| متابعة
*
* نيويورك رئيس التحرير واس:
شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني مساء أمس الأول حفل الاستقبال والعشاء الذي أقامه تكريما لسموه مجلس الأعمال السعودي الأمريكي بالتعاون مع جمعية السياسة الخارجية ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي وذلك بفندق نيويوربلاس.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية خلال الحفل:
بسم الله الرحمن الرحيم السيدات والسادة أعضاء مجلس الأعمال المشترك وهيئة السياسة الخارجية ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
كم أنا سعيد بوجودي اليوم معكم وكم أتمنى أن يسهم هذا اللقاء في تحقيق فهم أفضل لأوضاع ومقومات الاقتصاد السعودي وإمكانياته الكبيرة.
أيها الأصدقاء:
لقد سعت المملكة منذ نشأتها الى الانفتاح على العالم في ميادين التجارة والاستثمار بدءا بالشراكة الناجحة بين بلدينا في اكتشاف النفط السعودي ومرورا بأول اتفاقية تجارية مع بلدكم الصديق قبل أكثر من خمسين عاما وانتهاء بدعوتنا للشركات العالمية للاستثمار في تطوير قطاع الغاز والصناعات المرتبطة به والتي جاءت استجابات الشركات وعروضها بهذا الشأن جادة ومشجعة وتبشر بالخير ان شاء الله.
أيها الأصدقاء:
لقد تبنّت المملكة سياسة شاملة للاصلاح الاقتصادي فاختارت سياسة الخصخصة كخيار استراتيجي لتعزيز دور القطاع الخاص وزيادة الكفاءة والانتاجية وتم البدء بتخصيص قطاع الاتصالات رغم أنه الأعلى دخلا للدولة.
كما اتخذت الحكومة عددا من المبادرات لترسيخ هذا التوجه منها إنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة.
كما تم اقرار أنظمة جديدة هي نظام الاستثمار ونظام تملك العقار لغير السعوديين ونظام لتنظيم العلاقة بين العامل وصاحب العمل, وتم اصدار نظام المرافعات الشرعية الذي ينظم اجراءات التقاضي وفض المنازعات وتجري حاليا دراسة نظام ضريبي جديد.
وكل هذه المبادرات والاجراءات تستهدف تحفيز النشاط الاقتصادي وايجاد بيئة استثمار مستقرة,
اننا نعلم ان مسيرة الاصلاح الاقتصادي لن تكون سهلة لكننا عازمون بعون الله وتوفيقه على مواصلتنا وتخطي جميع العقبات حتى نصل الى هدفنا المتمثل في تطوير اقتصادنا الوطني وتعزيز قدراته وتهيئته للتفاعل الايجابي مع متطلبات العصر وتحدياته ولن نتراجع عن ذلك بحول الله وقوته.
أيها الأصدقاء:
ان المملكة العربية السعودية بما تمثله من ثقل اقتصادي وسياسي وبما لديها من رغبة في التعاون والانفتاح على الآخرين والاندماج في النظام التجاري الدولي تسعى للانضمام لمنظمة التجارة العالمية, وقد قطعت المملكة شوطاً بعيداً في المفاوضات ووقّعت عدة اتفاقات ثنائية مع عدد من شركائها التجاريين.
ونتطلع لابرام اتفاق مماثل في أقرب وقت مع بلدكم الصديق الذي هو الشريك التجاري الأول للمملكة ونأمل من الأجهزة الرسمية الأمريكية المختصة ومن مجتمع رجال الأعمال الأمريكي دعم جهودنا لاتمام هذا الانضمام الذي نعلم انه يتطلب منا الوفاء بالعديد من الالتزامات لكن أيضا من حقنا الحرص على أن يكون هذا الانضمام عادلا ومحققا لمصالحنا الاقتصادية.
أيها الأصدقاء:
ان المملكة العربية السعودية بما أنعم الله عليها به من ثروات بترولية تستشعر مسؤوليتها تجاه الاقتصاد العالمي ولهذا نهجت على الدوام سياسة بترولية متزنة تلبي احتياجات التنمية الوطنية وتضمن استمرار الامدادات النفطية اللازمة للعالم وهي تعي ان الانخفاض الحاد للأسعار كما حدث قبل عامين وكذا الارتفاع الحاد الحاصل الآن كلاهما مصدر قلق للمنتجين والمستهلكين على حد سواء.
ان انخفاض الأسعار يؤثر سلبا على الدول المنتجة وعلى حجم الاستثمارات البترولية وارتفاع الأسعار يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي العالمي وبخاصة في الدول النامية ويؤثر على المدى الطويل على نمو الطلب على البترول.
وهنا أؤكد ان المملكة تسعى لضمان التوازن في سوق البترول واستقرار أسعاره وتدرك كذلك ان ذلك يتطلب تعاون كل الدول المنتجة الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة أوبك التي يجب عليها تحمل مسؤولياتها لضمان تحقيق السعر المتفق والذي يحقق العدالة للمنتج والمستهلك.
