|
| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد بن حمد المالك وفقه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
كثرت الكتابة بالحديث عبر الصحف عن (طريق الشمال) أوكما يطلق عليه البعض (طريق الموت) وذلك لكثرة الحوادث المميتة المفجعة التي وقعت على هذا الخط الممتد ما بين (رفحاء عرعر) بطول حوالي 280 كم، باتجاه واحد ضيق وبارتفاعات ومنخفضات سيئة وخطرة.
وقد سبق ان كتبت على صفحة هذه المطبوعة الغراء تعقيبا على تلك الحوادث التي تنقلها الصحافة وبمعدل كل يوم حادث تزهق الارواح فيه وتتيتم الأطفال وتترمل النساء وتمحى عائلات بكاملها عن الوجود على هذا الخط الغول الذي أصبح خنجرا مغروزاً في خاصرة وطني الكبير أهدر دم شبابه وحطم آمالهم وزاد آلامهم وما سبق من كتابة لي أو لغيري تتم من واقع ما ينشر من حوادث لهذا الطريق بصفة سنوية.
أما الكتابة هذه المرة فتختلف عن سابقتها وذلك بحكم ان الواقعة ميدانية رأيت بعيني هذه المرة الحادث المفجع الذي وقع ليلة الجمعة في الساعة السابعة على بعد حوالي 130 كم من رفحاء قرب مركز العويقيلة المتمثل في أتوبيس للنقل الجماعي متصادم مع سيارة مرسيدس صغيرة على مرتفع من المرتفعات الكثيرة والمشهورة بهذه المنطقة في منظر مؤسف ومؤلم ومرعب تناثر الجثث على الطريق والسيارات وجهود الدفاع المدني والشرطة في سبيل وقف هذا الجرح الدامي ولكن ,, (سبق السيف العذل) وذهبت الأرواح إلى بارئها ونقل من نقل إلى المستشفيات ,, لقد كان منظرا تدمع له العين وينكسر له الفؤاد لدرجة عدم تحمل هذه المناظر أنا وأسرتي التي غمها هذا المنظر وتعالت صيحات الحزن واجهشوا بالبكاء,.
فهذا نداء المواطن إلى المسؤولين ونحن في مناسبة التوعية المرورية والأمنية وعلى رأسهم معالي وزير المواصلات الدكتور حمد السلوم أنقذوا أهالي المنطقة الشمالية والزائرين من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي وأبناء الدول العربية الشقيقة مرتادي هذه الوصلة المميتة الرابطة بين شمالنا الحبيب ودول مجلس التعاون الخليجي فهل ستكون هذه نهاية الحلقة الأخيرة من مسلسل ولا يزال القتل مستمرا على طريق الشمال.
الموضوع يحتاج إلى وقفة صادقة وتصرف فوري لا يتم إلى بتبني الموضوع شخصياً من معاليه والتوجيه بعلاج ميداني سريع وحالة استثنائية لا يقاس عليها بالمناقصات والعطاءات داخل ظرف مختوم.
لان الظرف المختوم ليس بأغلى من أرواح أبناء الوطن ودماء المسلمين التي تهدر بصورة شبه يومية ولنا في توجيهات خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام القدوة والمثل فهاجسهم المواطن وعلى رأس الأولوية راحته وسلامته في وطنه أينما ذهب وحيثما حل,, وسمعتم ورأيتم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله في مؤتمر مديري الشرطة في المملكة الذي عقد في مدينة جدة عندما تحدث سموه بلغة الأرقام المفزعة والمقشعرة للبدن والندم رأيته في عيني وتعبيرات وتقاسيم وجه سموه الكريم تبدي الأسى على تلك الأرقام التي تذهب هدراً من مكتسباتنا الغالية الثمينة فكان حديثه من القلب عن هول الفاجعة من تلك الأرقام التي هي حرب غير معلنة على شباب ومقدرات الأمة المسلمة, فحرص سموه الكريم على أمن وأمان وراحة المواطن ومنها سلامته وهو يقود مركبته متجولا بين أرجاء وطنه ، ووجه يحفظه الله بتفعيل هذه الحملة التوعوية لتكون إحدى الوسائل الناجعة للقضاء على ذلك التهور والدمار والتي سنقطف ثمارها إن شاء الله,لكن لا يزال السبب قائما فإلى كل مسؤول في موقعه هذا نداء الاستغاثة والامل والرجاء هبوا لنجدة طريق الشمال وأوقفوا نزيف الدماء الطاهرة التي تهدرها المركبات الجائرة على طريق سيئ ورديء قديم التصميم تنبعث منه رائحة الموت والهلاك ففي هذا عتق للرقاب من الموت بعد عناية الله والمثل يقول (يرى الحاضر ما لا يرى الغائب),, فشاهدوا بأنفسكم هذا الطريق وبعدها تتضح الرؤية وصدق المقولة.
والله الهادي إلى سواء السبيل,.
محمد بن غازي العنزي الرئاسة العامة لتعليم البنات/ الرياض
|
|
|
|
|
