أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

متابعة

قمة الألفية بين الآمال الكبيرة والقضايا الصعبة
المؤتمر يمثل لحظة فارقة لقادة العالم وللأمم المتحدة
رسالة الجزيرة: عن فعاليات قمة الألفية الثالثة من رئيس التحرير ووكالات الأنباء
وسط اجراءات امنية لم تشهدها نيويورك من قبل افتتح الرئيس الامريكي بيل كلينتون امس اعمال مؤتمر قمة الالفية الذي وصفه كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة بأنه يمثل لحظة فارقة لقادة العالم وللامم المتحدة حيث يشارك زعماء ورؤساء حكومات نحو مائة وخمسين دولة في مناقشات لبحث التحديات التي تواجه العالم خلال العقود المقبلة.
ويأتي على رأس القضايا التي يبحثها الزعماء قضية القضاء على الفقر الذي يرزح تحته مئات الملايين في انحاء العالم,, وتدعيم عمليات حفظ السلام الدولية,, والتعامل بصورة اكثر فاعلية مع المشاكل البيئية التي تهدد كوكب الارض,, وتأييد الديمقراطية وحكم القانون مع التأكيد على ان الامم المتحدة هي البيت المشترك لكل العائلة الانسانية.
وقد وصف كوفي عنان جدول اعمال قمة الالفية بأنه طموح يستهدف رسم برنامج للبشرية في بداية الالفية الجديدة بمشاركة اكبر تجمع لزعماء دول العالم لم يشهده العالم من قبل.
وقال عنان ان زعماء العالم سيقيمون خلال اجتماعات القمة التطورات التي شهدها العالم خلال السنوات الثلاث الماضية فضلا عن طرح رؤيتهم لاصلاح المنظمة الدولية,, مشيرا الى ان الازمة المالية الآسيوية قد اظهرت ان اي تغير اقتصادي يحدث في اي منطقة من العالم له تأثيره في كل مكان مع تفاوت هذا التأثير من منطقة الى اخرى.
واضاف ان الاحتجاجات التي نظمت اثناء انعقاد قمة منظمة التجارة العالمية في سياتل خلال شهر نوفمبر الماضي قد اكدت ان شعوبا كثيرة تستشعر الاستياء من العولمة او على الاقل تجاه الاسلوب الذي يتم توجيهها,, وان قدرا كبيرا جدا من الاهتمام يولي للمصالح التجارية ولا يعطي اهتماما كافيا للمصالح الاجتماعية والثقافية والبيئية على المستوى العالمي.
وقد حث كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة زعماء العالم على الالتزام بمواعيد محددة لاحراز تقدم ملموس بشأن عدد من القضايا ومنها تحديد عام 2015 لتقليل عدد سكان العالم الذين يعيشون تحت حد الفقر الى النصف بالاضافة الى الحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز وتوفير التعليم الاساسي للاناث والذكور بصورة متساوية.
وجاءت الاهداف التي يسعى عنان الى تحقيقها في تقرير الالفية وهو المبادرة التي قدمها الامين العام في ابريل الماضي تمهيدا للمؤتمر وفي اطار خطة عمل تستهدف زيادة النتائج الايجابية للعولمة في كافة انحاء العالم.
وسوف تعقد قمة الألفية تحت رئاسة سان نجوما رئيس ناميبيا الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة وثاريا هاو لنين رئيسة فنلندا التي تتولى بلادها رئاسة الدورة المقبلة للجمعية العامة التي تبدأ اعتبارا من اليوم.
وبالاضافة الى القاء الكلمات الرسمية المقرر لها خمس دقائق لكل رئيس دولة او حكومة او رئيس وفد سوف يشارك زعماء العالم في جلسات يجري خلالها مناقشات دائرة مستديرة,, وسوف يرأس جلسات الدائرة المستديرة الاربع زعماء الجزائر وبولندا وسنغافورة وفنزويلا.
واوضح الدكتور هاري هولكيرى رئيس وزراء فنلندا رئيس الدورة الخامسة والخمسين للجمعية العامة ان مؤتمر قمة الالفية يعد لحظة رمزية فريدة وسوف يعبر اعلان القمة عن الرؤية المشتركة للدول الاعضاء في تلك اللحظة,, وسيوجه عمل المنظمة الدولية للالفية الجديدة.
واكد الدكتور هاري هولكيرى ان تقرير الامين العام للأمم المتحدة نحو الشعوب قد وضع اساسا لا يمكن الاستغناء عنه لعمل قمة الالفية كما وضع معايير جديدة في شفافية الغرض ووثاقة الصلة بالموضوع ووضوح القراءة.
واشار رئيس الجمعية العامة الى ان قمة الالفية واعلانها سوف يفرزان زخما قويا سوف يدعم تنفيذ الخطة العالمية واهدافها الخاصة بالتنمية كما حددت في المؤتمرات العالمية التي عقدت خلال التسعينات كما ان الاعلان سوف يشكل الولاية الحاكمة لعمل الجمعية العامة ولرئاسته.
واكد هولكيرى التزام الجمعية العامة بوضع التعهد السياسي لرؤساء الدول والحكومات موضع التنفيذ,, وقال انه ينبغي ان تظهر الجمعية العامة ولجانها الرئيسية القيادة لبقية منظومة الامم المتحدة وتعكس نتائج مؤتمر القمة في عملها.
وقد انتهت المشاورات غير الرسمية برئاسة وزير خارجية ناميبيا رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الرابعة والخمسين لاعداد مشروع الاعلان الذي سيعتمده رؤساء الدول والحكومات في اليوم الاخير للقمة.
ويمثل هذا المشروع ما انتهى اليه توافق آراء كافة الدول الاعضاء في المنظمة بالنسبة للمبادئ والقيم التي يجب ان تسود العلاقات الدولية في الفترة المقبلة فيما يتعلق برؤية المجتمع الدولي بالنسبة للتحديات التي يواجهها العالم في مجال الامن والسلم الدوليين ونزع السلاح وتحقيق التنمية الاقتصادية والقضاء على الفقر وحماية البيئة ونشر الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والحكم الرشيد على المستويين الوطني والدولي فضلا عن تعزيز دور المنظمة خلال المرحلة المقبلة.
وقد ساهم الوفد المصري بفاعلية في المفاوضات الصعبة التي جرت في الشهرين الماضيين لصياغة مشروع الاعلان وتمكن من تعبئة التأييد الدولي اللازم لحذف الاشارة التي كانت واردة في المشروع والتي كان من شأنها تشجيع التدخل الدولي في مسائل توزيع وادارة مياه الانهار المشتركة.
ونجح الوفد كذلك في الحفاظ على الاشارة الخاصة بدعوة المجتمع الدولي عقد مؤتمر دولي لبحث كيفية القضاء على المخاطر النووية وهي فكرة تمثل انعكاسا للطرح المصري في الدعوة لعقد مؤتمر دولي لدراسة سبل اخلاء العالم من الاسلحة النووية.
كما نجحت المجموعة العربية في الحفاظ على الاشارة الى حق الشعوب التي تعاني من الاحتلال الاجنبي ومن السيطرة الاستعمارية في تقرير مصيرها وافشلت بذلك مخطط اسرائيل بالتعاون مع بعض الدول الكبرى لاعادة صياغة المبادئ الواردة في ميثاق الامم المتحدة في هذا الشأن.
وتمكنت الدول العربية ايضا من التصدي لمحاولات الوفد الاسرائيلي تعديل الفقرة الخاصة بحق اللاجئين والنازحين في العودة الى ديارهم ونجحت في التأكيد على تعارض هذا الاقتراح الاسرائيلي مع القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة.
وستعقد أربعة مؤتمرات للمائدة المستديرة بمشاركة الوفود الدولية في اطار أجندة القمة التي تستمر ثلاثة أيام وتبحث أكثر قضايا العالم حدة وعلى رأسها الفقر والتلوث البيئي ومكافحة الايدز ومساواة التعليم.
كما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً رسمياً اليوم لبحث سبل تعزيز دور المجلس في حفظ السلام والأمن الدوليين ضمن الموجهات العامة لقمة الألفية والتي تشكل سانحة فريدة لتعزيز قدرة منظمة الأمم المتحدة على مجابهة تحديات القرن الحالي.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved