| متابعة
* نيويورك رئيس التحرير الوكالات
وضع زعماء افريقيا معاناة أكبر القارات فقراً على رأس جدول اهتمامات الأسرة الدولية من خلال كلماتهم في قمة الألفية وألقى الزعماء وعلى رأسهم ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا واولوسيجون اوباسانجو رئيس نيجيريا كلمات مؤثرة دعوا فيها إلى تخفيف أعباء الديون وإلى تمويل حملة مكافحة مرض الإيدز وإلى اصلاح المؤسسات الدولية ليمكنها التعامل بسرعة مع المشكلات التي تعاني منها القارة ومنها مشكلة الحروب.
وصرح مبيكي في مؤتمر صحفي بقوله حظينا بقمة الفية جيدة, حدد الناس بوضوح عددا من المشكلات التي تحتاج إلى الاهتمام.
إحدى هذه المشاكل هي الفقر,, يوجد فهم واضح الآن لأنه يحتاج إلى علاج, التعرف على ان القارة الافريقية تحتاج لاهتمام خاص يعد من النتائج الطيبة الأخرى للقمة .
وتعرض أوباسانجو الذي يرأس أكبر دولة افريقية من حيث تعداد السكان لموضوع الديون بشكل مكثف وقدم إلى زعماء الدول الصناعية السبع الكبرى يوم الخميس التماسا من ملايين الافارقة في أنحاء العالم بتخفيف أعباء الديون.
ويقول المحللون ان الديون تكلف قارة افريقيا اكثر من 10 مليارات دولار سنويا في الوقت الذي لا يزال فيه ملايين الأفارقة يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم, وبرغم انتشار وباء الايدز إلا ان دولا عديدة تنفق على خدمة الديون اكثر مما تنفق على الرعاية الصحية.
وأعلن زعماء الدول الصناعية السبع الكبرى منذ عام في فورة من الدعاية الغاء 100 مليار دولار من الديون بحلول نهاية عام 2000 بالنسبة لعدد من أكثر الدول فقرا في العالم.
ولكن ذلك لم يتحقق منه سوى جزء يسير ويقول الخبراء ان من بين المشكلات التي يواجهها تحقيق ذلك الوعد الشروط القاسية التي وضعها صندوق النقد الدولي لتصبح الدول مؤهلة للاستفادة من المبادرة الخاصة بالدول الفقيرة كثيرة الديون.
والتقى أكثر من 150 رئيسا ورئيسا للوزراء هذا الأسبوع في نيويورك في أضخم تجمع عالمي لزعماء الدول منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945.
وأقيمت القمة بهدف إعادة الحيوية إلى الأمم المتحدة وجعل دورها أكثر أهمية للبشرية في القرن الواحد والعشرين.
وقال الرئيس الرواندي بول كاجامي الذي تعرف بلاده في الغرب بالمذابح العرقية التي راح ضحيتها نحو مليون شخص ان القمة بدأت عملية شراكة جديدة بين الدول الغنية وقارة افريقيا.
وقال كاجامي أعتقد أننا نستطيع تكوين شراكات جديدة تقوم على التعاون لمساعدة قارتنا في جهود التنمية .
وقال فريدريك تشيلوبا رئيس زامبيا الذي تتزعم بلاده الجهود لانهاء ما يسمى الحرب العالمية الأولى الافريقية في الكونغو ان القمة دفعت بالموضوعات الافريقية الساخنة إلى مقدمة الاهتمامات العالمية.
وقال أعتقد ان هذه بداية لعلاقة جديدة مع العالم المتقدم, نقلنا موضوعاتنا بوضوح إلى بؤرة اهتمام العالم المتقدم .
وحتى الرئيس الصومالي الجديد عبد القاسم حسن عبر عن أمله في أن تكون افريقيا التي تعد محنة بلاده مثالا لما تعانيه من مشكلات اصبحت على شفا عصر جديد في علاقتها بالنظام العالمي المتقدم.
وقال الرئيس الصومالي أعتقد ان النوايا الطيبة موجودة , لكن التحدي بالنسبة لنا في افريقيا يبقى في إمكانية اقامة برامج للتنمية الاقتصادية نستطيع ترويجها في الخارج .
وقال مبيكي في المؤتمر الصحفي إن الأمر اصبح الآن منوطا بالزعماء الافارقة في إقامة مشروع مماثل لمشروع مارشال الذي ساعد أوروبا على النهوض في أعقاب الحرب العالمية الثانية يتضمن استراتيجيات اقتصادية تصلح قاعدة للعلاقة مع الدول المانحة الرئيسية في الغرب.
وسيسعى المشروع إلى إصلاح العلاقات مع صندوق النقد والبنك الدوليين وهما المؤسستان اللتان يلقى عليهما باللوم في الفشل في تحديد مشاكل القارة بدقة وكيفية التعامل معها.
وقال دبلوماسيون ان التعامل مع مرض الايدز الذي أصاب 24,5 مليون شخص في افريقيا سيحتاج أيضا إلى اهتمام خاص.
وطالب الزعماء الأفارقة شركات صناعة الأدوية إلى تخفيض الأسعار المرتفعة لأدوية علاج مرض الايدز.
وتظهر الاحصائيات ان قارة افريقيا تحتاج على الأقل إلى 3 مليارات دولار سنويا لمحاربة انتشار مرض الايدز فيها.
|
|
|
|
|