| مقـالات
من النعم التي يُحسد عليها الإنسان في هذه الحياة الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان، والامن يأتي في أولويات تلك النعم التي تكرّم الخالق عز وجل بها على خلقه.
وكان الأمن وسيظل يتربع قمة هذه النعم، فهو المنطلق الذي يبدأ منه وفي ظله الإنسان بناء نفسه والعيش مع الآخرين يتبادل معهم المنافع وفق ما منحه الله من قدرات وإمكانات.
ومن المؤكد والثابت انه في غياب الامن لايمكننا ان نتصور مجتمعاً يأمن فيه أفراده على أنفسهم وممتلكاتهم أو يصبح بمقدورهم أن يتجهوا لبناء مجتمعاتهم.
ولقد أدرك باني هذا الصرح الكبير المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله أهمية الأمن فبسط دوحته فوق ربوع الوطن, وقاد الملك عبدالعزيز ملحمة بطولية لينشر الأمن في أنحاء الوطن وقد حفظ التاريخ له سيرة عطرة نتذكرها بكل فخر واعتزاز كلما تذكرنا المسيرة الامنية في بلادنا, فقد كان لتحكيم شرع الله في كافة شؤون حياتنا أثره الذي نعايشه اليوم بعد أن أمن الجميع على حياتهم وشؤونهم وصارت بلادنا مضرب المثل في الأمن والطمأنينة وأصبحت نموذجاً صادقاً على عظمة الشريعة الإسلامية الغراء.
ومع استتباب الامن في المملكة أصبح الحفاظ عليه مسؤولية كبرى يجب ان نتحمل جميعاً شرفها من منطلق مايوجه به قادتنا من أن الأمن مسؤولية الجميع إذ يجب ان تكون أيدينا دائماً في أيدي رجال الأمن نعزز جهودهم ونتعاون معهم من أجل أمننا وسلامتنا.
غير أن هذه الواجبات وتلك المسؤوليات قد ينساها البعض او يتقاعس عن أداء مايجب عليه نحوها بل وقد يتمادى في تقاعسه الى حد الاهمال فإذا به يفرط في سلامة نفسه وسلامة غيره ويبدو ذلك واضحاً فيما نشهده من حوادث السيارات التي يروح ضحيتها آلاف القتلى وآلاف من المصابين كل عام.
فلقد كان لما صدر من تقارير عن تلك الأعداد الضخمة التي تروح ضحية حوادث المرور أثره السيء على نفوسنا جميعاً ولكن الأسف والحسرة وحدهما لايكفيان فالمجال ليس للتأسف بل للتفكير الجاد ماذا نفعل؟ وكيف نصل الى حلول عملية حقيقية للوقوف في وجه هذه الحوادث؟ وما السبيل للضرب على أيدي المستهترين الذين لا تأخذهم الرحمة في سرعتهم ولا تردعهم إشارات أو لوائح أنظمة؟
إن الامر قد بلغ الى مرتبة الخطر بهذه النسبة المخيفة من الحوادث, وكم من التوعية التي بذلت فيها الجهود, وكم من الضحايا لازالوا يتساقطون, ومع تقديري الكامل لأهمية الحملات التوعوية والتذكير بضرورة مراعاة أخلاقيات المرور فإن الواقع في حاجة ماسة لتشديد العقوبات على المخالفين من قائدي السيارات ومن غيرهم الذين يمنحون ابناءهم وسائل القتل والبعض الآخر الذين قد يتجاوزون عن هذه التجاوزات.
كل ذلك من أجل الأمن والسلامة والوطن الآمن المطمئن.
والله الهادي الى سواء السبيل
|
|
|
|
|