أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

مستعجل
الشاب,, بدر الشثري,.
**الموت حق,, وكل حي سائر إلى هذا الطريق,.
** والمشكلة بالطبع,, ليست في الموت,, ولكن فيما بعد الموت,, عندما تكون في القبر,, ليس معك وليس لك سوى عملك,.
**وفي السنوات الأخيرة,, انتشر موت الفجأة,, فقد تترك صديقاً أو قريباً أو زميلاً في كامل عافيته ,, وبعد ساعات يقال لك,, احضر للصلاة عليه,.
**جلطات,, وسكتات,, وحوادث مختلفة,, وأمراض كلها تقود إلى هذا الطريق,.
**ترى ,, كم من عزيز فقدناه,, وكم من حبيب وقريب وصديق واريناه بالدموع قبل التراب,.
**وكم هم الأشخاص الذين كانوا معنا خلال العام المنصرم,, وفي هذه السنة,, لم يبق منهم سوى الذكرى,.
** وفي مطلع هذا الاسبوع,, فاجأني ابني الأكبر سعد قائلاً,, هل تعرف صديقي وزميلي في مدارس الرياض بدر بن سعد الشثري؟!
**قلت نعم,, وألف نعم,, به وبوالده وبأسرته,.
**قال,, لقد توفي,, قلت,, وماذا حصل؟
**قال,, لقد توفي في حادث مروري داخل مدينة الرياض رحمه الله وأسكنه فسيح جناته,.
**هذا خبر ليس سهلاً,, ورغم أن هذا الشاب لا يربطني به سوى علاقته الوثيقة بابني,, إلا أن خبراً كهذا,, هزني وجعلني أعيش لحظات وسط دوامة صعبة,, فكيف بأهله ووالديه,, نسأل الله لهم الصبر والسلوان,, وأن يعوضهم الله خيراً,.
**لقد عرفت في هذا الشاب,, الالتزام والصلاح والاستقامة وبره بوالديه وحسن الأخلاق,, وعبارات تعكس روعة التربية,, كيف لا,, وهو ابن تلك الأسرة العريقة,, أسرة علم,, وفقه,, وكرم,, وتواضع,,
**لقد تألمت بالفعل لوقع هذا الخبر,, وأخذت بعده أياماً بدون توازن لأكثر من سبب:
**أولاً,, الموت,, والموت نفسه,, خبر مرعب يهز كل إنسان ويخيف كل حي,.
**ثانياً,, أنه توفي في ريعان شبابه,, وهذا هو الآخر,, يجعل الإنسان أكثر ألماً,.
**ثالثاً,, أن الموت كان موت فجأة,.
**رابعاً,, أن مثله,, يُفقد,, وتتألم لفقده,, لكن هذه هي سنّة الحياة,, وهكذا هي الحوادث المرورية التي حصدت البشر.
**لقد كنت أتصل باستمرار بابني سعد,, من خلال الهاتف الجوال لأسأل عنه,, فيقول,, اطمئن,, انا عند صديقي بدر الشثري,.
**وبالفعل,, أطمئن اطمئناناً كبيراً,, لأنني أعرف هذا الشاب وأعرف أسرته,, وأكون سعيداً,, عندما أعرف أن ابني معه.
**لكن هذه,, هي سنّة الحياة,, وهكذا هي الحوادث المرورية,, حصدت عشرات الآلاف من الأشخاص,, فكم يتمت,, وكم رمّلت,, وكم حصدت من أسر بكاملها,, وكم أغلقت من البيوت,, وكم دمّرت,, وكم شوّهت,, وكم أقعدت,, وكم تركت من معاق ومريض وعاطل,, وكم وكم,,؟!!.
**ليس أمامنا سوى التسليم بقضاء الله وقدره,, والدعاء لأموات المسلمين بالمغفرة والرحمة والرضوان
**نسأل الله تعالى,, أن يتغمد الفقيد بواسع مغفرته ورحمته,, وأن يخلف أهله خيراً,, وأن يمن عليهم بالصبر والسلوان إنه جواد كريم.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved