|
| الريـاضيـة
من ينتزع الذهب,, ولا يرضى بغيره بديلاً,, فإن هذا يعكس شخصيته (الذهبية) التي تدفعه دائما للوقوف في مراكز الصدارة واعتلاء منصات التتويج كي يرتفع علم وطنه خفاقاً في تلك المحافل الدولية.
وحسناً ما فعل الرباعي (الذهبي) السعودي في بطولة ألعاب القوى الآسيوية التي اختتمت مؤخرا بأحداثهم نقلة وقفزة نوعية لمكانة (أم الالعاب) السعودية التي هجرت للابد مقولة المشاركة من اجل المشاركة,, وبهدف كسب وزيادة مفعول الاحتكاك ودعم عامل الخبرة وغيرها في سياق الاسطوانة المشروخة التي قد نرددها بغباء مكشوف من حين لآخر لمجرد تغطية الاخفاق في اي مشاركة رياضية.
ان رباعي الذهب السعودي المكون من حسين السبع، هادي صوعان، مبارك عطا وجمال الصفار بما حققوه من انجاز على مستوى القارة الآسيوية يدفعنا للشعور بالفخر والاعتزاز اولاً,, ومن ثم الاطمئنان على مستقبل مشرق وباسم لهذه الرياضة العالمية بعد ان (عشنا وشفنا) سنوات عجافا,, وكانت النتيجة (لم ينجح أحد) رغم المشاركة العددية الكبيرة ولم تكن تلك (الوفود) تفوز بشيء سوى مقولة الاكثر (عدداً).
لكن في زمن التقنين,, والتخطيط المبرمج,, والنظرة للنتائج وفق معطيات وحسابات دقيقة منهج العلمية جاء تجاهل (الكم) والالتفات لمفهوم (الكيف), وكان هذا هو الاطار العام لمبدأ اتحاد العاب القوى الذي يدير دفته الرياضي الذهبي نواف بن محمد,, اذ ما ان تولى قيادة شؤون الاتحاد بدون تواجد وحضور يذكر,, حتى دفع به لميدان وحمى المنافسة بخطوات واثقة,, مدروسة,, وبدأ تدريجياً يؤكد تطلعاته العملية التي تخضع في تعاملاتها الى لغة مشتركة وواحدة,, وهي لغة الارقام ذات المصداقية في ارقامها (المسجلة).
,, وكان لنجومنا سباق حثيث مع (الزمن),, و(الوقت من ذهب) بالنسة لهم, فقد اختفت عبارات سلوكية دارجة,, مثل (وش معجلك:) كما حطموا الحكمة الصينية على ما اعتقد والتي تشير الى اهمية الوصول متأخرا وبأنه افضل وخير من عدم الوصول بالمرة!!
السبع وصوعان ومبارك والصفار رفعوا منذ زمن غير بعيد شعارهم الرسمي (سباق مع الزمن) وهم بذلك يتطلعون لبناء مجد مشرف للرياضة السعودية بالانضمام لقائمة الدول المتصدرة في اختطاف الميداليات من (ذهب) واخواتها!!
ومن قبل كانت مرحلة البحث عن التواجد (بدون جدوى) حتى ولو باحتلال موقع ميدالية (يتيمة) في ذيل القائمة لنمارس من بعد عملية التهليل والتبريك,, وكأن الميدالية الواحدة صناعة اعجاز وانجاز.
تغيّرت الصورة تلك لما هو افضل واكثر روعة,, وبنهاية الالفية الثانية كان نجومنا على موعد مع اكتشاف الذهب الآسيوي وهم في طريقهم لرحلة الاولمبياد يحملون هاجس ابراز اسم المملكة في تلك المناسبة الدولية.
والواجب يحتم على الجميع العمل على دعم ومساندة هؤلاء الرجال الذهب في مسيرتهم,, مطلوب التفاتة صادقة تجاههم ولاسيما من الناحية المعنوية لحثهم على بذل المزيد من الجهد,.
فالنجاح الذي سيتحقق انما سيدوّن بأحرف من ذهب في صفحات تاريخ الوطن.
اننا مطالبون اكثر من اي وقت مضى بتغيير مواقفنا السلبية تجاه تلك الرياضات وابطالها وعدم الانزواء دائما في اطار اللعبة الأكثر شعبية,, علينا إبراز صفحات التفوق التي تتحقق بواسطتهم والعمل على انصافهم معنويا وماديا ليستمر العطاء بدلا من توقف العجلة والاصابة بالاحباط والشعور بالدونية مقارنة بلاعبي كرة القدم,ويا ابطالنا في العاب القوى اقول (شرفتونا,, شرفتونا) فمزيدا من النجاحات,, والجميع يترقب بكل الامل والتفاؤل حضوركم المشرف في اولمبياد سيدني,, وسامحونا!!
احمد العلولا
|
|
|
|
|
