| العالم اليوم
القدس من كريستين هاوزر رويترز:
واجه المعلمون الفلسطينيون مأزقا فريدا في نوعه عندما قاموا بتأليف أول كتب مدرسية بعد قيام الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في 1994 بموجب اتفاقيات سلام مؤقتة مع إسرائيل.
كان عليهم توخي الدقة البالغة عند رسم خرائط للأراضي الفلسطينية التي لم تعد تحتلها إسرائيل وفي نفس الوقت لم تقم فيها بعد دولة مستقلة,
قال نعيم ابو حمص القائم بأعمال وزير التعليم الفلسطيني: نحن معلمون ولسنا سياسيين, نحن لسنا على مستوى تقرير الحدود, وعند توقيع اتفاق سيعرف الجميع كيف يستخدمون القلم.
وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حتى كتب الأطفال المدرسية تصبح معيارا بينما يتأهب الطرفان نفسيا لتقديم تنازلات للتوصل الى تسوية سلمية نهائية.
بدأ أطفال تتراوح أعمارهم بن السادسة و11 سنة العام الدراسي في المدارس الفلسطينية بكتب جديدة في المرحلة الأولى من خطة رباعية لتقرير كتب مدرسية الفلسطينية تحل محل كتب اردنية ومصرية, قال ابو حمص: وجود مقرراتنا الفلسطينية يعني الهوية مثل العلم, انه رمز سلمي للدولة,ويثير قلق إسرائيل ان الكتب المدرسية الفلسطينية ليس فيها كلمة إسرائيل على الخرائط.
في الشهر الماضي أعرب أعضاء في حزب ديني إسرائيلي لرئيس الوزراء ايهود باراك عن قلقهم من المقررات الدراسية الفلسطينية .
وقال الحاخام يهودا جلعاد: ابلغني باراك ان هذا سيكون مطلبا قويا على الفلسطينيين تلبيته عندما يوقع اتفاق سلام نهائيا.
وتزرع بذور الوطنية الفلسطينية في الأطفال في سن مبكرة, في كتاب للتلاميذ في سن السادسة فصل عنوانه من أنا يظهر اطفالا فلسطينيين يرسمون علما فلسطينيا وقبة المسجد الأقصى بالقدس وبجانبهما حمامة تحمل عصن زيتون.
ويشجع المعلمون التلاميذ على تأكيد هويتهم وبترديد عبارة: انني من فلسطين وهويتي فلسطيني.
ويضم كتاب للتلاميذ في سن الحادية عشرة خريطة عن جغرافية فلسطين عليها اسماء مدن فلسطينية وعربية ولا تذكر إسرائيل ومصر والاردن.
وعن خريطة للأمة العربية قال ابو حمص ان مقياس الرسم صغير بحيث لم يظهر الاردن وبعض دول الخليج العربية وإسرائيل.
وتظهر خريطة اخرى المناطق الخاضعة للإدارة الفلسطينية دون تعريف الأماكن الاسرائيلية المحيطة بها.
ويقول ابو حمص انه سيتم إعادة تقييم الكتب المدرسية الفلسطينية في العام القادم, قال : سنقوم بتغييرات هنا وهناك وليس فقط فيما يتعلق بمسألة إسرائيل بل بكل الأخطاء في الكلمات واللغة.
واستطرد يقول ان الكتب المدرسية الاسرائيلية لا تظهر الفلسطينيين بطريقة عادلة كما ان خرائط الطقس في التلفزيون الإسرائيلي لا تظهر المناطق الفلسطينية الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
وقال موشيه ايلان مدير المقررات الدراسية بوزارة التعليم الإسرائيلية ان الكتب المدرسية في الدولة اليهودية تستخدم كلمات الضفة الغربية وقطاع غزة .
وعن عدم تسميتها بالاراضي الخاضعة لسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني قال: انه وضع غير نهائي والمنطقة ليست دولة بعد.
|
|
|
|
|