| أفاق اسلامية
سألني أحد الأساتذة المحاضرين في معهد الإدارة العامة عن طبيعة ومهام إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقلت ان كل عضو وكل منتسب لهذا الجهاز يتعين عليه أن يكون رجل علاقات عامة يحمل هم الرسالة المناطة به ويسعى لإيصالها بالأسلوب المناسب بغية تحقيق أهدافها النبيلة.
ولعل هذه المقدمة تكون مدخلاً لسلسلة مقالات أوضح من خلالها هذا الجانب، وأزيل الغموض الذي يلف عمل عضو الهيئة في الميدان.
إن رجل العلاقات العامة الناجح لابد له من فهم طبيعة الجمهور المستهدف وهو ما نسميه الرأي العام واشير هنا الى أن جمهور المسلمين عامة معني بقيام شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مختلف الصعد ومن مختلف الطبقات.
وجميع هؤلاء المأمورين والمنهيّين يمثلون الرأي العام الذي له تأثيره الإيجابي والسلبي على نشاطات الجهاز وتطوره وتحديث أساليبه, وهذه الشرائح المتباينة من هذا المجتمع المسلم يمثلون رأياً عاماً ينبغي أن تكون جميع توجهاته وآماله وأهدافه تصب في مصلحته في الدنيا والآخرة.
من هنا فإنه يتأكد في حق كل جهة تعمل لصالح هذا الرأي العام ان تؤثر فيه وتقنعه بشتى الوسائل الممكنة وتدفعه لتحقيق أهدافه الايجابية,, ولنعلم أن الإسلام يخاطب الفرد والجماعة لغرس هذه الشعيرة العظيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نفوسهم,, وإذا كان الفرد هو محور التوجه الأساسي في الإسلام لأنه مسؤول عن نفسه أمام الله كما قال تعالى: ونرثه ما يقول ويأتينا فرداً وقوله سبحانه: إن الله كان عليكم رقيباً ، فإن الإسلام يتوجه الى الجماعة أيضاً تثبيتاً لروابط المجتمع وتماسكه وتكافل جميع وحداته وأفراده، وإبعاداً لسيطرة الفرد على مقدرات الجماعة في أمور يراها المجتمع في صالحه.
يقول الدكتور احمد بدر مؤلف كتاب الرأي العام طبيعته وتكوينه وقياسه ودوره في السياسة العامة هناك تقسيمات عديدة للرأي العام، إذ يذهب بعض الباحثين الى تقسيمه حسب إثارة الاتجاهات أو عدم إثارتها، أو حسب مدى استمراره أو حسب درجة نشاطه ومشاركته الإيجابية في السياسة العامة، أو حسب مدى تأثره بوسائل الدعاية كرأي عام نابه أو قائد، ورأي عام مثقف مستنير أو رأي عام يمثل الأغلبية في مجتمع معين، وهنا آيات تشير الى ضرورة تمسك جميع هذه المستويات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول الله سبحانه وتعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) ويقول سبحانه وتعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ، وقال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة وقال تعالى: كنتم خيرأمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ,.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبدأ أساسي من مبادئ الإسلام، وهو مسؤولية الفرد والجماعة على حد سواء، وهو يشمل الجوانب الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، إن القضايا التي تشغل الرأي العام يجب ان تتوجه إسلامياً من أجل الارتقاء بالمجتمع الإسلامي للوصول الى الكمال والسعادة والمعروف والبعد عن الرذيلة والمنكر والانحلال, ا,ه وللحديث صلة إن شاء الله في الأسبوع القادم.
|
|
|
|
|