أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

في التعليم الفني
أمور تعكر صفو بال المعلم
تحية طيبة وبعد.
لقد اطلعت كغيري على ما كتبه الأخ عبدالله بن ناصر الخزيم في هذه الصفحة عدد 10197 وتاريخ 29/5/1421ه تحت عنوان حركة مديري المدارس ووكلائها الأهم ان لا تتمزق شباك العملية التعليمية حيث تطرق في مقاله الى ما تقوم به وزارة المعارف من اصدار حركة تنقلات المديرين والوكلاء التابعين للوزارة وذلك بعد القرار الناجح بكل مقاييسه والمتمثل في تغيير المديرين والوكلاء الذين يمضون اربع سنوات في مدارسهم,, فقد تكلم عن الأسس التي يتم فيها ترشيح مدير المدرسة الجديد حيث قال ان هناك فئة من المديرين لم يكن لهم أثر يشفع لهم بتقليد مسؤولية قيادية ناهيك عن ان تكون تلك المهمة بحجم مدير مدرسة شخصيا,, واجد ان هذا المرشح لا يحظى بأدنى تأييد او قبول ثم استطرد قائلا وانني لتساورني بعض المخاوف من ان تكون بعض الإدارات التعليمية تتخذ من الاصرار على فرض بعض الاسماء التي لا تحظى بالقبول لإدارة مدرسية , فأقول انني سأتكلم الآن عن قطاع تعليمي هو من الأهمية بمكان وهو قطاع التعليم الفني التابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وبما ان السياسة التعليمية في هذه البلاد واحدة لا تتجزأ إلا ان المسؤولين في التعليم الفني يأخذون من وزارة المعارف القرارات غير المناسبة ويتركون القرارات المناسبة، ولا أدل على ذلك من هذا القرار قرار حركة تنقلات المديرين والوكلاء ، فهذا القرار استبشر له العاملون في المعاهد الفنية من تجاريه وصناعية وزراعية ومراقبين ومدربين ومراكز تدريب مهني استبشروا به خيرا لأنه سيجدد الدورة الدموية في هذه المعاهد، ولكن شيئا من ذلك لم يحصل فلم يعمل به بل تجاهلوه حق التجاهل، وإذا تمت المطالبة به قالوا ان هذا القرار خاص بوزارة المعارف!!.
ان المعاناة التي يعانيها المعلمون في المعاهد الفنية تتمثل في ان المدير لا يتم ترشيحه لجدارته او تفوقه او مناسبته لهذا المنصب وإنما يتم تعيينه فرضا على هذا المعهد وإذا ما استلم الإدارة فلا يتم انتقاله من هذا المكان إلا بإحدى حالتين لا ثالث لهما وهما: اما التقاعد واكمال السن النظامية في العمل وإما بالانتقال الى الدار الآخرة وكلا الحالتين امر لا مناص منه.
ومن ناحية الوكيل فإن الحال ايضا ليست كما هي في وزارة المعارف يتم ترشيحه من قِبل الوزارة او الإدارة التعليمية فهذه من سابع المستحيلات فإن التعليم الفني اذا تم تعيين مدير ما في المعهد واستقر على كرسيه قام بترشيح من يراه مناسبا من وجهة نظره ويتماشى مع مصلحته لا مصلحة العمل ويكون هذا بإحدى حالتين: إما ان يكون الوكيل الذي يعينه سواء كان وكيلا تعليميا او وكيلا إداريا او وكيلا لشؤون الطلاب او رئيسا للأقسام النظرية او رئيسا للأقسام العملية فهذا سيكون إما من قرابته او من القسم الذي ينتمي اليه فمثلا: إذا كان المدير من قسم السيارات فالوكلاء والطاقم الإداري كلهم سوف يكونون من ذلك القسم وإن كان المدير من قسم الميكانيكا او المعادن او الكهرباء او الإلكترونيات فالحال تبعا لذلك، ولك ان تتخيل المعلمين وهذه حالهم في معاهد التعليم الفني، قلق وحرب نفسية لا يعلمها إلا الله، إضافة الى ان معظم مديري المعاهد في التعليم الفني هم من الرعيل الاول حملة الدبلوم فقط بينما أصحاب الشهادات العليا كالبكالوريوس والماجستير والدكتوراه يقبعون على الهامش.
وإذا كان الأخ عبدالله الخزيم في كتابته التعقيبة قد تضجر من بقاء مدير ما اربع سنوات في مدرسته وهو غير مناسب لها ولم يرشح لها المعلمون، كما انه بإمكان المعلم في وزارة المعارف إذا لم يرتاح مع مديري هذه المدرسة فعليه الانتقال الى مدرسة اخرى, فأقول اذا كان هذا حالكم وتتضجرون فلم تطبقوها فما بالكم باخوانكم المعلمين في التعليم الفني الذين لا حول ولا قوة لهم حيث لا يمكنهم الاعتراض ولا الانتقال الى معاهد اخرى وليس لهم الا الصبر او الشرب من ماء البحر ولكن نسأل الله لهم ان يلهمهم صبر أيوب.
كما ان هناك نقطة اخرى احب ان انوه عنها ألا وهي ان المسؤولين القائمين على التعليم في بلادنا قد وضعوا جل اهتمامهم وعنايتهم بالمعلم ليكون مرتاح البال حتى يؤدي الأمانة الموكلة اليه وهي تعليم الأجيال ومن هذا المنطلق تم اصدار كادر مستقل بالمعلم حتى لا ينشغل باله بالترقية او العلاوة كما تم اصدار قرار حركة المديرين او الوكلاء كل ذلك من اجل ان لا يبقى للمعلم عذر في عدم الإنتاجية وليكن هم المعلم الأول والاخير توصيل المعلومات للطلاب، ولكن في التعليم الفني مازال هناك الكثير من الأمور التي تعكر صفو بال المعلم وتفكيره وتقلل من إنتاجيته والمسؤولون في التعليم الفني لا يخفاهم شيء من ذلك، فهل يجد ذلك التعقيب آذانا صاغية منهم واخص بذلك القائمين على التخطيط والتطوير وعلى رأسهم نائب المحافظ لشؤون التخطيط والتطوير,, آمل ذلك كما آمل ان لا يأتي رد المؤسسة غدا بالمقولة المشهورة والاسطوانة التي نسمعها دائما من بعض مسؤولي العلاقات العامة في الدوائر الحكومية وهي مقولة لا صحة لما ذكر ويصرون عليها وان كانت حقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار.
وفي الأخير اشكر القائمين على جريدة الجزيرة وبالأخص على هذه الصفحة العزيزة على قلوبنا جميعا المتنفس الوحيد لقراء الجزيرة ,.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالرحمن بن سليمان بن محمد المزيد
المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved