| متابعة
* كتب سلمان العُمري
نوهت شخصيات اسلامية في دول الاقليات الاسلامية بدور المملكة العربية السعودية الريادي في خدمة الاسلام والمسلمين، وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود على الرقي بواقع الامة الاسلامية وجمع كلمتها، مشيدين في ذات الوقت بتبنيها عقد الملتقيات والندوات والمؤتمرات والمحاضرات الاسلامية في مختلف مناطق العالم.
واجمعوا في تصريحات ادلوا بها ل الجزيرة بمناسبة عقد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي بالمجر تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء اليوم الجمعة العاشر من شهر جمادى الآخرة الجاري 1421ه، اجمعوا على ان ولاة الامر، والمسؤولين عن المؤسسات الاسلامية في المملكة قد استوعبوا واقع المسلمين، وهم يسعون دائماً بكل اخلاص وحرص وصدق لتغييره وتطويره وتقدمه، والنهوض به وغرس الشعور التام بالواجب والاحساس بالمسؤولية عند مسلمي الغرب، والعمل باخلاص وجد لخدمة الجالية الاسلامية، لتحسين مستواها، وتسهيل امورها ومصالحها.
الحفاظ على الهوية الإسلامية
ففي البداية، اعتبر الامين العام للمنظمة الاسلامية لامريكا اللاتينية وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي المهندس محمد يوسف هاجر تلك الملتقيات والمحاضرات والندوات البناءة الهادفة الى كل مافيه الخير بأنها دعم للعمل الاسلامي في الغرب وحماية لابناء المسلمين من الضياع والذوبان، وتعمق فيهم التمسك بالمبادئ والقيم الاسلامية، كما هي وسيلة لطرح التقارير والدراسات، وتبادل الافكار، ومناقشة المشكلات، والتغلب عليها، ووضع خطط مستقبلية كفيلة بالحفاظ على الهوية الاسلامية، وتفعيل اعمال المسلمين بما يعود عليهم بالخير والنفع المثمر، وتغرس فيهم حرية ممارسة العقيدة، والتمسك بها.
واضاف المهندس هاجر في السياق نفسه قائلاً: كما تدعو تلك الملتقيات الى ايجاد استراتيجية للعمل الاسلامي الموحد والالتزام به، وانها جسر للتواصل والتقارب بين المسلمين في انحاء المعمورة، لتنمية العلاقات، وتوطيدها، وتشكيل اللجان الخاصة، وتخلق القيادات الاسلامية القادرة على مواجهة التحديات المعاصرة، والاستفادة من العقول الاسلامية في مجالات العلم والتقنية والتقدم وتغرس فيهم الايمان القوي، وتربطهم بمنهج السلف الصالح، وتحويلهم الى خط اعلامي امامي للدفاع عن قضايا المسلمين وجسر لتقريب، وتوثيق العلاقات مع الغرب، وهي قنوات اتصال دائمة بين هؤلاء المسلمين والعالم الاسلامي، والاستعانة بهم في نشر الثقافة والحضارة الاسلامية.
واشار الامين العام للمنظمة الاسلامية لامريكا اللاتينية في تصريحه الى ان الزيادة المطردة، والدور المهم الذي تلعبه الجالية المسلمة في الدول غير الاسلامية سينعكس حتماً تأثير ذلك على الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فعدد المسلمين في اوروبا يزيد على 20 مليون مسلم، وفي الولايات المتحدة الامريكية 7 ملايين مسلم، وفي امريكا اللاتينية يزيد على 3 ملايين مسلم، وهذا يدل على ازدياد الوجود الاسلامي يوماً بعد يوم في تلك المناطق.
واكد ان المعطيات والدلائل تشير الى ان المسلمين في تلك الدول يتبؤون اماكن مرموقة، ويشغلون نفوذاً كبيراً، مما ادى الى اعتراف الكثير من الدول في اوروبا والامريكتين بالدين الاسلامي كدين رسمي ودخول المسلمين في الحكومات والبرلمانات، والاعتراف بعقد الزواج الاسلامي كعقد رسمي، واعتبار الاعياد الاسلامية عطلة رسمية.
وفي ختام تصريحه، رفع الامين العام للمنظمة الاسلامية لامريكا اللاتينية وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي المهندس محمد يوسف هاجر شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين ولحكومته الراشدة لدعمهم المشروعات الاسلامية، وانشاء المدارس الاسلامية في اوروبا والامريكتين .
محاسن المملكة المتعددة
اما رئيس جمعية اهل الحديث المركزية ببرمنجهام في بريطانيا الشيخ محمد عبدالهادي، فقد اكد اهمية عقد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي في بودابست بالمجر، معتبراً اياه بأنه من محاسن المملكة العربية السعودية بخصوص المسلمين ومراعاة شؤونهم في العالم,وعبر رئيس جمعية اهل الحديث المركزية ببرمنجهام عن سعادته بتنظيم ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي في بودابست، متمنياً من الله تعالى ان يجعل هذا الملتقى وسيلة قوية، لتوثيق الصلات بين العاملين في مجالات الدعوة وتوحيد كلمتهم، مؤكداً ان الملتقى سيحقق ان شاء الله تعالى النتائج المرجوة منه والاهداف المرسومة له، اذ انه دليل قوي على ان المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على مصالح المسلمين في العالم.
