أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

متابعة

دور الإعلام,,, كبير حقاً
سلمان بن محمد العُمري
تعتبر المملكة العربية السعودية الحضن الأول والدائم بإذن الله لدين الله الحنيف، والمقصود بالمملكة هنا حكومة راشدة وقيادة حكيمة وشعب طيب معطاء ونهج يمثل شرع الله الحنيف في خطوطه العريضة والفرعية، وبناء على ذلك كان للمملكة دورها البارز والمميز في كل المحافل المحلية والدولية والتي تستدعي خدمة الإسلام وجود المملكة فيها، بالاضافة لوجودها الفاعل في كل القضايا المتعلقة بالاسلام والمسلمين، وذلك لإظهار صورة الاسلام الحقيقية وكذلك للدفاع عن تلك القضايا، وكل المشكلات التي تمس حياة المسلمين وواقعهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
إن صفة الشمولية التي حبا الله تعالى بها الاسلام ليكون دين البشرية في كل زمان ومكان جعلت نوره ينتشر ويشع في كل بقاع المعمورة، ولكن الهداية من الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) الآية، وهكذا كانت هناك بقاع لا تحوي إلا أعداداً قليلة من الذين هداهم الله سبحانه لدينه القويم، كما أن هناك عمليات انتشار للإسلام في كل وقت وكلها تبدأ بنور صغير يكبر ويكبر، وكانت تلك الإشعاعات نقطة البداية لتجمعات إسلامية أطلق عليها فيما بعد عبارة الأقليات المسلمة.
لقد أجريت تحليلات ودراسات عديدة لواقع تلك الأقليات وتبين بما لا يقبل الشك أن العديد منها يستقر في بلدان على غاية الأهمية في عالمنا المعاصر، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر الدول الامريكية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، والدول الأوروبية على اختلافها ودول جنوب وشرق آسيا ومنها اليابان وكوريا وغيرها، كما أن من الحقائق الأخرى ان تلك الأقليات إنما هي اقليات نسبية، وبالعدد المطلق هي كتلة بشرية كبرى، فمثلا يشكل المسلمون 20% من سكان الهند، وهذا يعني أنهم 200 مليون نسمة وهو عدد أكبر من سكان أي بلد مسلم، وفي الصين مالا يقل عن 100 مليون مسلم بنسبة 10% وكذلك الأمر في روسيا والعديد من البلدان الأخرى.
إن من الحقائق أيضا أن تلك الأقليات يخرج من بينها أعداد كبيرة من العلماء والأطباء والمبدعين والمهندسين والمفكرين وغير ذلك، وكلهم يمثلون رافداً قوياً للأمة الاسلامية بإذن الله.
وللأقليات الإسلامية أوجه إيجابية عديدة لعل من أبرزها انها تشكل صورة واقعية ولو بشكل مصغر عن المجتمع المسلم بأسلوب حياته ونمط معيشته وواقعه وثقافته وتفكيره، وبالتالي هي تجمعات دعوية بشكل أو بآخر فيما إذا أحسن التعامل معها ومن خلالها، وذلك بشكل منهجي ومدروس.
إن لتلك الأقليات أيضا مشاكل لا تقل أهمية وخطورة، ومنها على سبيل المثال الجهل الكبير لدى الكثير من ابناء الأقليات بالمبادئ والأساسيات الإسلامية ناهيك عن الفرعيات، كما أن هناك صورة مشوهة وظالمة للاسلام والمسلمين في أذهان العديد من البشر، وخصوصا المجتمعات الغربية، وهذه الصورة التي انطبعت هناك بشكل مقصود أو غير مقصود أدت لواقع يصعب تغييره بين لحظة وأخرى، ولابد من جهد كبير ومضاعف لإحقاق الحق ووضع الأمور بنصابها وسياقها الصحيح.
لقد ساهمت المملكة وبكل مؤسساتها وهيئاتها وبشتى السبل للاسهام وبشكل محوري لحل كل تلك القضايا والإشكاليات ونجحت في العديد من الميادين، ولم تكن تطلب مدحاً أو ثناء أو ضجيجا حول ما تقوم به، لأنها إنما تعمل ذلك رضاء لوجه الله الكريم عز وجل.
لقد كان الإعلام وسيلة مباركة في خدمة اهداف المملكة المتمثلة في إقامة شرع الله في الارض، وهكذا كانت كل وسائل الاعلام المسموع والمرئي والمقروء على اتساع مساحتها وسيلة لخدمة دين الله الحنيف.
ولم تترك بلادنا الحبيبة وسيلة إلا واستخدمتها لخدمة الدين الحق، ولعل دخولنا عصر المعلوماتية وتقنيات الانترنت والكمبيوتر قد يسر من مهام الدعوة ونصرة قضايا المسلمين والتواصل مع الاقليات المسلمة، ولكن بنفس الوقت قد زاد من المهام والمسؤوليات والواجبات الملقاة علىعاتقنا.
إننا وفي هذا السياق لابد ان نذكر ان الاعلام لدينا لم يكن يأخذ دور المنفعل والمنفذ فقط، بل كان إعلاما فاعلاً وصانعاً للفعل في كل الميادين فكان المبادر للعديد من الخدمات والأعمال الجليلة، هذه نقاط بيضاء كبرى تسجل لصالح الإعلام في بلادنا الغالية.
لقد دفعني لكتابة هذه الكلمات ما قرأته من كلام نابع من القلب ومدعم بالفكر والوقائع من تجربة ثرة زاخرة بالأعمال الكبيرة لمعالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي المستشار في الديوان الملكي، حيث كتب مؤخراً مقالة متميزة كعادته بعنوان: (الإعلام والأقليات المسلمة).
وإني لأستميح شيخي الفاضل والموجه الكريم معالي الدكتور عبدالله التركي عذراً لآخذ منه بعض ما كتب على شكل رسالة بالغة التأثير والفعل إن شاء الله حيث قال: إن هؤلاء المندوبين عنا، المترجمين لعقيدتنا ومنهجنا الإسلامي من أبناء الأقليات الإسلامية يجب ان يهتم بهم الإعلاميون كل الاهتمام، ويجب ان يكون الإعلاميون وسائر الدعاة، والمفكرين والمسلمين، في طليعة من يقدمون الأفكار والرؤى، التي تعين على توجيه هذه الأقليات، حتى تكون قوة ثقافية واقتصادية وحضارية مؤثرة .
تلك هي الرسالة التي على الاعلام ان يحملها، وهو بكل ثقة سيعمل ذلك وباقتدار بإذن الله إن الأمانة بالتأكيد كبيرة، ولكن ثقتنا بالذين يحملونها كبيرة ايضاً,, والله ولي التوفيق.
alomari1420@ yahoo. com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved