| العالم اليوم
ليس الفلسطينيون والاسرائيليون وحدهم الذين كانوا يعولون على مناسبة قمة الألفية الثالثة وتواجد الرؤساء كلينتون وعرفات وباراك في مقر الأمم المتحدة ولمدة ثلاثة أيام مما يجعل من امكانية اجتماعهم، أمراً وارداً قد يحقق ما عجزوا عن تحقيقه في كامب ديفيد.
نقول ليس أصحاب الشأن وحدهم الذين كانوا يأملون في التوصل الى اتفاق ما، بل كل الارادة الدولية عرباً ومسلمين ومسيحيين ويهوداً كانوا يأملون ان يتحقق ذلك، الا ان الجميع أصيبوا بخيبة أمل، فقد انقضت الأيام الثلاثة وانتهت قمة الألفية ولم يعقد اجتماع ثلاثي، اذ اقتصرت لقاءات كلينتون على ياسر عرفات وباراك بصورة ثنائية أعلن بعدها انه أخفق في إيجاد قوة دفع من شأنها ان تؤدي للتوصل الى تسوية.
قول كلينتون هذا يُظهر للوهلة الأولى ان الأمل في تحقيق تسوية قد تلاشى تماما، الا انه عاد فشدد على أنه لا يستبعد القيام بمحاولة أخرى لتحقيق التسوية.
أيضاً شدد كلينتون على انه واثق من انه سيكون هناك جهد جدي للنفاذ الى هذه الأهداف خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكنه أوضح انه وعرفات وباراك لم يناقشوا امكانية عقد قمة ثلاثية أخرى شبيهة بقمة كامب ديفيد التي عقدت في تموز / يوليو/ الماضي.
باراك كشف عما دار في اجتماعه مع كلينتون قائلاً ان كلينتون أثار أفكاراً بعيدة الأثر خلال محادثات كامب ديفيد، تشمل القدس واللاجئين والحدود بين اسرائيل وجيرانها العرب .
مضيفا انه اذا ما وافق عرفات على أفكار كلينتون باعتبارها أساساً للمزيد من المفاوضات فإنه باراك سيكون مستعداً للتفكير مليّاً في الدخول في مفاوضات جديدة.
عرفات من جانبه لم يغلق الباب تماماً، الا انه وحسب نصوص كلمته أمام القمة وتصريحاته، فإنه يقبل بأي حلٍّ لا يمس بسيادة الفلسطينيين على القدس الشرقية والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
وهكذا تعود القضية لما انتهت إليه قمة كامب ديفيد، وهي مسألة السيادة على القدس، فهل ستكون أفكار كلينتون خلاّقة تحقق حلاً بعيداً عن الانحياز الأمريكي التقليدي للاسرائيليين وتكفل اعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين كما كفلتها الشرعية الدولية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|