| الثقافية
قال أنس بن النضر لسعد بن معاذ رضي الله عنهما: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر، اني أجد ريحها من دون أحد (1) ولذلك قصة، فقد روى البخاري في صحيحه: عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر.
فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله اشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون قال: اللهم اني اعتذر اليك مما صنع هؤلاء يعني: أصحابه، وأبرأ اليك مما صنع هؤلاء يعني: المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ.
فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر اني أجد ريحها من دون أحد.
قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.
قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد الا اخته ببنانة.
قال أنس: كنا نرى أو نظن ان هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (2) الى آخر الآية (3) .
قلت: لقد امتلأ قلب هذا الصحابي بالايمان فهو شيق للموت ينتظره ليظفر بالشهادة وتلك منزلة متقدمة، لقد صدر رضي الله عنه عن يقين حقيقي، وايمان راسخ، هذا الموت أمامة مشرع الهيئة لم يضعف عزيمته او يقلل من ارادته، ولكنه استعذبه، وتاق اليه انها الشهادة وحسب.
الهوامش
(1) صحيح البخاري 3/205.
(2) وبقية الآية الكريمة: ,, فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا آية 23 سورة الاحزاب.
(3) صحيح البخاري 3/205.
*أبها كلية اللغة العربية
|
|
|
|
|