عدد من المدارس في كثير من المدن، لا تتوخى المنطق، وتتخطى الواقع المعاش للأسر في بلادنا، وتنبئ عن جهل بالحياة يخيم على بعض المعلمات والمديرات، أو هو تعال من البعض الآخر على المحيط خارج أسوار المدرسة، هذه المدرسة التي ترفع شعار التعاون بين البيت والمدرسة، وتتحدث عن الربط بين أهدافها العامة وحاجات المجتمع، وهي في واقع الأمر وبهذا الأسلوب التقريعي الفج ترمي بكثير من الحجارة في بحيرة التقارب بين البيت والمدرسة,,,,!
* إن هذا الأسلوب في مخاطبة أولياء الأمور، هو في حد ذاته مرفوض من حيث المبدأ، اجتماعياً وتربوياً وسلوكياً وعلمياً، وينبغي على مديرات المدارس ومعلماتها اللائي ينهجن هذا النهج، أن لاينسين أنفسهن، وأنهن آتيات إلى المحيط المدرسي والتربوي من داخل هذا المجتمع، ومن أسر مستورة، فليس كل الأسر غنية ومقتدرة إلى درجة تلبية قائمة تضم عشرين طالباً دفعة واحدة,,! هذا لطالبة واحدة، فما بالك بأسرة تبعث إلى المدرسة بعدد من الطالبات! لقد شاهدت أحد الآباء وهو يجول في إحدى المكتبات ومعه ثلاث من بناته، وكان يحاول قدر المستطاع إرضاءهن بتلبية طلبات مدارسهن دون فائدة، وعندما حار بينهن وبين جيبه، فضل الخروج والعودة بهن وهو في أشد الحرج,,!
* هذه صورة حمورابية تنفرد بها بعض مدارس البنات، فيها شطط كبير وتجاوز أكبر، وفيها تقريع وتخويف وتسلط على الطالبات وعلى أسرهن، وكان يمكن لمدارس البنات أن تتفهم أوضاع المجتمع، وتراعي أحوال الأسر، في ظل الضائقة المالية التي لا تخفى على أحد، وكان في وسع هذه المدارس، توفير جزء كبير من هذه المستلزمات إذا كان لابد منها ، من ميزانيات المقاصف المدرسية، التي تدر كثيراً من الأموال تذهب للديكورات والزبرقات والضيافات والهدايا ، ولو أحسن التصرف في هذا المال العام، لتم تغطية كل المطالب المدرسية، ولفاض شيء منه غير قليل إلى مصاب أخرى، إنسانية وتعليمية، منها مساعدة ومعاضدة أسر فقيرة ومحتاجة في الحي، وتقديم العون لطالبات يحتجن لمثل هذا العون,, ولكن من يعلق الجرس في قضية مالية كهذه,,؟
* تبقى مسئولية الرئاسة العامة لتعليم البنات ومديراتها في هذا الخصوص, هل تعلم بما يجري,,؟ وإذا علمت، ماذا تفعل,,؟
* في هذه الأيام على وجه التحديد لا تكاد تفتح صحيفة إلا وتجد فيها مقالاً أو مداخلة ضد الرئاسة,,! فالأمر لا يتوقف عند قوائم وطلبات تعجيزية تحير أولياء الأمور والأسر، هناك أكثر من قضية في ميدان تعليم البنات تلفت الانتباه، فهل يعني هذا أن الكتاب والمناقشين على صواب والرئاسة على خطأ,,؟! أو أن الرئاسة التي تلتزم الصمت غالباً على صواب والكتاب والمناقشين على خطأ,,؟!
* هذا سؤال مشروع في ظل تجاهل الرئاسة لكثير مما يكتب ضدها في الصحف، مع أن الحوار في حد ذاته أمر جيد، والنور ينبثق من رأي ورأي آخر يقابله.
* لقد أخبرني أحد المشتغلين بالوراقة، بأنه يعمل على جمع هذه المقالات والمداخلات والشكايات في كتاب واحد، أو كتب,,! لأنه كما قال: وجد أنها في حجم مجلدات تتحدث عن جهاز واحد,, فهل يفعل,,؟
حماد بن حامد السالمي

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved