| متابعة
أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي في لندن الدكتور بهيج ملا حويش ان ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الاسلامية والثقافية والمنتديات العلمية التي دأبت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على عقدها في أوروبا وأمريكا منذ مدة كانت ثنائية المفعول، فهي أثرت في طرق التفكير لدى الكثير من الشباب المسلم في العالم الغربي ، كما أنها أثرت بدورها بطرق التعامل المتبع لدى الوزارة مع التجمعات الإسلامية هناك، ولعل المحصلة الأهم هي بساط الثقة المتبادل، وروح التعاون المشترك من أجل مصلحة يسعى الجميع لنيلها، ولكن بسبل مختلفة.
ووصف الدكتور بهيج ملا حويش في حديث لالجزيرة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مختلف دول العالم بأنها لقاءات عمل وتثقيف، وترشيد تسعى الى التخطيط المتجدد من واقع مسار العمل الإسلامي وتغيراته في عملية تبادلية في الفهم والايصال والتثقيف والتوحيد.
وقال الدكتور ملا حويش: إن العمل الإسلامي في الغرب لا يكتب له النجاح إذا لم ينطلق من الواقع المحلي بكل تباينه وإيجابياته، بل وسلبياته، وحتى تناقضاته، لأنه تعامل مع واقع متغير وبوتيرة متسارعة هي رهن التغيرات الاجتماعية والضغط الجماهيري الذي تحركه تيارات اقتصادية، وهم في خضم التقلبات الاجتماعية الغربية يتحركون من واقع حياتهم اليومية ضمن القول إن المؤتمرات التي تقيمها المملكة في الخارج هي أساس في فهم آفاق الواقع المحيط بالمسلمين، وهي أساس تبصيرهم وترشيدهم بحقائق الدين وأخلاقيات التعامل الإسلامي، حتى لا يطحن الواقع عقولهم، ويخرجهم عن الطريق السوي، وفي الوقت نفسه يتبادل معهم الرؤى ليكون التخطيط والعمل محكوماً بضوابط السياسة الشرعية.
وأكد الدكتور بهيج ملا حويش ان المراكز الإسلامية التي أنشأتها المملكة في الخارج قد حسن تعامل العلاقة بينها وبين الجمعيات والمراكز والمؤسسات الإسلامية الأهلية القائمة في مختلف المدن الأوروبية والأمريكية الجنوبية والوسطى بحكم اطلاعي على العمل في تلك المناطق وان التقارب قد وصل الى دائرة العمل المشترك، إذ لم يعد أحد يعمل من أجل إبقاء معادلة: يد تدفع وأخرى تعمل، ولا يدفع ويد تصفق، فلا عملية الحذف من الساحة آتت أكلها، ولا عملية حشد الأنصار اوصلت أحدا الى غايته، ولا حتى عملية التعايش المستقل قادرة على تحقيق الغايات، معربا عن اعتقاده في أن تلك الملتقيات أوصلت الجميع الى قناعة راسخة هي قاعدة الحكمة القائلة: القضية ليست قضية التعايش بيني وبينك، بل أن نعمل سويا لتحقيق هدف مشترك.
واضاف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي في لندن في ذات السياق ان كبرى ثمار الملتقيات الإسلامية التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة ستدرك ثمارا أخرى بإذن الله تعالى إن هي وسعت قاعدة العمل مع العناصر المؤثرة في المجتمع الغربي.
وأفاد الدكتور ملا حويش ان اختلاف السبل الذي كان يسير بمسارات متوازية مستقلة، بل ومتعاكسة أحياناً، قد زال بحمد الله تعالى بفضل التقارب والثقة التي اوجدتها هذه الملتقيات العلمية، إذ أدرك الجميع ان وهم الاختلاف نتيجة لسوء فهم المقاصد والاجراءات، بل ان هذه المؤتمرات أوصلت الجميع الى قناعة مفادها إما العمل المشترك وإما التخلف عن ركب متسارع.
وقال الدكتور ملا حويش: ولعل جملة المراكز الإسلامية بمساجدها، ومدارسها، ومنشآتها الثقافية التي أقامتها المملكة في عدد من عواصم العالم ومدنها الكبرى قد أوجدت منابر حضارية سيتم التعامل من خلالها بالشأن الإسلامي مع الجهات الرسمية ومع الإدارات الثقافية والأكاديمية الغربية، وكذلك لعل مفردات هذا الخطاب والقائمين عليه قد جعلا منه خطابا مسموعا ومؤثرا، ذلك انه رفع درجة نضج عموم الجاليات المسلمة، كما أزال مخاوف الجهات الرسمية والتجمعات المتحكمة في المجتمع المدني الغربي، مشيرا الى انه تبقى هذه المراكز مرهونة دوما بالعامل البشري الذي يديرها وبمدى فاعليته وتفاعله مع الواقع الاجتماعي القائم، وعليه فليس غريبا ان نرى تفاوتا في النشاط، وتفاوتا في التجاوب بين هذه المراكز وبين المعنيين بالشأن الإسلامي من مسلمين وغير مسلمين.
وفي ختام تصريحه، دعا الله تعالى لمن يقف وراء هذه الملتقيات ان يوفقهم، ويثيبهم خير الجزاء على جهودهم، إنه سميع مجيب.
|
|
|
|
|