| عزيزتـي الجزيرة
أصبح التقاعد المبكر للمرأة مسألة أشغلت الجميع فانقسموا إلى قسمين: قسم معارض له وقسم مؤيد، واستطيع أن اقول انني من مؤيديه بشدة فمن حق الخريجات ان تتاح لهن الفرصة للعطاء والمساهمة في بناء الوطن وتربية أجياله، فالبعض حينما يعارض مسألة التقاعد المبكر تكون نظرته للموضوع من زاوية واحدة وهي صعوبة الوضع النفسي الذي ستكون عليه المتقاعدة وشعورها بأنه تم التخلي عنها جاحدين عطاءها، ولكن جاء الوقت ليفتح المجال للأخريات لتقديم ما لديهن، فمن الأنانية ان نقتصر على انفسنا في البناء والبذل وخدمة الوطن دون الغير، فالتقاعد المبكر لم يأت ليبخس المتقاعدة حقها خصوصا وانها ستكون في الأربعينات من عمرها إذا احيلت للتقاعد أي في عمر تكون فيه أسرتها وابناؤها بأمس الحاجة إليها بعد ان تكون أعطت وخدمت المجتمع وابناءه عشرين سنة فيحين الوقت لأن تعطي وتخدم مجتمعها ومملكتها الصغيرة، في الوقت ذاته تكون الخريجة بلا مسؤوليات أو تكون أقل مسؤولية فتستطيع ان تقدم وتعطي، ومن ناحية اخرى فالرجل نفسه يتقاعد وقد جعلت له القوامة على المرأة بقوله تعالى: الرجال قوامون على النساء إذاً فالتقاعد المبكر جاء في وقته في الوقت الذي أصبحت فيه الفتيات بلا حماس للعلم لأنهن لن يعلمنه، ولأن شهاداتهن ستمكث بجانبهن، فبينما كانت الطالبة تتوق لنيل أعلى الدرجات لتتمكن من النجاح بمجموع عال أصبحت لا تبالي ان نجحت ام لا فهي لا ترى فائدة من علمها لأنه ليس باستطاعتها افادة احد به ففي هذه الحالة ستنسى ما تعلمته فليس هناك طالبات يناقشنها فيه، وليس هناك طالبات مكلفة بأن تشرح لهن بكل أمانة, لذلك كله وأكثر كانت مسألة التقاعد المبكر للمرأة من صالح الجميع فأتمنى ممن عارضها ان يعيد النظر في أسباب معارضته وينظر للموضوع من جميع الزوايا.
منيرة محمد السميّح الخرج
|
|
|
|
|