|
| مقـالات
عندما سقطت طائرة الايرباص 320 التابعة لطيران الخليج المقلة ل143 راكبا منهم المصريون والسعوديون والبحرينيون وغيرهم,, داهم الحزن والأسى كل مسلم وعربي وخليجي,, وأحسّ كل فرد فينا بمصيبة أهالي المفقودين ومعاناتهم.
كانت السلطات البحرينية عند حسن الظن ومستوى الحدث,, تعاملت مع الموقف بوضوح,, عقدت لقاءات، ومؤتمرا كبيرا، وصرح أمير البلاد باهتمامه بهذا الحدث الجلل، وكُلفت لجان من الخبراء الامريكيين بالتحقيق في الحادث وفك رموز التسجيلات التي تتضمن الاحاديث في قمرة القيادة والاتصالات مع برج المراقبة,, هؤلاء الخبراء عُرفوا بإمكاناتهم التقنية وطول باعهم في عمليات التحقيق للوصول لأسباب حادث الطيران سواء أكان بشريا ام فنيا او كلاهما.
لم يقتصر الامر على هذا,, بل ان الشركة طيران الخليج قامت بدفع تعويضات لأسر المفقودين تفهما لظروفهم النفسية ووضعهم الإنساني على الرغم من إعلان شركة طيران الخليج أنها ترفض في الوقت الحالي احتمال ان يكون الحادث نجم عن خطأ بشري!!.
كل ما قلته ليس بغريب فكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام بحوادث شتى ولكن الغريب في الامر ذلكم الهجوم الشرس من بعض الأصوات النشاز التي تلقي باللوم وعبارات التقريع للخليجيين واتهامهم بعدم اهليتهم للقيام بالمسؤوليات المدنية المعاصرة كالطيران المدني ونقص القدرة الفنية لديهم، وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية!! ناهيك عن عبارات الشتيمة واعتبار الحادث خطأ بشريا لا يغتفر!! ويحمل الحادث امورا قد لا تكون واردة في الذهن.
يقول احمد مراد في القدس العربي عدد 720 في 27/5/1421ه ما نصه: غير انه في الكوارث التي تحدث بأيدي البشر غالبا ما تضيع اجزاء من الحقيقة حولها، أو يختفي المسؤول عنها وراء ستار من الغموض الشديد ,.
ومما يقوله ايضا: خذ مثلا الطائرة الخليجية التي هوت في البحر قبالة شواطئ البحرين وراح ضحيتها 143 شخصا من بينهم 63 مصريا كانوا على متن الطائرة ويتساءل لماذا لم يرسل قائد الطائرة إشارات استغاثة الى برج المراقبة,, هل توجد علاقة بين وجود الاسطول الامريكي الخامس في الخليج وسقوط الطائرة؟! ان هذا الحادث سيضاف الى قائمة ألغاز الكوارث البشرية الصنع انتهى, على الرغم من ان نتائج التحقيقات لم تنته بعد.
ويقول ماجد محمد في صحيفة الوفد المصرية في 29/5/1421ه: ان قلة من الطيارين هم الذين يتمكنون من التحكم في طائراتهم عندما مواجهتهم لظاهرة قص الريح,, .
ولا أرى داعيا لعرض كثير من المقالات المنددة بهذا الحادث غير انني اتساءل ماذا يريدون ان يقولوا؟!.
هل يتوقف الخليجيون عن القيام بمسؤولياتهم عن الطيران المدني ويغلقون ابواب المطارات وخطوطهم الجوية ويُعرضون عن كل ما هو تقني وفني معاصر لأنهم ليسوا جديرين بالقيام بهذه المسؤوليات؟؟؟
أم من اجل حادث مثل هذا يراق الدم على كل نشاطات ومسؤوليات ونجاحات طيران الخليج!!.
لقد شهدنا قريبا حوادث أكثر بشاعة كسقوط الطائرة المصرية في مياه الاطلسي يقودها مصريون، وغرق الغواصة الروسية وسقوط طائرة الكونكورد قرب باريس,, وكل يوم نسمع اخبارا موجعة عن سقوط طائرة او تصادم قطارات,, بل في يوم واحد حدث التالي: تحطم طائرة في كوستاريكا وهبوط لطائرة روسية رغم انها جديدة، كما افادت بذلك شبكة N.T التلفزيونية.
ورغم كل الاحداث والحوادث لم نسمع تقريعا، واتهامات وشماتة من تلك الفئة مثلما رأينا عندما تعلق الامر بالخليج وطيران الخليج, تصبح الاحداث الاخرى قضاء وقدرا,, وعندما يصبح الحادث خليجيا فإنه يتحول الى تقصير وقلة مسؤولية,, وضحالة خبرة تلك إذاً قسمة ضيزى,, أم ان المسألة لها علاقة بالتعويضات,, الله أعلم.
ان التحقيقات لم تنته بعد ولم يتوصل المحققون والفنيون الى نتائج محددة ورسمية,, الامر الذي يجعل من الهجوم على طيران الخليج ضربا من عدم الموضوعية والنظر للأمور بتوجه عاطفي ليس له مع الحقيقة اية علاقة.
وان طيران الخليج ودول الخليج لن تتأثر بمثل هذه المقولات والكلام غير المسؤول,, ولن يستفيد احد من هذه الحملات, انها تثير المشكلات وتستفز الاخوة والاشقاء في البنيان العربي وتزيد من التوتر بين الاوطان والاخوان وتستأصل العلاقات الطيبة واواصر المحبة,, وليت ان هؤلاء يعلمون ان ما حدث قضاء وقدر,, وأن الاخطاء البشرية باقية الى يوم الدين وليست هذه الاخطاء مرتبطة بفئة الخليجيين فقط.
|
|
|
|
|
