| وَرّاق الجزيرة
تحظى بعض الكتب التراثية بمكانة كبيرة لدى الأعم الأغلب من فئات المجتمع، ولهذه المكانة التي يحظى بها الكتاب التراثي أسباب، فمنها كثرة القصص والحكايات التي يستشهد بها المؤلف مما يجعل من هذا الكتاب مادة للسمر والأنس في بعض المجالس، ومن هذه الأسباب: القيمة الروحية والتربوية لهذا الكتاب فهو يعظ ويذكر في جوانب دينية واجتماعية قد يكون بعض الناس مقصراً فيها فيحرصون علىاقتناء هذا الكتاب ليكون واعظا وزاجرا عن الوقوع فيما لا يفيد، ومن هذه الاسباب طرح الكتاب لموضوع يستهوي الناس بجميع طبقاتهم مثل الكتب التي تتحدث عن السحر والسحرة أو الجن وبعض الامور الغيبية فهذه الموضوعات مادة مشوقة للكثير من القراء في المكتبة التراثية,,, هذه الأسباب وغيرها جعلت بعض دور النشر تحرص على نشر وتسويق هذه الكتب المرغوبة لدى فئات عديدة من الناس دونما خطام أو زمام فقامت بنشرها وطبعتها طبعات اتفق على تسميتها عند بعضهم بالطبعات الشعبية فهي في الغالب غير محققة، ولا مراجعة على اصل خطي، ولا مدققة من ناحية الاخطاء المطبعية، بل يحرص الناشر على طباعة هذا الكتاب أكثر من مرة في العام الواحد حتى يسوق طبعته دونما غيره من الناشرين.
وهذه المنهجية التي تسير عليها بعض دور النشر لاشك انها ستؤتي ثمارا غير حميدة على الكتاب الذي لن يخرج بالصورة المأمولة والتي وضعها مؤلف الكتاب، كما ان هذه المنهجية ستعود بأثر غير محمود أيضا على القارئ صاحب الثقافة المحدودة الذي قد تنطلي عليه بعض الاوهام والأخطاء من جراء عدم التحقيق واخراج الكتب بالصورة العلمية.
ولو أن أحد الناشرين قام بإخراج الكتاب الشعبي بصورة علمية ومحققة على اصله الخطي ووضعت له الحواشي المناسبة دون حشو أو نفخ الحواشي بالكلام الذي لا طائل من ورائه سوى تكثير صفحات الكتاب من اجل رفع سعره، أقول لو قام بذلك احد الناشرين لتسيدت طبعته جميع الطبعات الموجودة في السوق وجمع بين الحسنيين، جودة التحقيق وانتشار الكتاب، وبدون شك سيحصل له ما أراد من الربح المادي، وسيفوق ربحه المتوقع من الطبعة الشعبية التي تنافسها طبعات دور النشر الأخرى، فهل يعي بعض اصحاب الربح المستعجل من الناشرين لكتب التراث هذه الرسالة؟!
|
|
|
|
|