|
| محليــات
يعاني المسلمون في أوروبا من مشكل هوية عقيدة وحضارية، وتبعاً لذلك اغتراب ثقافي ونفسي اجتماعي، فالمهاجرون من بلدانهم إلى أوروبا انما هاجروا نتيجة لضنك عيش أو قهر بوليس، أو تأثير اغراء، وعندما يتعايشون مع واقع حضاري مختلف يجدون صعوبة في التكيف، كما أن اختلاف الثقافة بين حضارتين وكذا اختلاف التنشئةالاجتماعية بين فردين، أحدهما ينتمي إلى العالم الثالث، وهو عالم عاش قروناً من التخلف، والآخر نشأ في حضارة صناعية وفكر رأسمالي يمجد حرية الفرد ويتم العمل والالتزام بالسلوك المهني الصارم.
اختلاف الثقافة والتنشئة نشأ عنه سوء فهم رتب لرفض متبادل بين الأوروبي والمهاجر المسلم، وهو سوء فهم للخلفية الثقافية بقدر ما هو سوء فهم لنظرة الغربي لابن الشرق ونظرة ابن الشرق للغرب كله أو نواتج حضارته, ان علاقات معقدة كهذه بين أقلية تنطوي على نفسها وتجد مرارة الهجرة والاقتلاع من الجذور، وأكثرية تنظر لها بتعالي صنعه احساس بالتفوق أو رفض لأنماط سلوك لأفراد من هذه الأقلية، تؤدي في الغالب إلى لغة حوار تتميز بالتعميم وأحياناً التجريح، ويضاف أي اختلاف الثقافة والتنشئة عوامل أخرى لا تقل عنها أهمية ان لم تتفوق عليها، أحدهما تداعيات الصراع العربي الاسرائيلي، وقوة المؤسسة الصهيونية وتأثيرها في نسيج الفكر الغربي ثقافة واعلاماً وعملاً سياسياً يوظف لخدمة أهدافها، والعامل الثاني موروث وتراث قاسي تقاطع عبر علاقات تاريخية بين العالم الاسلامي والغربي، وتمحور حول صور نمطيته تراكمت في العقل الجمعي وبنية اللا شعور الثقافي، هذه العوامل مجتمعة تمثل معاناة للفرد المسلم الذي لم يجد من يرعاه أو يأخذ بيده في ظروف هجرة فرضتها عليه ظروف خارجة عن ارادته.
ومن هنا جاءت أهمية دور المراكز الإسلامية في أوروبا، فهي أولاً تتجه لأبناء الجالية لتعليمهم الدين واللغة العربية، وهي ثانياً تتجه للغرب لتقديم صورة مختلفة عن الصورة التي نسجتها تداعيات التاريخ الثقافي للغرب، أو ممارسات أفراد يحكم رؤيتهم للأمور منظور الغلو في الدين.
وملتقى خادم الحرمين الشريفين الثقافي والإسلامي الذي يعقد اليوم في المجر وما سيسفر عنه من توصيات يدور في أفق الهم الإسلامي في أوروبا، وقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على تأكيد التزامها المساند للمراكز الإسلامية في العالم، لحرصها على عقيدة التوحيد وتوحيد الكلمة.
|
|
|
|
|
