أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th September,2000العدد:10209الطبعةالاولـيالأحد 12 ,جمادى الثانية 1421

العالم اليوم

لاستغلال شركات البترول ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب من قبل حكومات الدول
احتجاجات سائقي الشاحنات تمتد من فرنسا إلى بريطانيا
* لندن (د, ب, أ)
واصل المزارعون وسائقو الشاحنات وسائقو سيارات الأجرة البريطانيون حملة من الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود يومي الجمعة والسبت ومن المرجح ان الاحتجاجات ستستمر في عطلة نهاية الأسبوع اسوة بنظائرهم الفرنسيين.
وتتزايد المخاوف من ان يؤدي الحصار الذي يفرضه المزارعون وسائقو الشاحنات على مستودعات الوقود إلى نقص في الوقود في البلاد.
فقد احتجزت عشرات من ناقلات الوقود عند مصفاة لتكرير النفط تابعة لشركة شل بالقرب من ميناء إليسمير في تشيشر بينما حاصرت 11 شاحنة محطة بانسفيلد للنفط في هيميل هامبستيد بمنطقة هارتفورد شير بالبلاد.
وأغلق أكثر من مائة شاحنة وجرار طريقا عند بلدة جيتشيد شمال شرق البلاد بعد ظهر يوم الجمعة.
وحذرت احدى النقابات من أن الاحتجاج يعرض سائقي ناقالات الوقود للخطر حيث ان السائقين المحبطين ينفسون عن غضبهم فيهم.
وقال وزير النقل لورد ماكدونالد ان المحتجين البريطانيين ليس لهم الحق في تعطيل الامدادات الحيوية, واضاف من حق الناس التظاهر بشكل سلمي غير انهم ليس لديهم الحق في عرقلة الامدادات الحيوية في البلاد او تهديد سبل عيش اناس آخرين .
غير أن ديفيد هاندلي رئيس اتحاد فارمرز فور أكشن يو, كي الزراعي حذر قائلا اعتقد ان هذا الشتاء سيكون شتاء الاضطرابات .
ورفع رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين بن جيل خطابا إلى شركات النفط قال فيه إن العديد من المزارعين يعتبرون استراتيجيات التثمين التي تباشرها شركات النفط تهدف إلى الربح المستغل.
وقال المتحدث بلسان حزب المحافظين بشأن النقل، برنارد جينكين، ان المحتجين يجبرون على الخروج عن الحياة الشريفة بسبب الزيادات الضريبية العقابية لتلك الحكومة , وقال إن المحافظين يستهدفون خفض الضرائب المفروضة على الوقود.
يذكر انه في أعقاب ارتفاع أسعارالنفط الخام، أعلنت شركات النفط البريطانية أن تكلفة اللتر الواحد من وقود الديزل قد ترتفع إلى 87 بنسا (1,30 دولار) ويعد هذا السعر أعلى بكثير عنه في فرنسا حيث يناهز سعر لتر الديزل 6,20 فرنكا (85 سنتا).
ومن جهتها حثت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي السلطات الفرنسية إنهاء الاحتجاج المتفاقم المستمر منذ اربعة أيام على ارتفاع أسعار البترول الذي أصاب عمليات نقل الوقود في مختلف أنحاء فرنسا بالشلل.
وقال المتحدث بلسان اللجنة الأوروبية جوناثان تود في مؤتمر صحفي: إننا بانتظار اتخاذ الحكومة الفرنسية إجراءات مناسبة لانهاء الاضراب.
واشار تود الى ان لجنة الاتحاد الأوروبي لا تملك سلطة إبلاغ الحكومة الفرنسية بأي اجراءات تتخذ لوقف الاضراب.
ولكنه اضاف ان فرنسا لا يمكنها تجاهل تداعيات النزاعات الداخلية على شركائها في الاتحاد الأوروبي.
وقد جاء هذا التدخل من جانب الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي خطت فيه الحكومة وشركات النقل التي أغلق سائقوها الطرق المؤدية الى مستودعات النفط ومحطات تكريره منذ يوم الاثنين الماضي، خطوات بهدف استئناف الحوار الذي انتهى حينما رفض اتحادان للنقل عرضا حكوميا بخفض ضريبي تعويضا عن ارتفاع أسعار الوقود.
وقال رئيس أكبر اتحاد نقل في البلاد بعد ظهر أول أمس الخميس ان هناك حاجة ماسة لاستئناف الحوار مع الحكومة.
وقال رينيه بيتي رئيس الاتحاد الوطني لسائقي الشاحنات انه يأمل في أن تنتهي الاضرابات قبل عطلة نهاية الأسبوع الحالي.
واضاف: هذا هو ما يريده الجميع, وأريد ان يتحقق هذا لنا جميعا, ورد وزير النقل الفرنسي جان كلود جايسو بقوله ان بابه دائما مفتوح وان الحوار ممكن دائما.
غير ان جايسو أضاف ان المفاوضات قد انتهت, وفي الوقت ذاته قال متحدث بلسان الاتحاد الوطني لسائقي الشاحنات ان اجتماعا بين جايسو وممثلين عن الاتحاد من المنتظر عقده مساء أول أمس.
