| مقـالات
انتهت الإجازة !! وعادت الجيوش المهاجرة إلى قواعدها لا سالمة وليست بالتأكيد غانمة!! بعد أن بذل الغالي والنفيس في سبيل أن تتمتع بإجازة قضيتها سواء في سياحة داخلية أو خارجية ولا نعلم أيهما أوفر؟؟ المهم أنك تمتعت بتلك الثلاثين يوما التي طالما تمنيت لو كانت مثل إجازة المتعاقدين خمسة وأربعين يوما أو مثل إجازات المعلمين والمعلمات التي تمتد لأكثر من شهرين والتي يزيدونها بحكاية التناوب إذا كان المدراء حليلين!! أما البعض أمثالي فبالطول أو بالعرض هي ثلاثون يوما ولذلك تبقى هي الإجازة القصيرة لا راحت ولا جت!!
تعود إلى مكتبك وتشعر بأنك لم تغادره لثانية واحدة فكل ورقة فيه وكل قلم وكل دبوس يشحذ ذاكرتك لتعود بك بمعاناة عام كامل، ولا أعلم لماذا هناك وجه شبه بين السباحة والإجازة فأنت بعد خروجك من المسبح تشعر بأنك أثقل وزنا مما أنت عليه فعلاً!! وهكذا أنت في أول يوم للدوام بعد الإجازة الصيفية، وأول شيء يقوم به الأغلبية هو تقليب صفحات التقويم لمعرفة كم تبقى على إجازة العيد وكم هي مدتها ؟؟
إذا كان هناك ما يسمى في الطب بإحباط ما بعد الولادة للمرأة!! فلماذا يشعر الأغلبية نساء ورجالا بإحباط ما بعد الإجازة؟؟ وكيف السبيل إلى الخلاص من ذلك؟؟
في تصوري المتواضع وفيما يتعلق ببنات جنسي !!! أن الثلاثين يوما غير كافية بالنسبة للمرأة! فإذا كان الجميع يجمعون على أهمية دورها الأسري، ومنهم الرجال الذين يضعون تلك القوانين دون مشاورة المرأة فيها؟؟ في تصوري المتواضع أننا معشر النساء محبطات لأننا نعود إلى أعمالنا وأبناؤنا محرومون من قضاء إجازاتهم التي تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر لأنهم معاقبون معنا وليس لهم نصيب في الإجازة إلا بالقدر الذي سمح به لأمهاتهم!!
في تصوري المتواضع أيضاً أننا معشر النساء ومن نمثل نصف المجتمع بقوة الإحصائيات!! نعود إلى أعمالنا وقد تركت بعض منا وليدا لها لم يتجاوز عمره الأشهر بين يدي الخادمة التي لا تتعامل معنا إلا بلغة الإشارة، وغيرها في دول قريبة منا تمنح إجازة سنة أو أكثر لرعاية طفلها وإن لم يكن بمرتب، فمن هم الرجال الذين يتحملون تربية ذلك الوليد بين يدي السرلانكية؟؟
المشكلة ان ذات الرجال يتباهون بتدوين إحصائيات عن انحراف الشباب والشابات؟؟ وأن ذلك بسبب ترك المرأة لبيتها !!! ويتناسون ان لو كل امرأة بقيت في بيتها فلن يكون هناك من يتولى شئون المرأة المختلفة؟ ومن أعرف بها منها ؟؟؟ ولكن المطلوب أن تتواجد في بيتها عند الحاجة لذلك، ولا أكثر أهمية من رعايتها لطفلها في سنواته التأسيسية الأولى!!
آخر تصوراتي المتواضعة حتى إشعار آخر!! هو أن المرأة تعود من إجازتها بعد أن تعبت عينيها من قراءة المجلات والصحف المحلية،وهي مصغية لكل القنوات الإعلامية المسموعة والمرئية، متتبعة آخر ما يقرر بشأنها دون أن يكون لها رأي في القرارات كبيرها وصغيرها وهي قرارات حيوية، وتمسها هي وهي آخر من يعلم!!,, هل تتقاعد أم لا تتقاعد؟؟ عشر أم عشرين أم مائة سنة ؟؟ هل تستحق إجازة أم لا تستحق؟؟ وأي من تلك الإجازات؟ وضع؟ وفاة؟ وماذا نفعل براتبها التقاعدي؟ نعطيها أم لا نعطيها ؟؟ وتبقى المرأة تتساءل من هم أولئك المقررون؟؟ وبأي حق يقررون؟؟ وإن كان لهم حق قبل عقود من الزمان فهل ذلك الحق من الصلابة والجمود بحيث لا يتضمن أي مرونة تسمح لها بالمشاركة؟؟
أولئك المقررون !! ونحن في القرن الواحد والعشرين هل وزعوا على الأقل ما يسمى في لغة البحث العلمي استبانات او استقصاءات على تلك المرأة المسكينة؟ وحتى وإن كانت لهم الكلمة الفاصلة!! فليكن فقط من باب رفع المعنويات والشعور بالمشاركة ومن باب تطبيق أمرهم شورى بينهم، فقد ترغب وقد لا ترغب سواء فيما هو صغير أو ما هو كبير من تلك القرارات، ولكن لا أحد يرغب في أن يفرض عليه أكل لا يشتهيه، فحتى القطط لو حوصرت في زاوية استأسدت !! فهل يسعدكم ذلك؟
هل هذه مبررات كافية لإحباط ما بعد الإجازة ؟؟ ما رأي شهريار؟؟
|
|
|
|
|