| العالم اليوم
*بريشتينا يوغسلافيا بياتريس ديبو ا ف ب
يتوجه الناخبون في كوسوفو هذا الخريف وبفارق شهر واحد الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في عمليتي انتخاب متضاربتين، فدرالية يوغوسلافية، وبلدية تحت اشراف الامم المتحدة مما يعني بالنسبة للالبان خطوة اولى في اتجاه استقلال هذا الاقليم.
وقد اعلن رئيس الادارة المدنية للامم المتحدة في كوسوفو برنار كوشنير الاثنين الماضي انه لا يستطيع منع اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية اليوغوسلافية في الرابع والعشرين من ايلول/ سبتمبر في اقليم كوسوفو حيث تعيش غالبية البانية لان هذا الاقليم لايزال شرعيا يخضع لسيادة بلغراد.
لكن مايزيد من تعقيد الوضع تنظيم الامم المتحدة في 28 تشرين الاول/ اكتوبر انتخابات بلدية في كوسوفو.
ويخول القرار 1244 الصادر عن الامم المتحدة في 10 حزيران/يونيو كوشنير بتنظيم تطوير المؤسسات الانتقالية من خلال اجراء انتخابات في كوسوفو.
واعتبرت مصادر دبلوماسية يوم امس الاول ان ليس امام كوشنير من خيار سوى قبول اجراء انتخابات اتحادية يوغوسلافية في كوسوفو, وقالت الناطقة باسم بعثة الامم المتحدة في كوسوفو كلير تريفانا ان كوشنير سيعتبر مناهضا للديموقراطية لو قال انه لن يكون هناك انتخابات في كوسوفو .
لكن اقليم كوسوفو لا يزال في الواقع جزءا من جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية حتى وان كانت الامم المتحدة تتولى ادارته منذ انتهاء الحرب بين القوات اليوغوسلافية الالبان في حزيران/ يونيو 1999.
ولكن كوشنير شدد على ان بعثة الامم المتحدة في كوسوفو (مينوك) لن تشارك في تنظيم هذه الانتخابات ووصفها بأنها استفزاز ومهزلة , وقال يوم امس الاول امام الصحافة ان تنظيم انتخابات عادلة خلال ثلاثة اسابيع ليس ممكنا موضحا انه لن يسمح بوضع مكاتب اقتراع في المباني الرسمية التي اصبحت الآن خاضعة لسلطة الامم المتحدة, واضاف من المفارقات الصعبة ان الامم المتحدة ستتولى ضمان الامن خلال الانتخابات كما تقوم عادة .
ونظريا فان سكان كوسوفو سينتخبون رئيس ونواب يوغوسلافيا من جهة ومستشاريهم البلديين من جهة اخرى في اقليم وضع تحت اشراف الامم المتحدة.
وتعتبر هذه الفرضية نظرية فقط لان الالبان سيقطعون بدون ادى شك الانتخابات الفدرالية اليوغوسلافية كما يفعلون عادة منذ الغاء الحكم الذاتي في كوسوفو عام 1989.
ورد الفعل هذا هو نفسه لدى عدد كبير من القادة الصرب في كوسوفو بمن فيهم معارضو اخضاع الاقليم لادارة الامم المتحدة الذين اعلنوا انهم لن يشاركوا في هذه الانتخابات طالما لم يتم ضمان امن الصرب.
واعتبر الناطق باسم القادة الصرب المعتدلين الاب سافا جانييتش يمكن في الوقت نفسه ان نتوقع قيام بعض الناس بالمشاركة في الانتخابات لاظهار انتمائهم الى يوغوسلافيا مذكرا بأن عددا كبيرا من الصرب في كوسوفو يتلقون رواتب ونفقات من بلغراد.
وفي المقابل يتوجه الالبان الىصناديق الاقتراع في 28 تشرين الاول/اكتوبر لانتخاب مستشاريهم البلديين في ما يعتبر بالنسبة اليهم خطوة نحو الاستقلال فيما يتوقع مشاركة قلة من الصرب (100 الف نسمة حاليا في الاقليم) في هذا الاقتراع, وقد سجل اقل من 1% منهم اسماءهم للتمكن من الانتخاب.
وكتبت صحيفة كوسوفا سوت الالباينة امس الاول ان قرار كوشنير قد يصب الزيت على النار .
فالالبان يعتبرون اجراء الانتخابات اليوغوسلافية بمثابة تدخل من بلغراد في وقت كانوا يعتقدون فيه انهم تخلصوا من سلطة الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش الى غير رجعة.
|
|
|
|
|