| شرفات
قلق الإنسان دفعه الى البحث عن موطئ قدم خارج الأرض، بدأ الأمر خياليا وها هو يتحول الى مسعى واقعي.
انطلق مجس فضائي تابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية nasa الى القمر في مهمة مدتها عام واحد للبحث عن المعادن والمياه المتجمدة هذا المجس يدعى لونار برو سبكتور وهو اطلق في سماء فلوريدا في اول مهمة من نوعها تقوم بها nasa منذ 25 عاما، وقال جورج ديلار معلق وكالة nasa لدى اطلاق المجس انها رحلة لإعادة اكتشاف القمر، كما قال جوزيف بويس المبرمج العلمي عقب الاطلاق: نحن سعداء بعودتنا الى القمر بعد 25 عاما.
لقد قابل مركز المتابعة الأرضية بعض مشكلات الاتصال عقب وصول المجس الى الفضاء لكن سكوت هابارد مدير المهمة قال حتى الآن المهمة ناجحة للغاية واعتقد ان بوسعنا ان نتطلع الى الحصول على بعض البيانات المثيرة عن القمر وعن الكون وكانت nasa قد أرجأت مهمة اطلاق هذا المجس الى القمر بسبب بعض المشكلات المتعلقة بأحد الرادارات التابعة للقوات المسلحة الذي اوكلت له مهمة رصد انطلاقة الصاروخ الحامل للمجس, ويأمل العلماء ان تنجح هذه المهمة التي ستمتد عاما في توفير اجابات عن تساؤلات لم تنجح مهام فضائية سابقا في الرد عليها سواء المهام الست التي قامت بها سفينة ابوللو على سطح القمر او العشرات من المهام الاخرى التي قامت بها nasa خلال الستينات والسبعينات ولعل من بين أهم تلك التساؤلات سؤالا محيرا حول إمكان وجود الماء في أقرب كوكب من الأرض ولا يحمل المجس لونار برو سبكتور آلة تصوير لكن يوجد به خمسة أجهزة علمية ستقوم بجس سطح القمر بحثا عن المعادن والحقول المغناطيسية والمياه المتجمدة، هذا ويتوقع العلماء الحصول على أكثر البيانات إثارة من جهاز سيستكشف المناطق القطبية من سطح القمر بحثا عن آثار لمياه متجمدة.
الماء ,,, الماء
ويقول أحد المختصين ببرنامج هذا المجس الفضائي ان العثور على المياه المتجمدة سيعزز خطط بناء مركز للأرض على سطح القمر ويضيف بقوله ان العثور على جليد في المنطقة القطبية مهم للغاية، إذا اردنا اقامة قاعدة لنا على القمر لقد تكهن العديد من العلماء وطوال عدة عقود بوجود مياه متجمدة في جوف التربة في القطب الجنوبي للقمر الذي لا تصله أشعة الشمس تلك التي عملت على تجفيف باقي سطح الكوكب ويقول احد العلماء انه من الممكن ان تتراكم على سطح القمر مليارات الاطنان من المياه المنهمرة من المذنبات المتجمدة لكن العلماء لا ينتظرون العثور على كميات كبيرة من المياه، ومما يعزز حماس هؤلاء ان سفينة الفضاء كليمنتاين التي اطلقتها وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد رصدت ادلة على وجود جليد على سطح القمر إلا ان عددا من العلماء ينظر الى تلك النتائج بتشكك.
هذا وقد ذكر احد المتخصصين بهذا البرنامج ان الاجهزة التي يحملها مجس لونار بروسبكتور سترصد ذرات الهيدروجين في الماء وبالتالي فإن المجس سيوفر ردا قاطعا لهذه القضية خلال شهر من وصوله الى القمر ومن هنا يظهر تصميم وكالة الفضاء الأمريكية nasa على حسم هذا الموضوع.
ويحمل هذا المجس رماد عالم الفضاء جين شوميكار الذي لقي حتفه في حادث سيارة العام الماضي في استراليا واحرق جثمانه ومن المعروف ان هذا العالم الفضائي كان قد حرص خلال فترة عمله على تحليل كل البيانات التي تجمعها المهام الفضائية السابقة للقمر.
وتعتبر مهمة المجس بروسبكتور التي تكلف 63 مليون دولار من أقل المهام الفضائية تكلفة مقارنة بمليارات الدولارات التي دفعت في مشروع ابوللو الذي حمل 12 رائد فضاء الى القمر في الفترة من عام 1969م وحتى عام 1972م, ويواصل لونار برو سبكتور الذي اطلق من مركز كنيدي الفضائي في كاب كانافرال بولاية فلوريدا عملية بدأت قبل اقل من 40 عاما لسبر أغوار القمر بواسطة المركبات الاستكشافية وكانت باكورتها لونا 2 السوفيتية في سبتمبر 1959م,وكانت من بين أهم وآخر الرحلات الفضائية لهذا الكوكب وضع القمر الاصطناعي العسكري الأمريكي كلينمتاين في مداره الذي عمل على جمع مجموعة من المعطيات التي حملت ثلة من علماء الفضاء على الاعتقاد بوجود ماء في شكل جليد عند قطبي القمر.
|
|
|
|
|