كما لا يفوتني أن أنوه بأهمية الدور المتوجب على الدول المستهلكة التي تمثل ضرائبها الداخلية على البترول عبئا ثقيلا على كاهل المستهلك ويجب عليها اعادة النظر في مستوى تلك الضرائب.
وأشعر انه قد آن الأوان لفتح حوار مسؤول بين المنتجين والمستهلكين للوصول الى تفاهم يؤدي لاستقرار هذه السلعة الاستراتيجية الهامة بما يحقق مصالح الطرفين.
وفي الختام أكرر شكري لكم جميعا وأتمنى أن تستمر مثل هذه اللقاءات لما لها من مردود ايجابي على العلاقات الثنائية بين بلدينا ونظرا لارتباطي بموعد سابق فساغادر الحفل بعد العشاء مباشرة وأنا متأكد ان لديكم اسئلة عديدة حول ما ذكرت والإخوة الوزراء مستعدون للاجابة على جميع التساؤلات المطروحة.
شكرا لكم,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان رئيس الجانب الأمريكي في مجلس الأعمال السعودي الأمريكي الدكرين جونير قد ألقى كلمة في بداية الحفل رحب فيها بسمو ولي العهد وشكره على تشريفه هذا الحفل.
وأشار الى ان المجلس منذ قيامه وهو يعمل على تنمية علاقات التعاون بين رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية,
وأوضح انه يوجد العديد من الفرص المتاحة لرجال الأعمال في البلدين وجار العمل على انجازها بالتعاون المثمر البناء.
وأشار الى ان مجلس الأعمال السعودي الأمريكي قد اجتمع اليوم (أمس) وناقش ما سيتم في اجتماعه القادم في الرياض مبينا ان المجلس يواصل سعيه لتنمية التعاون بين البلدين والتعريف بمختلف فرص الاستثمار.
بعد ذلك ألقى معالي رئيس الجانب السعودي في المجلس الأستاذ عبدالعزيز القريشي كلمة رحب فيها بسموه نيابة عن مجلس ادارة مجلس الأعمال السعودي الأمريكي وشكر سموه على تلبية هذه الدعوة.
وأضاف ان مهمة مجلس الأعمال الرئيسية هي تعميق تلك الصداقة خلال العمل المشترك لتعريف الشركات السعودية والشركات الأمريكية على فرص الاستثمار المتاحة واستغلالها سويا، ففي الولايات المتحدة تتجه نشاطات المجلس الى الشركات الأمريكية خصوصا الصغيرة والمتوسطة منها لتعريفها بالأسواق السعودية وفرص العمل فيها.
واستعرض القريشي نشاطات المجلس خلال السنوات الماضية, وقال: لقد قام المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية بالمشاركة في عدد من المعارض الرئيسية في أنحاء كثيرة من الولايات المتحدة مركزا على المعارض الصناعية ذات الأهمية للمملكة العربية السعودية وأوضح ان المجلس يقدم معلومات وافية عن النشاط الاقتصادي في المملكة عن طريق النشرات الدورية وعلى صفحات الانترنت ويسعى عن طريق ذلك الى زيادة التوعية بأهمية المملكة لرجال الأعمال الأمريكان كشريك رئيسي في التجارة والاستثمار، كما أصبح المجلس مصدرا مهما للمعلومات الدقيقة والحديثة عن المملكة للباحثين والدارسين في الجامعات وهم الآن يساعدوننا على تقديم المملكة الى رجال الأعمال في ولاياتهم وحثهم على زيارة المملكة واكتشاف فرص العمل فيها.
وأشار الى انه نتيجة لهذه العلاقة فقد قامت مجموعة من رجال الأعمال بولاية فيرجينيا في شهر فبراير الماضي بزيارة للمملكة العربية السعودية وسوف تتم زيارة أخرى لمجموعة من رجال الأعمال من أربع ولايات أمريكية في شهر أكتوبر القادم.
وأوضح ان المجلس بدأ برنامجا يهدف الى تشجيع الشركات الأمريكية الأعضاء في المجلس بتوظيف الطلبة السعوديين خلال اجازات الصيف وتدريب بعضهم بعد تخرجهم داعيا أعضاء المجلس من الشركات الأمريكية الى المساهمة في هذا البرنامج للمنفعة الكبيرة التي ستعود على الطلبة والشركات التي سيعملون بها.
وقال القريشي: ان مساعينا في مجلس رجال الأعمال ما كان لها أن تنجح دون وجود المناخ الملائم لنمو القطاع الخاص والذي كنتم يا صاحب السمو القوة الدافعة لاحداث التغيرات اللازمة في الهيكل الاقتصادي والتي أتمنى ان تجعل المملكة العربية السعودية أكثر استجابة لمتطلبات الاستثمار سعودية كانت أم أجنبية.
وكان سمو ولي العهد قد استقبل لدى وصوله مقر الحفل رئيس وأعضاء الجانبين في مجلس الأعمال السعودي الأمريكي والمدعوين للحفل.
وقد حضر حفل الاستقبال والعشاء الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد.
|
|
|
|
|