| العالم اليوم
* برلين د,ب,أ
يعيش مستشار ألمانيا جيرهارد شرويدر أياما سعيدة بسبب الانتصار الذي حققه ببرنامجه للاصلاح الضريبي وانشغال الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض في فضيحتي الأموال القذرة وغسل الأموال الى جانب الصراع الداخلي.
فإلى جانب قوة الدفع الحادة الطارئة فإن شرويدر وحزبه الاشتراكي الديمقراطي يشعران بالارتياح والرضا في جعل المسيحيين الديمقراطيين منغمسين في تقطيع أنفسهم, ونتيجة لذلك فإنه لا يمكن الحديث عن وجود معارضة سياسية جدية لشرويدر في الوقت الحاضر.
ويقول المستشار إن السمكة تصاب بالعفن من رأسها .
وكانت الفضيحة قد سقطت على الحزب المسيحي الديمقراطي منذ تشرين الثاني/ نوفمير الماضي وكأنها سلسلة متصلة من الانهيارات.
وبدأت الفضيحة باعتراف المستشار السابق هيلموت كول بتلقيه مليوني مارك (900,000 دولار) كتبرعات نقدية غير مشروعة، ثم تلاه الحزب بالاعتراف بتلقيه حوالي 50 مليون مارك كأموال غير مشروعة.
وقدم رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي فولفجانج شويبله استقالته في وقت سابق هذا العام بعد اعترافه هو ايضا بتلقيه ظرفا مكدسا بالأموال من تاجر سلاح هارب, كما اعترف وزير الداخلية المسيحي الديمقراطي السابق المسؤول عن تطبيق القانون والنظام، مانفريد كانتر، من جانبه بإخفاء ملايين من أموال الحزب في حسابات سرية بالبنوك السويسرية.
وفي كل مرة يعتقد فيها الحزب المسيحي الديمقراطي ان الصخور قد توقفت عن الانهيار يسقط حمل جديد من النفايات القذرة ليشل محاولات إعادة ضم الصفوف ومكافحة شرويدر وقضاياه المطروحة.
وفي آخر التطورات، كانت هناك نداءات متزايدة خلال هذا الأسبوع باستقالة رئيس وزراء ولاية هيسن رولاند كوخ الذي ينتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، في أعقاب تردد أنباء عن تلفيق حسابات الحزب في الولاية لاخفاء تبرعات غير مشروعة، وعن غسيل أموال باستخدام مؤسسة سياسية.
وصرح المدعون العامون بأنه ليس لديهم أي دليل بتورط كوخ في عمليات التلاعب المالية التي أوردتها صحيفة سوددويتشه تسايتونج وراديو هيسيشر روندفونك.
وقد نفى كوخ بشدة منذ بدء الفضيحة قيامه بأي ممارسات خاطئة, وبرغم ذلك فإن النداءات الموجهة إليه بالاستقالة قد بدأت في الانتشار حتى من بعض أعضاء حزبه.
وذكر مايكل فريدمان وهو سياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي ونائب رئيس المجلس المركزي الألماني لليهود (ليس باستطاعته تلقي المزيد من مثل هذه الضربات),وقال فريدمان انه مشمئز لدرجة الغثيان ومصاب بالضجر من حديث الحزب المسيحي الديمقراطي المتواصل عن الضحايا.
وذكر لا بد وان يكون هناك ايضا مرتكبون لهذه الجرائم في مكان ما .
ومن جانبه صرح احد كبار اعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي بالبرلمان وهو فريد بيرت فلويجر بأن السلسلة اللانهائية من الفضائح انما تشكل تهديدا لبقاء ووجود الحزب على الساحة السياسية.
وقال فلويجر لا بد من ظهور الحقيقة بأقصى سرعة, لقد سئمنا من تلك الفضيحة .
وتعطي استطلاعات الرأي مبررا جيدا للمستشار شرويدر للابتسام وهو يتجه الى نقطة منتصف الطريق في ولايته التي تستمر لمدة أربعة اعوام، الشهر القادم, فقد حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في استطلاع للرأي أجراه معهد إينميد حول شعبية الحزبين على نسبة 41 بالمائة مقابل 34 بالمائة فقط للمسيحيين الديمقراطيين.
|
|
|
|
|