| العالم اليوم
ان يلتقي زعماء العالم جميعاً في وقت واحد، ومكان واحد، فهو عمل جيد ولابد ان يفرز نتائج ايجابية للبشرية جمعاء، بشرط ان تكون العدالة معياراً لاتخاذ القرارات، وان يتخلى الكبار عن محاولة فرض الهيمنة على الاصغر منهم، وان يترك الاغنياء السعي الى تضخيم ثرواتهم على حساب الفقراء.
امس في بيت البشر ان صحة تسمية مقر الامم المتحدة، ببيت البشر احتفل العالم بأسره بمقدم الالفية الثالثة من خلال قادتهم الذين افتتحوا قمتهم التي يفترض ان تناقش المشاكل التي ستواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين والتي يأتي في مقدمتها الفقر، والمرض ومحاولة فرض الأنماط الحياتية والثقافية والعقائدية من قبل القوى السياسية والصناعية الكبرى على القوى الاقل نمواً، وهو ما يسمى اصطلاحاً بالعولمة، وان كان من حق البشر ان يحلموا بمستقبل افضل فإن على قادتهم المجتمعين الان في بيت البشر ألا يجعلوا هذه الاحلام اوهاماً، فأمنا الكرة الارضية تحوي الكثير من الخيرات، وسكانها من البشر لديهم الامكانيات والقدرة على تحويل الاحلام الى حقائق اذا ما تسلح القادة بإرادة سياسية صادقة وقوية وتعاملوا بعدالة وألا تحاول قوة الغاء قوة اخرى او الهيمنة عليها.
العدالة والتوزيع المنصف للموارد,, تبادل الخبرات والمعارف والتقنية الحديثة كلها عوامل كفيلة بمواجهة المشاكل مهما بدت ضخمة ومستعصية على الحل,, فعالم اليوم,, هو عالم التقنية والتطور المعرفي الذي يقدم حلولاً لكل شيء,, الا ان العلم والمعرفة والتقنية لا يمكن ان تعمل وحدها اذا لم تستثمر من قبل قادة البشر لتوظيفها لخدمة الانسانية وفق التزامات اخلاقية منصفة تتسم بالشفافية وتستند على مرتكزات العدالة، وهو ما يسعى القادة للوصول اليه من خلال اجتماعات الموائد المستديرة التي يشارك في ابحاثها اكثر من مئة وخسمين ملكاً ورئيس دولة ورئيس حكومة من ستة محاور تغطي كل آمال وطموحات ومشاكل البشر.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|