| تراث الجزيرة
في عام 1405ه تقريبا اتصل بي الشاعر سليمان الغزي من الرياض ليسمعني لغزا نصه:
أنا بنشدك عن عذراء قوية باس تكافح قوية بأس بالوجه يا كافي بعلها تعلاها عيانا إقبال الناس على العود قشراء تأكل العود يا كافي إليا كلبت بالعود باع الرجاء بالياس تمنى الخلاص وحالة العود تنعافي |
فلما كتبت اللغز سألته هل اللغز من نظمك؟ قال: لا بل هو لرجل قديم وعليه تحدي, فقلت يعين الله عليه بدأت به بعد صلاة العصر ثم المغرب ثم العشاء حتى الساعة الثانية ليلا ولم أصل الى الحل بعدها استعذت بالله من الشيطان ونمت ولما قمت لصلاة الفجر حاولت ولم أفلح عندها ايقظت زوجتي لصلاة الفجر وأخبرتها بأن عندي نية سفر الى بريدة وذلك لكي تعمل لي القهوة ذهبت وصليت ثم عدت ودخلت البيت ومررت بالمطبخ وإذا بزوجتي قد وضعت (المقرصة) واشعلت من تحتها النار ووضعت عليها قرصا ليكون فطوري فلما رأيت المنظر وإذا هو حل اللغز عذراء قوية باس المقرصة تكافح الناس والزوج القرص عندها, وركضت الى الهاتف ثم هاتفت الغزي فقال أقسم أنك لم تجده أي الحل الى الآن فأخبرته بالقصة فضحك وقال الفضل لزوجتك وهذه من المواقف الطريفة التي تحصل.
وفي عام 1406ه تقريبا اجتمعنا في منزل الشاعر والراوي معد صفحة خزامى الصحاري بجريدة الرياض محمد بن زبن بن عمير رحمة الله عليه وكان في المجلس الشاعر والراوي والناقد وبعض الشخصيات، ثم دخل علينا رجل فسلم ثم جلس فقال محمد بن زبن رحمه الله يافلان,, قال: نعم, قال: هذا المسيميري شاعرالألغاز, فقال أسمع به ولكني متحديه, فقال محمد بن زبن: وكيف؟ قال: يأتي بأربعة ألغاز لا تحتمل أكثر من حل (يعني ما عليها مدخل) وأحلها على الفور فقال الحضور: كفو كفو,, كنت متردداً أولاً ولكني تشجعت ثم قلت: توكلنا على الله فقلت:
أفدني كان تدري ويش قاضي ما يريد اشهود يطيعه من جلس عنده ولوه جاير ظالم حكم باللي مضى واليوم ماله بالبلاد وجود ترى حكمه يجي من راس عذراء والله العالم |
فضحك وقال هذا الذي يقول الشاعر ابن سبيل:
قلت الشريعة قال نار ابن عمار يبيني الحسها وتحرق إلساني |
هذا الملحس أو البشعة هات غيره.
ثم قلت:
أنا أبنشدك عن رجل طعامه فوق روس إرجال وهو يأكل طعامه بس يرجع ما دخل بطنه |
فقال لا تكمل هذا مقص الأظافر هات.
ثم أتيت باللغز الثالث وهو:
أنا بنشدك عن ورع على اخته قاسي مقرود إلى لبست إثيابه قام يضربها مع اجنوبه وهي تصبر على ضربه وله من ضربها مقصود تراها تنفع المخلوق والمنفوع في ثوبه |
فقال الزند والصوَّانه هات بقى الرابع:
لقد انبهرت من هذا الرجل فأخذت أبحث وأبحث وإذا معي لغز جديد قد اتيت به لينشر في خزامى الصحاري فقلت:
ورع صغير وجاب بنت صغيره ياما بها حلت كثير الشكلات ماله مغالط لو تجي كل ديره ومصد ق قوله بكل الديانات |
فقال عده مرة ثانية فأعدته عليه ثلاث مرات فقال: إذا لم أجد الحل في المرة الأولى أو الثانية فلن أجده في الثالثة فرفعت يدي الى السماء وقلت يارب,, يارب عندها وضع إبهامه على الفراش قائلا أبصم لك, فظننته يقول هذا الحل يعني البصمة لكنني تمهلت وتريثت, ثم قلت هاه هاه قال لا أعرفه فقلت لقد وقف قلبي ونشف ريقي الحل (البصمة) فصاح ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى صفق الحضور وقالوا غلبك المسيميري بالذكاء ثم بعد ذلك استمرت الجلسة بالشعر والقصص والألغاز وكانت ليلة لا تنسى رحم الله محمد بن زبن بن عمير، وهذه من مواقف الألغاز.
|
|
|
|
|