واشاد الشيخ محمد عبدالهادي بالدعم المعنوي والمادي المستمر الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين رعاها الله وشعبها الكريم للاقليات المسلمة في الدول غير الاسلامية في العالم، والوقوف معهم في قضاياهم المصيرية، ونصرتهم بحول الله تعالى في جميع المحافل الدولية، منوهاً في ذات الوقت برعاية صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود للملتقى ودعمه الدائم له منذ اول ملتقى عقد في الولايات المتحدة الامريكية مروراً بملتقى ادنبرة فملتقى بروكسل الى ملتقى بودابست.
وابرز الشيخ محمد عبدالهادي الدور البارز للجمعيات والمنظمات والمؤسسات والهيئات الاسلامية المنتشرة في العالم في نشر الدعوة الاسلامية وتعاليمها السمحة، مبيناً اهمية التنسيق والتعاون فيما بين تلك المؤسسات الاسلامية لتقديم خدماتها للاقليات المسلمة في الدول غير الاسلامية، داعياً مسؤولي تلك الجهات الى تضافر الجهود وتنسيقها لاخراج العمل الاسلامي بالصورة الصحيحة، لتحقق الاهداف المرجوة.
واختتم تصريحه بالدعاء الى الله تعالى ان يحقق الملتقى مراميه وغاياته السامية وفق ما تم له، حتى يستفيد المسلمون في المجر منه.
الأثر الكبير لجميع المستويات
ومن جهته قال الدكتور عبدالله بن محمد الزعبي رئيس مركز قباء الاسلامي في شفليد ببريطانيا في تصريح له: ان اهمية اقامة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين التي اقيمت من قبل في اوروبا ترتكز على عدد من المنطلقات، اولها: لكون اوروبا تتزعم العالم سياسياً واقتصادياً ودينياً، واقامة الملتقيات الاسلامية فيها لها وقع واثر كبير على جميع المستويات، وكذلك وجود المشايخ والعلماء من المملكة العربية السعودية يحاضرون في هذه الملتقيات يعطي اثراً واضحاً في نفوس المسلمين والجاليات الاسلامية، الى جانب ان اقامة الملتقيات في اوروبا لها اهمية خاصة لان المسلمين في اوروبا يأتون في المرتبة الثانية من حيث العدد بعد النصارى، وان ثقلهم يزداد يوماً بعد يوم، وخاصة بعد ظهور اجيال متعلمة في مختلف فروع المعرفة واتقانهم للسان القوم.
اما عن اثر المنتديات العلمية في دفع حركة العمل الاسلامي فبين الدكتور عبدالله بن محمد الزعبي ان وجود عدد من المشايخ من اصحاب العلم والعقيدة المسلمة وممن يمتلكون النظر الصحيح والخبرة الكافية في ميدان الدعوة لهو من اهم اسباب الهداية لحركة العمل الاسلامي وتوجيهها الوجهة السليمة، مؤكداً ان الاجيال المسلمة في اوروبا بحاجة ماسة لامثال ابن باز رحمه الله وابن عثيمين ومن سار على منهجهم من تلاميذهم، ليبينوا للاجيال الثوابت من العمل الاسلامي والاولويات، حتى لا يقعوا في المحذور او الشطط او الانحراف، فان الاتزان والتعقل والعلم امور اساسية مطلوبة لصحة العمل الاسلامي.
وتحدث رئيس مركز قباء الاسلامي في شفليد ببريطانيا عن النتائج المتوخاة من تلك الملتقيات، حيث قال: ان المسلم يجب ان يتفاءل، وان يعتقد ان هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل النهار، وانه كلما دُرست الملتقيات والمنتديات السابقة، واخذت الدروس والعبر فان هذا الملتقى حري بأن يكون موفقا ان شاء الله ، مبيناً ان من اهم عوامل نجاح الملتقيات هو دراسة القضايا المطروحة دراسة موضوعية ووضع الامور في نصابها ووضع الرجال الذين هم اهل للقيام بها ممن توفر فيهم العقيدة السليمة والنية الطيبة والصدق في القول والعمل، كما ان النيات الطيبة كفيلة ان شاء الله بنيل المطالب النبيلة.
واشار الدكتور الزعبي الى ان الدعوة الى دين الله عز وجل فرض ماض الى يوم القيامة، ولقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى دين الله، وبلغ الرسالة، وادى الامانة، ونصح الامة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى لقي ربه، ولقد ورث الصحابة رضي الله عنهم ، ذاك الجيل الذي لم ير له التاريخ مثيلاً، ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ، فحملوا النور من جزيرة العرب طاعة لله ولرسوله، لينيروا به مشارق الارض ومغاربها، ويخرجوا الناس من الظلمات الى النور، ومن جور الاديان الى عدل الاسلام، ومن عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة.
واضاف قائلاً: انه لمن معالي الامور ان يتشرف المسلمون في هذا الزمن بحمل ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ونشره والدعوة اليه في جميع اصقاع الدنيا، وخاصة في اوروبا التي نورها الصحابة واحفادهم الذين خرجوا من جزيرة العرب بالاسلام والعلم طيلة ثمانية قرون.
وفي ختام تصريحه، سأل الله تعالى ان يوفق الجميع للعمل بما يرضيه، انه سميع مجيب.
|
|
|
|
|