وفي الوقت الذي تحدث فيه جايسو قام الآلاف من سائقي التاكسيات الخاصة بإبطاء حركة المرور بشكل منظم في مختلف ربوع البلاد لمطالبة الحكومة بتعويضهم عن ارتفاع اسعار البنزين بشكل باهظ.
وفي أغلب المدن الفرنسية الكبرى تباطأت حركة المرور على محيط تلك المدن الى أقصى حد بينما أعاق سائقو سيارات الأجرة والذين انضم إليهم غالبا سائقو عربات الاسعاف والحافلات والشاحنات الطرق السريعة حتى وسط المدن.
وفي باريس قال رئيس الاتحاد الوطني لسائقي التاكسيات الخاصة ان ما بين 80 و90 بالمائة من سائقي كافة سيارات الأجرة في العاصمة الفرنسية سيشاركون في هذه المظاهرة.
وفضلا عن ذلك اشتبك المزارعون الفرنسيون المطالبون بتعويض عن ارتفاع أسعار الوقود مع الشرطة بينما كانوا يحاولون إغلاق مداخل نفق القنال.
وقد أعيقت الحركة المرورية عند النفق ظهر (الخميس) حينما اضطرت الشرطة الى قطع بعض الطرق المؤدية الى النفق لاحباط مخطط المحتجين.
وقد باشر المزارعون تلك الاحتجاجات بعد انتهاء اجتماع بين ممثلين عنهم ووزير الزراعة جان جلافاني دون التوصل الى اتفاق.
وفي تلك الأثناء واصل سائقو الشاحنات المضربين تضييق خناقهم على إمدادات البلاد من الوقود بعد تصريح رئيس الوزراء ليونيل جوسبان يوم الأربعاء ان الحكومة لن تتفاوض مع المضربين أكثر من ذلك ولن تمضي على صعيد تقديم تنازلات أكثر من الاتفاق الذي كانت قد اقترحته.
وقال احد أعضاء الاتحاد الوطني لسائقي الشاحنات هذا استفزاز في الوقت الذي شارك فيه في عملية إغلاق احد الطرق شمال فرنسا.
وكانت الحكومة قد عرضت في اتفاق توصل اليه يوم (الثلاثاء) ممثلون عن سائقي الشاحنات ووزير النقل جان كلود جايسو على المضربين تخفيضا على مرحلتين في الضرائب الداخلية على المنتجات البترولية الاول يبلغ 35 سنتيما (5 سنتات) على اللتر ويبدأ العام الحالي والثاني يبدأ العام القادم ويبلغ 25 سنتيما على اللتر.
وفضلا عن ذلك، اشتمل الاتفاق على آلية لتعويض سائقي الشاحنات تلقائيا عن أية زيادات في أسعار وقود الديزل تحدث في المستقبل.
وقال جايسو ان الاتفاق سيكلف الحكومة أكثر من مليار فرنك (136 مليون دولار).
وقال جايسو يوم (الخميس) ان الحكومة لا تستطيع ان تمضي أبعد من ذلك.
وعلى الرغم من ان الاتفاق حظي بموافقة المتفاوضين، فإن أعضاء نقابتين من النقابات الثلاث رفضوه وقالوا انه غير كاف وتوعدوا بمواصلة الحصار حتى يحصلوا على خفض إضافي بقيمة عشرة سنتيمات في الضرائب الداخلية على منتجات البترول.
وكان سائقو الشاحنات قد قاموا صباح يوم الخميس بمحاصرة 102 من مصافي ومستودعات البترول بوضع اعداد ضخمة من المتاريس بلغت نحو 150 شلت حركة توزيع الوقود في فرنسا.
وكان أكثر من خمسين مقاطعة او منطقة قد لجأت لتقنين امدادات الوقود في المحطات او طلبت من محطات الخدمة توفير البنزين لسيارات الطوارىء مثل سيارات المطافىء والشرطة فقط.
وفضلا عن ذلك اعاق النقص في الكيروسين في عدة مطارات بينها مطار نيس ثاني أهم مطارات فرنسا، الرحلات الجوية الداخلية حيث ألغيت العديد من الرحلات.
وبدأ قادة السيارات يشعرون بوطأة الأزمة حيث تم إغلاق عدد كبير من محطات الخدمة بعد نفاد ما لديها من وقود.
وأعلن متحدثون بلسان شركتي توتال فينا إلف وإسو للبترول يوم الخميس ان 80 بالمائة من محطات الخدمة التابعة لها في مختلف أنحاء فرنسا قد نفد منها البترول او كاد ينفد
ونتيجة لذلك بدأ سائقو السيارات الفرنسيون في عبور الحدود الى ألمانيا لملء خزانات وقود سياراتهم.
وقال مالك إحدى محطات البنزين في بلدة كيل الحدودية بالقرب من ستراسبورج: أصبح الوضع لا يطاق هنا حيث تجمعت طوابير من السيارات للتزود بوقود الديزل مما أدى الى إغلاق عدة شوارع.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved