أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

الاولــى

نيابة عن خادم الحرمين سمو ولي العهد يلقي كلمة المملكة في افتتاح قمة الألفية مؤكداً
الأمم المتحدة أمل البشرية في تجنب ويلات الحرب
المملكة تتبرع بـ30% من ميزانية صندوق العمل الوقائي الدولي
* * نيويورك رئيس التحرير واس:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله شارك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أمس الاربعاء الثامن من شهر جمادى الآخرة الموافق السادس من سبتمبر أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول العالم وممثليهم في قمة الألفية للأمم المتحدة التي نظمتها هيئة الأمم المتحدة بمقرها في نيويورك.
وبهذه المناسبة ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز كلمة موجزة أمام قادة دول العالم ورؤساء وفودها وذلك نظراً لضيق الوقت والمدة الزمنية المحددة بخمس دقائق لكل متحدث.
وفيما يلي نص كلمة سمو ولي العهد الموجزة:
السيد الرئيس السيدة الرئيسة
السادة رؤساء وأعضاء الوفود الكرام
معالي الأمين العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أحييكم بتحية الإسلام داعياً الله جلت قدرته ان يوفق لقاء القمة التاريخية هذا لمواكبة تطلعات ستة آلاف مليون انسان هم سكان كوكبنا الذين يعقدون عليه الكثير من الآمال.
إن بلادي تعتز بأنها إحدى الدول المؤسسة لهذا الصرح الكبير الأمم المتحدة وتفخر بأنها كانت وما زالت عضواً نشطاً وفعالاً تجاه أعمالها ومهامها وتؤكد اعتقادها الراسخ بان الأمم المتحدة تبقى أمل البشرية الأكبر بعد الله جل جلاله في تحقيق تجنب الأجيال القادمة ويلات الحرب رغم ما قد يشوب آليات العمل من شوائب أو يعترضها من عقبات أو صعاب.
ان هذا الاجتماع مخصص لمراجعة دور الأمم المتحدة ماضيها وحاضرها وانها لعلامة نضج ووعي ان نقف مع انفسنا لتقييم ومراجعة لما أنجزناه وما ينبغي علينا انجازه.
ومن هذا المنطلق أرجو أن تسمحوا لي أن اتحدث معكم بصراحة تامة وأتساءل عن الأهداف النبيلة التي قامت عليها الأمم المتحدة وسلامة وصون تلك الأهداف والتي تشكل المهام والمسؤوليات الأساسية لمنظمتنا، وفي هذا السياق أود الاشارة إلى ما جاء في تقرير معالي الأمين العام المؤرخ في 20 يوليه لهذا العام بان المجتمع الدولي لم يتمكن من تحقيق السلام والأمن الدوليين رغم كل ما بذل من جهد لتحقيق الأهداف الواردة في الميثاق.
واني اتفق مع معاليه حول ما جاء في تقريره لمجلس الأمن في 19 اكتوبر 1999 م من أن منع وقوع النزاع أكثر جدوى وأقل تكلفة من حفظ السلام وفي اللغة العربية مثل حكيم يقول الوقاية خير من العلاج.
ولذلك يسرني ان أعلن عن تبرع المملكة العربية السعودية بما يعادل ثلاثين في المائة من الميزانية المقترحة لصندوق العمل الوقائي والذي أقيم بمبادرة خيرة من معالي الأمين العام أملاً أن تثمر جهود الصندوق في تحقيق أهدافه.
أيها السادة الحضور
لقد نص الميثاق على ممارسة التسامح وحسن الجوار ولنا أن نتساءل أين نحن من ذلك، ان التسامح لا يتحقق مع العدوان والاحتلال فهناك صراع قارب الخمسين عاماً لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني المشروع التي سلبت ومقدساته التي انتهكت وسيادته التي يراد انتزاعها عن القدس الشريف هذا الصراع الذي نشأ نتيجة لقرار من الأمم المتحدة وهو الآن مستمر لعدم الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن.
ثم نتساءل أين نحن مما نص عليه الميثاق من صون حقوق الانسان الأساسية في الوقت الذي يعيش فيه قرابة ثلاثة آلاف مليون نسمة أي نصف الجنس البشري على دولارين في اليوم أو أقل وهناك ألف مليون انسان يجهلون مبادئ القراءة والكتابة وعدد مماثل يعاني من البطالة الجزئية أو الكاملة.
ان حقوق الانسان كما نفهمها نحن المسلمين هي هبة من الخالق لا يملك أحد حق مصادرتها أو سلبها وليست شهادة حسن سلوك يقدمه بعض البشر لبعض من زاوية ادعاء خاطئ لتفوق اخلاقي على الآخرين ان هذه الحقوق والمبادئ توجد في أعماق كل الحضارات الانسانية ولا يصح النظر إليها بمعزل عن الحضارة التي نشأت منها كما أنه من الصعب ان نفرض على انسان أو مجتمع مفاهيم ترفضها معتقداته ومبادئه وأخلاقه.
