| محليــات
كنت قد عزمت على أن أتناول في هذا الحيز من الجريدة ما يأتي من قراء وقارئات هذه الزاوية في عدد يوم الاثنين من كل أسبوع، غير أن الثقة منهم بمهاتفتي، ومكاتبتي لأن أكتب عن همومهم وأتناول موضوعات تخص مجالات عملهم أو دراستهم أو أمورهم القابلة للتناول الإعلامي، جعلني أخرج عن هذا الإطار، أولاً لأن بعض الموضوعات تتجاوز التناول في أسطر محدودة وتحتاج إلى مناقشة, وثانياً لأنها قد لا تتناسب مع معالجة الرسائل وإنما تطرح موضوعات مشتركة وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالتعليم أو مرافق الخدمة أو الصحة أو العمل ونحوها,.
من هنا أجدني أتناول اليوم موضوعاً ملحاً يتعلق بهموم الطالبات الجامعيات في كليات البنات خارج المدن الكبرى,, إذ هاتفتني مجموعة من طالبات كلية التربية في المجمعة، وقبلاً طالبات كلية التربية في القصيم، وأذكر أن بعض الطالبات في كليات الشمال قد خاطبنني في الموضوع ذاته قبل عام، ومحور الموضوعات التي تحدثن عنها تأخر صرف المكافآت لأشهر قد تصل إلى العام الدراسي بأكمله,, وقد تتخطى,, ولأن هذه المكافآت على رمزيتها إلا أنها تغطي لهن مصاريف تتعلق بالدراسة من شراء الكتب والمراجع والمذكرات، أو تقديم مقابل مواصلات حيث إن كثيراً منهن يقطنَّ خارج منطقة الكلية التي يدرسن فيها بعشرات الكيلومترات الأمر الذي يدفعهن إلى ضرورة توفر مقابل النقل المادي.
في الأسبوع الماضي وردتني مهاتفات من طالبات كلية التربية في المجمعة، ممن يسكنَّ في حوطة سدير قالت بعضهن: نحن ثلاث أخوات نقيم في (سدير) ونبعد عن كلية التربية في المجمعة ثمانين كيلاً، وأبونا من ذوي الدخل المحدود الذي لا يمكنه من القيام بواجبات أسرة كبيرة، ويجد في مقابل تعليمنا أنه مضطر إلى دفع 1500 ريال للباص الذي هو وسيلة نقلنا عن كل واحدة منا 500 × 1500= 3فأرهق كاهله وما أمامنا إلا التوقف عن الدراسة,, ماذا نفعل؟ ,.
ومهاتفة أخرى من طالبتين في الكلية ذاتها وفي سدير أيضاً تقولان: نحن في بيت متواضع وأبونا رجل عصامي مكافح، عليه من الديون ما لا يستطيع معه دفع أجرة نقلنا من سدير إلى المجمعة وهي لا تزيد عن ألف ريال مقابل مقعدين في الباص ، ولا ندري ما نفعل! هل نتوقف عن الدراسة أم يزيد الدين والمسؤولية على والدنا؟ .
ومهاتفة أخرى تذكر فيها واحدة منهن أن إحدى زميلاتهن المتفوقات يتيمة ولها أم تعول مجموعة كبيرة من الأطفال الأيتام,, وقد توقفت رغم تفوقها عن الدراسة في الكلية فقط لأنها لا تستطيع دفع تكلفة وسيلة النقل 500 ريال ,.
وجميع الطالبات يتحدثن عن أنفسهن وعن زميلاتهن ويذكرن التالي:
إنَّ المكافأة الخاصة بطالبات الكلية والتي كان من الممكن أن تحل لهن مشكلة النقل، والمراجع وتحميهن من التوقف عن الدراسة، أو إرهاق كاهل أولياء أمورهن، أو التوقف عن الدراسة لم تصرف منذ 15 شهراً أي منذ عام وثلاثة أشهر,.
إنَّ عدم توفير وسيلة نقل من قِبل الرئاسة العامة لطالبات الكلية يجعلهن أمام هذه الظروف الصعبة التي تستدعي حلاً عاجلاً من مسؤولي الرئاسة الأفاضل.
إنَّ توقف طالبات طامحات مثلهن عن مواصلة التعليم فقط لعدم وجود وسيلة خاصة بالكلية للنقل، ولعدم إمكانية أسرهن المادية ليس من المبررات التي تُرضي مسؤولي التعليم في بلادنا الحريصة على توفير كل ما يحقق للمواطنات فرص العلم والنجاح.
وذكرت الطالبات أنهن قد خاطبن معالي الدكتور علي مرشد الرئيس العام لتعليم البنات في هذا الشأن كتابياً حين قام بجولة تفقدية للمنطقة.
وطالبن الكلية بمعاملتهن أسوة بطالبات كليات البنات في المدن الكبرى كالرياض وجدة والدمام بالنقل المجاني حتى لو كانت كلياتهن خارج أو بعيدة عن مكان إقامتهن، وتلك داخل المواقع، فالظروف تختلف في المدن الكبرى عنها في الصغرى، والدخل المادي يختلف أيضاً,.
إن إيجاد الحلول الفردية في مثل هذه الحالات إما بالتوقف عن الدراسة كما حدث للفتاة اليتيمة في انتظار صرف المكافأة لتتمكن من تقديمها للمواصلات ومن ثم العودة للدراسة في العام القادم، أو دفع أولياء الأمور للاستدانة، فإنها حلول ليست مجدية ولا جذرية ولا يقبل بها معالي الأخ القدير الرئيس العام لتعليم البنات، لذلك اقترح إيجاد حل فوري لا يخرج عن أمرين: أولها توفير وسيلة نقل لطالبات الكلية خارج المجمعة، وثانيها التوجيه الفوري بصرف المكافأة مع دراسة أسباب التأخير في صرفها، وإيجاد الشخص المتابع لأمر صرفها أولاً بأول دون مماطلة مراعاة لظروف الطالبات وعدم تعريضهن للإحراج الخاص أو العام أو حرمانهن من الدراسة حفظاً لماء الوجه.
والأمر مطروح بين أيدي المسؤولين بما عهدنا فيهم من المبادرة في حل مثله بشكل عاجل.
|
|
|
|
|