| مقـالات
إن الدوائر الحكومية تمثل آلية الدولة في تحقيق أهداف التنمية الوطنية من أجل الرقي بالمجتمع والنهوض به واعتلاء سلم التقدم المرجو لمجتمعنا العزيز ليضارع في مكانته تلك الدول التي تنعت بالمتقدمة ويسيطر على هذه الدوائر الفكر الإنساني والموضوعية في العمل.
ومن التقييمات التي أجريت على أداء الدوائر الحكومية يتضح ان هذه الدوائر لها دور فاعل في تجسيد الخطط التنموية.
ويمكن تصنيف هذه الدوائر في ثلاث مجموعات هي:
دوائر تسييرية وهي تلك التي تنهض بتقديم المناشط الرياضية والخدمية والشبابية والتثقيفية وبرامج الطفولة والمرأة والبيئة.
ودوائر التدخل المهني المباشر التي تعنى بمعالجة الظواهر الاجتماعية الملحة مثل المرض، والأمية، والتوظيف، والتدريب، والتعليم، والحالات الحرجة ذات الفئات الخاصة والاعاقات الاجتماعية.
ودوائر داعمة تهدف إلى تطوير الأداء والنهوض بالمهام والمسؤوليات في مجال الحقوق الأساسية للمواطنين.
والدولة لم تأل جهدا في تقديم الدعم المادي والمعنوي والتوجيهي والتقويمي لهذه الدوائر لتؤدي دورها في العلاقات التعاونية ويقودها في الحقيقة أفاضل الرجال والقيادات، فهم يتصدون للعمل بجدارة ويحاولون الابتكار لبرامج وأساليب جديدة، وهناك دعم في الاتصالات بين مستويات هذه الدوائر وبين المواطنين ودعم مماثل لتعرف الخصائص الجديدة للمجتمع السعودي، ودعم لتكامل العمل حتى يؤتي ثماره، ويتم تقنين ذلك في قرارات ونظم ولوائح هذه الدوائر.
وكافة الدوائر الحكومية التي تمثل آلية الدولة ثبت فاعلية البرامج والمناشط التي تقدمها مما أدى الى تقدم المجتمع ورقيه وتزويده بالمهارات والخبرات العالية اللازمة للعمل عن طريق التنسيق في الأهداف، وتحقيق السيولة في المعلومات والدراسات والابتكار بين أجهزة البحث العلمي والمراكز الاكاديمية والدوائر الحكومية، ووضع الحلول للمشكلات التي تطرأ مما يدفع للتدخل المهني من أجل التأثير في السلوك الإنساني خاصة وأننا بين فينة وأخرى تطالعنا الصحف بشواهد لتقصير هنا أو هناك في بعض الدوائر فيما يتعلق بأداء الدور مما يشوه رقعة العمل ويؤثر في النظر لطبيعته، فمع النجاحات الكبيرة التي برزت في الأساليب الإجرائية، ووعي العاملين بها والاستجابة لسد احتياجات المواطنين المستفيدين من خدماتها، وتكوين علاقات طيبة بينها وبين أفراد المجتمع وأجهزته الحكومية والأهلية.
نقول على الرغم من بروز هذه النجاحات لمعظم ان لم يكن لكافة الدوائر الحكومية إلا ان ثمة بعض من الهفات تبدو لدى قلة من هذه الدوائر ولكنها مؤثرة.
وحيث اننا نرغب في بلوغ الكمال في بلد يعتز بتطبيقه للشريعة الإسلامية التي تحض على العمل الصالح وتحقيق الاتقان، فننوه في عجالة سريعة لبعض سلبيات الأداء التي نلمسها في بعض الدوائر وننوه عنها لتلافي القصور واسقاط السلبيات ودعم الايجابيات وتصحيح الأخطاء فخير للخطاء ان يصحح من خطئه.
فمن هذه الهنات التي نشير إليها ما تنشره الصحف اليومية التي تصدر بالمملكة عن تقصير واضح وملموس في بعض وحدات المرفق الصحي حيث يذكر ان مركزا صحيا وأحيانا مستشفى لا يوجد بها طبيب مناوب، أو لا يوجد بها سيارة اسعاف مجهزة للحوادث والحالات الحرجة وإن وجدت فهي لا تعمل لأنها معطلة، أو أن المركز الصحي أو المستشفى يفتقر لوجود ممرض متمرس وذي كفاءة ومؤهل لأداء الدور المنوط به القيام بأدائه على أكمل وجه، وازاء ذلك نتساءل مع غيرنا من المتسائلين، أين الخلل؟ هل هو في القائمين على المرفق الصحي؟ أم في العاملين بهذه المراكز والمستشفيات والمسؤولين عن إدارة شؤونها أم ان الخلل كامن في أساليب الإشراف وأنماط المتابعة الميدانية ونظم التقييم؟
ومن هذه الهنات أيضا التي نشير اليها بالبنان ما نشرته جريدة الرياض الغراء يوم السبت الموافق 27/4 عن اهمال مرفق البلديات حيث يوجد مخبز في حي الملز، أي في قلب العاصمة، الرياض، وجاء في الخبر المنشور ان هذا المخبز يفتقر للنظافة ووجد ان كمية من الصراصير ترتع في كافة مناحي المخبز فضلا عن سوء ملبس ونظافة عمال المخبز، وغيره من الملاحظات التي لم تكتشفها أمانة مدينة الرياض بل الذي اكتشفه هو محرر جريدة الرياض.
ومثال آخر لهذه الهنات هو ما نشرته جريدة البلاد في عددها الصادر يوم السبت 27/4 حيث ذكرت ان مقر توقيف المرور في مدينة جدة حالته سيئة للغاية حيث انه يفتقر للتهوية مع انعدام النظافة وانبعاث الروائح الكريهة من الحمامات وحشر عدد كبير من الموقوفين داخل غرفة ضيقة وصغيرة وغير مناسبة للاستخدام الآدمي.
هذه أمثلة تؤثر بالسلب في صورة جهاز آلية الدولة، ونرى علاجا لذلك ضرورة العمل على زيادة الوعي لتقديم خدمة أكثر كفاءة والعمل أيضا على تنمية مهارات العاملين بالدوائر المختلفة ليكونوا قدوة في مجال عملهم، وتحريك الواقعية لإبراز المحاسن والنأي عن طريق السلبيات، وتعزيز الامتثال للسلوك الوظيفي عن طريق تقديم الحوافز الايجابية للمجدين والسلبية للمقصرين لتبقى صورة أجهزة الدولة راقية وعظيمة في نظر المواطنين والزائرين كما هي دائماً مثل وقدوة صالحة.
|
|
|
|
|