لقد قررت الأمم المتحدة اعلان السنة القادمة سنة حوار بين الحضارات وانني اذ اشيد بهذا القرار الذي جاء في وقته اتمنى على أجهزة الأمم المتحدة المعنية بهذا الحوار ان تكرس جزءاً من الوقت والجهد لدراسة ما قدمته كل حضارة لمفهوم حقوق الانسان وجزءاً من الوقت والجهد للبحث عن صيغة تجمع بين عالمية هذا المفهوم وبين المبادئ والقيم التي لا يمكن لأي أمة التخلي عنها.
أيها السادة الحضور
يجمع الباحثون على أننا مقبلون على حقبة جديدة من تاريخ البشرية تم التعارف على تسميتها العولمة وهذه الظاهرة تحمل معها زوال الحواجز والحدود وتتيح حرية للحركة على نحو غير مسبوق في عمر البشرية وبالرغم من انها تحمل بين طياتها فرصاً جديدة لاثراء التواصل الحضاري والانساني وفرصاً واعدة لتقوية الأواصر بين بني الإنسان غير ان هذا الجانب المشرق للعولمة يقابله جانب مظلم لا يجوز ان نتجاهله ويتضمن مخاطر وتهديداً على وجه الخصوص للمجتمعات الفقيرة والصغيرة في اسرتنا الدولية.
ان هناك مجتمعات عديدة تخشى ذوبان هويتها الأصلية في ظل تيار الغزو الالكتروني وهناك مجتمعات أخرى ستواجه خطر الافلاس التام حين تتعرض اقتصادياتها الضعيفة لمنافسة اقتصاديات أقوى وأكثر رسوخاً ويستتبع ذلك انه اذا لم يتم ضبط سلبيات العولمة فان ذلك سيؤدي إلى عواقب قد تطفئ بريق الآمال المعقودة عليها بحيث تتحول إلى صراع قديم باسم جديد صراع بين الاقوياء والضعفاء تكون نتيجته الحتمية هيمنة الشمولية الخانقة واندثار التعدد والتنوع الايجابي.
ان جهود الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة عبر العقود الماضية كانت عاملاً هاماً من عوامل ولادة العولمة وقد واكب ذلك جهود دولية لتحرير التجارة واعادة الاقتصاديات الموجهة إلى آليات السوق كما واكب ذلك محاولات متعددة لفتح الآفاق امام الأفكار والمعلومات.
واننا اذ نشيد بجهود منظمة الأمم المتحدة في ازالة الحواجز نود أن نذكر في نفس الوقت بمسؤوليتها التاريخية تجاه ضرورة ضبط الحركة السريعة بعد غياب تلك الحواجز فمن الملاحظ ان موجه العولمة في صورتها الحالية في غياب الانضباط والتحكم قد نجم عنها العديد من حالات عدم الاستقرار في كثير من المجتمعات سواء في أوساط الدول النامية أو في صفوف الدول المتقدمة.
ولهذا فاننا نهيب بمنظمة الأمم المتحدة بان تقوم بدور المنظم لعملية العولمة حتى لا تتحول إلى طوفان جارف تنهار بسببه الضوابط التي لا غنى عنها في تماسك المجتمعات واستقرارها وأمنها.
وفي هذا السياق أرجو الا نخرج من هذا التحليل مثقلين بروح التشاؤم بل بروح المسؤولية المتفائلة التي ترى في المزيد من التحديات دعوة لبذل المزيد من الجهود للتعامل معها.
ان جدول أعمال هذا اللقاء يحتوي على أكثر من عشرين مشروعاً تستهدف تفعيل دور الأمم المتحدة وتطويره ولا شك لدينا أن تبنيكم بعض هذه المقترحات سوف يقترب بنا خطوة أو خطوات نحو تحقيق أهدافنا المنشودة.
ان الحديث عن التقنيات والآليات أمر ضروري جداً ولكن هذا الحديث لن ينتج أي أثر مالم يكن هناك تغيير في النوايا يتبعه تغيير في الارادة السياسية.
واختتم كلمتي هذه مستذكراً قول الحق عز وجل ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكانت أعمال قمة الألفية قد بدأت في الساعة التاسعة والنصف في صباح أمس بتوقيت نيويورك (الرابعة والنصف بتوقيت المملكة).
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود شارك صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في القمة.
وقد بدأت الجلسة الافتتاحية لقمة الألفية بكلمة لرئيس فنلندا تارجاهالونين باعتبار فنلندا رئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها القادمة وهي الدورة الخامسة والخمسون ثم كلمة لرئيس دولة ناميبيا سام نوجوما باعتبار بلاده رئيسة للدورة الرابعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال السنة الماضية.
اثر ذلك ألقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان كلمة بهذه المناسبة.
ثم ألقى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كلمته كأول المتحدثين من رؤساء الدول كون بلاده بلد المقر وقد دعا المشاركين في قمة الألفية الى تقديم الدعم للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لتشجيعهما على اختيار طريق السلام الصعب .
وبعد كلمة كلينتون ألقى الرئيسان الروسي بوتين والفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء الاسرائيلي باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كلماتهم.
طالع صفحة متابعة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved