| متابعة
نيويورك رئيس التحرير الوكالات
اختتم مؤتمر قمة الالفية اعماله الليلة قبل الماضية باعتماد اعلان تعهد فيه رؤساء الدول والحكومات المشاركة في القمة بالعمل على تمكين اكثر من مليار شخص في العالم من التحرر من الفقر لتهيئة بيئة مواتية للتنمية والقضاء على الفقر.
ودعا اعلان الالفية الصادر عن القمة البلدان الصناعية الى اعتماد سياسة تسمح اساسا بوصول صادرات البلدان الاقل نموا الى اسواقها دون فرض رسوم او حصص عليها وذلك بحلول موعد انعقاد مؤتمر الامم المتحدة الثالث المعنى بالدول الاقل نموا في مايو عام 2001.
وقد قرر رؤساء الدول والحكومات العمل على خفض نسبة سكان العالم الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد الى النصف بحلول سنة 2015.
وكذلك نسبة سكان العالم الذين يعانون من الجوع ونسبة السكان الذين لا يستطيعون الحصول على المياة الصالحة للشرب او دفع ثمنها.
كما تعهدوا ان ينخفض بحلول عام 2015 معدل وفيات الامهات بمقدار ثلاثة ارباع,, ووفيات الاطفال دون سن الخامسة بمقدار الثلثين عن معدلاتها وضمان وقف انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز ووباء الملاريا والامراض الرئيسية الاخرى التي يعاني منها البشر وشروعه في الانحسار بحلول ذلك التاريخ.
وقرر رؤساء الدول والحكومات ايضا تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة باعتبارهما وسيلتين فعالتين لمكافحة الفقر والجوع والمرض ولحفز التنمية المستدامة فعلا ومناهضة الظلم ومحاربة العنف والاهارب والجريمة والحيلولة دون تدهور المنظمة الدولية.
وحث الاعلان الختامي لقمة الالفية على بذل اقصى جهد لتحرير البشرية جمعاء من خطر العيش على كوكب افسدته الانشطة البشرية على نحو لارجعة فيه ولم تعد موارده تكفى لاشباع احتياجاتهم.
واكد رؤساء الدول والحكومات المشاركة في القمة تأييدهم لمبادئ التنمية المستدامة بما في ذلك المبادئ المنصوص عليها في برنامج القرن 21 المعتمدة في مؤتمر الامم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية,, وقرروا لتحقيق هذا الهدف ان يطبقوا في جميع انشطتهم البيئية اخلاقيات جديدة لحفظ الطبيعة ورعايتها, وتعهد الرؤساء بتعزيز الديمقراطية وتدعيم سيادة القانون فضلا عن احترام جميع حقوق الانسان والحريات الاساسية المعترف بها دوليا بما في ذلك الحق في التنمية.
كما تعهدوا بتقديم دعم تام للهياكل السياسية والمؤسسية للديمقراطيات الناشئة في افريقيا ومساعدة الافارقة في نضالهم من اجل السلام الدائم والقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة بغية اندماج افريقيا في صلب الاقتصاد العالمي.
وتعهدوا بتخليص شعوب العالم من ويلات الحروب سواء داخل الدول او فيما بينها وتعزيز احترام سيادة القانون في الشئون الدولية والوطنية على السواء وامتثال الدول الاعضاء لاحكام وقرارات محكمة العدل الدولية.
وتعهد الرؤساء في ختام الاعلان بالعمل من اجل ان تصبح الامم المتحدة اداة فعالة في السعى لتحقيق هذه الاولويات والكفاح من اجل التنمية لجميع شعوب العالم ومكافحة الفقر والجوع.
وكانت قمة الالفية التي عقدت بمقر الامم المتحدة على مدى ثلاثة ايام قد شارك فيها 105 رؤساء دول و 47 رئيس حكومة و 4 نواب رؤساء دول الى جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات,, كما شارك اربعة نواب رئيس وزراء و 19 وزيرا و 7 رؤساء وفود,, مثلوا جميعا 188 دولة عضو بالامم المتحدة,, ولم يشارك في مؤتمر القمة الالفية ثلاث دول هي كيريبان والصومال ويوغوسلافيا.
وعقدت على هامش القمة اربعة اجتماعات مائدة مستديرة اتاحت الحوار غير الرسمي والصريح بين رؤساء الدول والوفود,, وقد رأس اجتماعات المائدة المستديرة كل من رئيس الجزائر وبولندا وسنغافورة وفنزويلا.
وقال الامين العام للامم المتحدة في بيانه الى الاجتماع الختامي لمؤتمر القمة انه استمع الى كلمات الرؤساء بانتباه شديد وقرأ بعناية كبيرة الاعلان الذي اعتمدوه وشعر بارتياح لتوافق الآراء بشأن التحدي الذي يواجه الجميع ولدعوتهم الملحة للعمل.
واكد عنان على اعطاء الاولوية للقضاء على الفقر المدقع والاهداف التي حددها الاعلان لتحقيقها مشيرا الى انه اذا تم تنفيذ هذه الاجراءات فانه يمكن تحقيق الاهداف.
وقال عنان لقد اعترفتم ان جزءا من الاحتياجات يقع على عاتق الدول ذات السيادة والتي ينبغي ان تعطي اولوية لاحتياجات شعوبها وبصفة خاصة اشد الناس فقرا,, وجميعنا يعرف ان الدول وحدها لا تستطيع ان تحل مشاكل العولمة فهي تحتاج الى ان تعمل في مشاركة مع القطاع الخاص ومع المجتمع المدني في اوسع معانيه.
واضاف لكنكم دعوتم الى اقتصاد عالمي اكثر عدالة حيث يكون لجميع الدول فرصة عادلة لتتنافس بحيث يفعل اولئك الذين يملكون اكثر المزيد من اجل من يملكون اقل, واعترف كوفي عنان بأن الامم المتحدة لم تفعل ما يتوقعه العالم منها تجاه ملايين الابرياء خاصة النساء والاطفال الذين يسقطون ضحايا للصراع الوحشي.
واكد ضرورة دعم القدرات وتحسين الاداء حتى تشعر المجتمعات المعترضة بأنها تستطيع ان تعتمد على الامم المتحدة في ساعة حاجتها.
وذكر عنان ان الكثيرين رحبوا بتقرير اللجنة المعنية بعمليات الامم المتحدة لحفظ السلام ووعدوا بأن يبتوا على وجه السرعة في توصياتها.
واضاف الامين العام يقول مخاطبا رؤساء الدول والحكومات لقد اكدتم الاهمية الحيوية للقانون الدولي الذي يعتبر بمثابة اللغم المشتركة لمجتمعنا العالمي, وقد قام اكثر من 80 رئيسا خلال هذه القمة باتخاذ اجراء للتقيد بالوثائق القانونية الدولية التي تعتبر محورية لروح الميثاق,, ومعظم هذه الاجراءات تتعلق ببروتوكولات تسعى الى حماية الاطفال من اساءة المعاملة التي تخلع العار على البشرية جمعاء.
واعرب عنان عن ترحيبه بتوقيع الاتفاقيات الذي اعتبره بمثابة تكاتف للبشرية من اجل وضع نهاية لاساءة معاملة الاطفال, وفي ختام بيانه تعهد الامين العام بالعمل مع رؤساء الدول والحكومات خلال العام القادم على تحقيق تحسن ملموس في حياة شعوب العالم.
|
|
|
|
|