| مقـالات
عاشت المملكة في عقديها الأخيرين ارتفاعاً ملحوظا في مستوى المعيشة شمل الحاضرة والبادية ووجدها المواطن في مدنه وقراه، شوارعه ومستشفياته ومدارسه، وتعدل تبعا لذلك تصميم المباني والمساكن ليدخل فيها مجالات للرياضة والترفيه.
وانتشرت المسابح تبعا لذلك انتشاراً ملحوظا في البيوت والمزارع والاستراحات وما أجملها من رياضة تطفئ حر الصيف اللاهب, ويلعب الأطفال جزلين بالماء والمراكب الصغيرة والكبيرة وشتى الالعاب المائية فرادى وجماعات.
وفي صيفنا هذا أحيل الى جمعية الاطفال المعوقين عدد من الأطفال الذين سقطوا في المسابح والتقطوا منها وهم بين الحياة والموت!! وبعد أن تلقوا الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي والتنفسي ومن ثم الرعاية الطبية المتكاملة في المستشفيات المجهزة إلا ان ذلك لم يقف حائلا امام حدوث إعاقات غير بسيطة, وكم يأسف المرء عندما يرى اطفالا في عمر الزهور وقد اختفت البسمات من وجوههم وغاب البريق من عيونهم وفقدوا قدراتهم الحركية واللغوية، ولا أدري كطبيب اطفال مختص ما الذي ينتظر هؤلاء الأطفال في المستقبل القريب أو البعيد والأمر بيد الله أولاً وآخراً, وقد استجاب الاطفال الذين رعتهم الجمعية بفريقها التأهيلي المختص لمحاولات العلاج وبعد أن كانوا لا يملكون فرصة الاستجابة لغويا أو بصريا او حركيا أخذت علامات التحسن بالظهور تدريجيا مؤملين أن يعودوا الى اوضاعهم الاعتيادية خلال الشهور والسنوات القليلة القادمة.
ولما لمثل هذه الظواهر من آثار سلبية لمستها خلال عملي في المستشفيات او الجمعية فإنني أود في هذه العجالة ومن واقع المسابح المفتوحة التي انتشرت في هذا المجتمع واخطارها في البيوت او الاستراحات أن أوصي الآباء والأمهات بما ينفع وأحذر مما يضر أحباءنا الصغار من هذه الأخطار التي ربما أصبحت نتائجها مؤلمة جداً للأسرة والمجتمع.
أولا: يجب أن يكون المسبح مغطى دائماً إلا في وقت السباحة، ويجب أن يكون محاطا بسور عازل مع باب محكم القفل.
ثانياً : يجب ألا ينزل الأطفال للسباحة ولا حول المسبح إلا في وجود الآباء أو الإخوة الكبار القادرين على السباحة.
ثالثاً: يجب تدريب الصغار على السباحة من قبل معلّم سباحة مؤهل وقد ورد في الأثر: علّموا أولادكم السباحة والرماية وليثبوا على الخيل وثبا.
رابعاً: يجب أن يلبس الأطفال أطواق النجاة وسترات النجاة دائماً قبل النزول للمسابح إلى أن يتقنوا السباحة.
خامساً: يجب عدم ترك الأطفال وحيدين في المسابح حتى وإن كانوا مهرة متقنين لفنون السباحة إلا بعد بلوغهم سن الثانية عشرة من العمر لأنهم قد يصابوا في المسابح ويحتاجون مساعدة قد لا يجدونها في وقتها.
سادساً: يجب على جميع الآباء والأمهات تعلّم دورات إنقاذ الحياة والإنعاش للتعامل مع احتمالات الغرق في المسابح والطوارىء بصفة عامة.
سابعاً: يجب تقديم خدمات الإنعاش لكل من يلتقط من المسبح حتى وإن ظهر أنه قد مات وكم عادت الحياة لمن ظن الكثيرون أنهم فقدوها.
ثامناً: يجب نقل أي غريق بعد الإنعاش وأثناء الإنعاش الى أقسام الطوارىء في المستشفيات مع الاستمرار في تقديم عمليات الإنعاش دون توقف في سيارات الإسعاف.
تاسعاً: على الآباء التأكد من مكان وجود الأطفال وأين يلعبون، فكثيراً ما تظن الأم أن الطفل مع والده ويظن الأب أن الطفل مع أمه وقد يظنان أنه يلعب مع إخوته وتكون الحقيقة المرة أن الطفل يصارع بين الحياة والموت في مياه لا ترحم تخطف الأحبة من البراعم الصغيرة البريئة التي أودعها الله أمانة في أعناقنا ويسألنا سبحانه عنهم يوم القيامة.
عاشراً: يجب التأكد عند وضع غطاء المسبح أنه خال من الأطفال وأن جميعهم قد غادروا الماء، فقد وقعت أحداث مؤسفة جراء غطاء المسبح ليختنق طفل أو أكثر مازالوا يعبثون في الماء ومازالوا يلعبون مع إخوانهم.
مع تمنياتنا للجميع بالسلامة ودعواتنا للمولى عز وجل ليحفظ الصغار والكبار ويمتعهم بعضهم ببعض.
* المدير الطبي بجمعية الأطفال المعوقين
|
|
|
|
|