| مدارات شعبية
أفرزت الصفحات الشعبية اليومية في الصحف الرسمية مجموعة جيدة ورائعة من الشعراء كما استطاعت ان تؤهل مجموعة لا تقل جودة عن سابقتها من الصحفيين المهرة.
وكان لزاما لهذه الطفرة ان يكون هناك اتجاه جديد ومنهج مغاير لهذا النهج.
وكما هو ديدن الحياة في التغير,, فقد كثرت الافكار وتعددت الآراء حول الكيفية التي سيكون عليها التغير.
فظهرت مغامرة اسمها المجلة الشعبية وهي بلاشك مغامرة جريئة,, جعلت الشهر هو ميقات ظهورها بدلا من ساعات اليوم.
الظهور الشهري,, واكبه أناقة متناهية في الاخراج ودقة في الضبط الاملائي,, وان كان ذلك على حساب الاخبار اليومية السريعة والمتجددة.
هذا النهج كان لابد ان يكون مغريا لصغار الشعراء قبل كبارهم للظهور من خلاله.
فتسابق الشعراء نحو هذه المجلات,, وتسابقت تلك المجلات في الاحتفاء بهؤلاء الشعراء.
بقاء هذه المجلات كان يقوم على دعامة مادية تحفظها من الافلاس الذي سوف يجبرها على الانسحاب.
لذا قدمت جهدا أساسه خدمة الادب الشعبي وحافظت على هذا الأساس,, فكان ذلك كفيلا باستمالة القارىء,, واغرائه بالشراء ومن ثم الاقتناء.
هذا النجاح اغرى الكثيرين من أصحاب رؤوس الأموال المجمدة في ان يستثمروها في هذا المشروع الناجح بناء على نجاحات سابقيهم.
كثرت المجلات,, وتعددت وأصبحت كل مجلة تحاول ان تصطاد نجوم الغلاف ليكون لها حضور جماهيري وتوازن شرائي يفي بغرض خدمة الأدب وغرض الفائدة المادية.
هذه الكثرة وهذا السباق المحموم ادى الى عدم التدقيق وخلط الغث بالسمين من ناحية المواضيع التي تطرح كمواد صحفية يفترض ان يستمتع بها القارىء الذي يدفع .
كما انها اصبحت فرصة لزرع أبعد الناس عن الصحافة في بيئة الصحافة,, التي لا تستطيع ان ترفضهم طالما انهم أقل أجرا,, أو لاكتفائهم بالمناصب التي يشغلونها.
وهذه المجلات يمكن ان تظهر على صفحاتها أي شيء المهم ان تملأ لتكمل النصاب الشهري لعدد صفحاتها.
المادة أصبحت هي هاجس ملاك هذه المجلات وهي بالطبع ليست المادة الصحفية التي يبحث عنها القارىء بل هي المادة التي يبحث عنها جيوب ملاك تلك المجلات.
في الأخير نتخلص الى القول ان الهدف اصبح ربحيا أكثر منه نفعيا للشعر الشعبي المتضرر الذي عليه اللجوء الى الصفحات اليومية التي هي من سوف يهتم به.
|
|
|
|
|