|
| متابعة
الحمد لله تعالى وكفى والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين,, وبعد.
فان اهمية الملتقيات التي تنظمها المملكة في العالم واثرها في دفع حركة العمل الاسلامي, والنتائج المتوخاة من تلك الاعمال الجليلة التي تقوم بها المملكة في خدمة الاسلام والمسلمين من الامور الواضحة والمتفق عليها بين المهتمين بالدعوة وتوعية المسلمين.
والمنتديات الاسلامية العلمية التي دأبت المملكة على عقدها في شتى الموضوعات الهامة هي ولا شك دعم مباشر وفاعل لمسيرة الصحوة والعمل الاسلامي وترسيخ لاقدامها وثمراتها، تستجلى اهم ما يعترض مسيرة العمل الاسلامي من مشكلات وقضايا، وتستقطب لبحثها وتحليلها وتأصيلها واقتراح حلولها نخبة من المفكرين والدعاة المعروفين بسعة العلم وحسن التوجه، وتطرح المشكلات والحلول في تظاهرة اسلامية كبرى تجسد قيم الاسلام في التكافل والتعاون على البر والتقوى والتضامن، وتبرز من ثم وجهاً من وجوه الاسلام المشرقة امام غير المسلمين، فتكون بمثابة دعوة وارشاد وتوعية للمسلمين ودعوة الى غير المسلمين للتعرف على الاسلام وتعاليمه وقيمه ومبادئه.
وموضوع هذا العام حول معالجة المشكلات والقضايا الموجودة لدى بعض الجمعيات والمؤسسات والمراكز الاسلامية في اوروبا من خلال نظمها، اهدافها، آثارها، هو موضوع في غاية الاهمية لانه يناقش جانبا هاما من شؤون الوجود الاسلامي وكياناته خارج حدود البلاد الاسلامية في قارة اوروبا التي لا تخفى على احد ظروف المسلمين فيها، فالوجود الاسلامي فيها مهدد اذا لم يحتضن بالذوبان في الايدلوجيات السائدة فيها، والمسلمون في اوروبا هم المعول عليهم بعد الله في ترسيخ اقدام الاسلام ونشره في تلك الاصقاع اذا حسن اسلامهم وتمسكوا بتعاليمه، والجمعيات والمراكز الاسلامية في اوروبا هي منارات الاسلام في الغرب، وهي الراعية لشؤون المسلمين هناك، تعليماً وتثقيفاً وتوعية، وتعريفاً بقضاياهم وآمالهم وآلامهم وطموحاتهم، ودفاعاً عن حقوقهم وتحدثاً بلسانهم وتبنياً لمصالحهم، وهذه الجمعيات والمراكز من ثم تعد الاولى بالرعاية والدعم في تلك المناطق.
وقد وفق الله تعالى القائمين على الملتقى لتكريسه هذا العام لمناقشة شؤون المراكز والجمعيات والمؤسسات الاسلامية في اوروبا من حيث تقييم الاهداف والنظم والآثار, فالاهداف يجب ان تكون جميعها نابعة من تعاليم وآداب الاسلام الحنيف ومقاصده، لان هذه الهيئات انما انشئت للدعوة الى دين الله على شريعة الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فان تصحيح الهدف يجب ان يكون الخطوة الاولى لدى القائمين على العمل الاسلامي في تلك المؤسسات والمراكز، وصحة الهدف تجسده صحة النظم التي تمثل آلية العمل في تلك الهيئات، من حيث الادارة والمناشط والبرامج وتنفيذها والاشراف عليها وجميع متطلبات العمل الاسلامي الذي تقدمه تلك المؤسسات، وتأتي في الختام الآثار التي يسفر عنها عمل هذه المؤسسات وتقييم فعالياتها ايجاباً وسلباً بين الواقع والمأمول، تقييماً يرصد النتائج ويوضح الايجابيات فيها والسلبيات، ويقترح الحلول المناسبة لمزيد من الايجابيات وتقليص السلبيات.
لذا ارجو ان تتمخض فعاليات الملتقى عن نتائج ايجابية مثمرة تدعم الجمعيات والمؤسسات والمراكز الاسلامية في اوروبا لمزيد من تصحيح الاهداف والنظم ولمزيد من النتائج المثمرة في رعاية المسلمين والدعوة للاسلام في مناطقها, فالموضوع هام والقطاع المستهدف له ثقله واهميته والنجاح في تحقيق فعاليات الملتقى يعني النجاح في تصحيح مسار المسلمين في اوروبا ومزيداً من البرامج والمناشط والخدمات النافعة لهم.
اسأل الله تعالى ان يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، لما قدم ويقدم للاسلام واهله من رعاية واهتمام، كما اسأله جل وعلا ان يجزي القائمين على هذا المنتدى والمشاركين فيه خير الجزاء ويوفقهم لما فيه تحقيق الاهداف النبيلة التي تتوخاها اقامة هذه الملتقيات الخيرة النافعة للاسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
* الامين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي وعضو مجلس الشورى
|
|
|
|
|
