| العالم اليوم
طوكيو هنري ميير إيلين لايز ا ف ب رويترز
يتمسك كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري بموقفهما من خلاف إقليمي يعرقل تمهيد الطريق امام معاهدة سلام ثنائية تنهي رسمياً عداءات الحرب العالمية الثانية.
ويجد بوتين صعوبة في إقناع موري بأن روسيا تحت قيادته اصبحت مكاناً اكثر اماناً لرجال الاعمال اليابانيين لكي يستثمروا اموالهم وتخشى روسيا حملة انتقادات داخلية إذا اعادت الجزر التي استولت عليها القوات السوفيتية من اليابان عام 1945 وترغب طوكيو في استعادتها كمسألة كرامة وطنية.
ويعرقل الخلاف القائم حول اراض تبلغ مساحتها خمسة آلاف كلم مربع التوقيع غير الرسمي على معاهدة سلام منذ 55 عاماً مع ان البلدين انهيا الحرب بينهما وعادت علاقاتهما الدبلوماسية الى مجراها الصحيح العام 1956م، حيث تشترط طوكيو قبل التوقيع على معاهدة سلام بينها وبين روسيا استعادة جزر الكوريل التي ضمها السوفيات بالقوة في الايام الأخيرة التي سبقت انتهاء الحرب العالمية الثانية.
بوتين يرفض التنازل عن جزر الكوريل لليابان
وكما هو متوقع فقد رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم امس الاول في طوكيو التجاوب مع طلب اليابان باستعادة جزر الكوريل الاربع الصغيرة مما قد يؤدي الى ارجاء توقيع معاهدة سلام بين روسيا واليابان.
وفي طرح مباشر، اقترح موري توسيع حدود بلاده لتشمل الجزر الاربع المتنازع عليها والواقعة في اقصى شمال ارخبيل اليابان وقبالة اقصى الشرق الروسي.
ورد بوتين على موري بوضوح ولباقة قائلا ان هذه الفكرة شجاعة ومدروسة بشكل جيد الا انها لاتتطابق تماما مع افكار روسيا .
ولكن المسؤولين اتفقا علىمواصلة المفاوضات على اساس الاتفاقات المبرمة.
وفي حال عدم التوصل الى حل وسط يبدو ان البلدين لن يوقعا على معاهدة سلام قبل نهاية السنة الجارية كما تعهد مسؤولو البلدين قبل ثلاث سنوات.
وكانت روسيا منحت اليابان عام 1875 هذه الجزر التي يسميها اليابانيون اراضي الشمال والتي تتميز مياهها الغنية بالاسماك وتعتبر منطقة استراتيجية عسكرية هامة لروسيا.
وافادت احصائيات روسية ان جزر كوناشيري (بالروسية) وايتوروفو وشيكوتا وهابوماي آهلة حاليا بحولي 16 الف نسمة وقد طرد منها اليابانيون.
ولاتزال قضية جزر الكوريل تعتبر مسألة حساسة في اليابان, ونظمت مجموعات من اليمين المتطرف تظهرات في شوارع طوكيو مطالبة باستعادة هذه الجزر.
واشار بوتين وموري الى التقدم الذي سجله البلدان منذ نهاية الحرب الباردة: زيارة اليابانيين الى الجزر وكذلك زيارة سكان الجزر الى اليابان وافتتاح مناطق صيد بحري الخ.
وتعتبر روسيا انه لايمكن ان يتطور الوضع الا تدريجيا, وقدم بوتين لليابانيين اقتراحات روسية تتحدث عن تطور تدريجي يؤدي الى اتفاق سلام على حد قول احد اعضاء الوفد الروسي.
ولم تعارض طوكيو هذه المقترحات ولكنها الحت على ان تحل معاهدة السلام قضية الجزر الاربع حسبما كرر موري لضيفه, وبذلك يضع اليابان سيناريو شبيها بقضية هونغ كونغ من شأنه ان يمكنها من استعادة السيادة على هذه الجزر بينما تحتفظ موسكو بالادارة لسنوات طويلة.
واستقبل امبراطور اليابان اكيهيتو والامبراطورة، بوتين وزوجته قبل المباشرة في سلسلة ثانية من المحادثات مع موري تخصص للتعاون الاقتصادي.
واعرب موري عن اسفه للصعوبات التي تواجه رجال الاعمال اليابانيين للاستثمار في روسيا, وقال انهم يعرفون تماما ان روسيا تشكل نظريا سوقا كبيرة ولكن مشاكل كثيرة تواجه تأسيس شركة مشتركة .
واكد بوتين ان روسيا ستتخذ اجرءات في هذا الصدد .
يذكر انه في نهاية جلسة محادثات مرهقة تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاجأة من مضيفه الياباني يوشيرو موري,, كلب ياباني يغني بالروسية.
وقال مسؤولون من وزارة الخارجية اليابانية ان موري فاجا ضيفه بوضع الكلب الآلي على الطاولة في نهاية الجلسة الثانية من المحادثات قائلا (ارجو ان يساعدك ذلك على الاسترخاء),واضاف مسؤول من وزارة الخارجية تحرك الكلب باتجاه مكبر الصوت ثم تراجع قليلا ليضبط مكانه,, وبدأ في غناء السلام الوطني الروسي والترويكا .
|
|
|
|
|