| متابعة
قال رئيس جامعة الملك فيصل في تشاد الاستاذ الدكتور عبدالرحمن عمر الماحي: إن الملتقيات التي تنظمها المملكة العربية السعودية داخليا وعالميا، تتميز بالأهمية العلمية القصوى، والحيوية الدعوية الكبرى، حيث يظهر من خلالها المد الإسلامي في صورته الأولى، عملا يصنع الرجال، وتعليما يفتق الأذهان، وريادة تنشر نور الإسلام على مساحات واسعة ومسافات بعيدة بين أبناء المسلمين، وهي تمضي الى غايتها على بصيرة ليدخل الناس في دين الله أفواجا.
وأكد الدكتور الماحي ان هذه المحافل العلمية الإسلامية التي تتناول القضايا المختلفة عن طريق الحوار والتشاور والتناغم والتعايش مع مشكلات المجتمع الإسلامي المعاصر، تعد في حقيقة الأمر دفعا لحركة العمل الإسلامي بالتي هي أحسن في ضوء المستوى العظيم الذي تتجلى به المملكة العربية السعودية في العالم، وتظهر المملكة من خلال هذه الملتقيات والمنتديات العلمية أنموذجا حياً للسائرين على طريق المنهاج الصحيح المنوط بالمسلم للوصول بالبشرية الى تحقيق معنى العبودية في حياتها من خلال عمليات الهداية وتغيير ما بالنفس من شوائب .
وأبان رئيس جامعة الملك فيصل في تشاد في حديث لالجزيرة بمناسبة عقد ملتقى خادم الحرمين الشريفين في بودابست بالمجر يوم الجمعة المقبل تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء أن الملتقيات العلمية وسيلة لفتح أبواب الحوار والنقد البناء والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والدعوة الى الله على بصيرة والوصول من خلالها الى النموذج الأفضل للعمل الإسلامي، والتدريب على أنجع السبل الدعوية لسد الثغرات وكسب الطاقات الصالحة للعمل الإسلامي فتصب بذلك كل الخبرات والجهود في مجرى العمل الصالح من أجل رفعة الأمة الإسلامية فوق الأمم.
واضاف الدكتور الماحي انه لا يخفى الأثر الإيجابي المباشر الذي تتركه هذه الملتقيات والمنتديات العلمية في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حينما تؤكد على أن العمل الإسلامي تفاعل لا ينقطع وتدافع لا يتوقف، واستشعار بالمسؤولية، وتذكير بحق الله على الناس في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم, فالعاملون للإسلام والمسلمين من أبناء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، عبر مختلف الأصعدة والأجهزة والأمكنة، هم رعاة الإسلام وأمل الأمة الإسلامية والنواة الحقيقية للمجتمع الإسلامي المنشود.
وقال رئيس جامعة الملك فيصل في تشاد: إن الأعمال التي تقوم بها المملكة لصالح الإسلام والمسلمين في العالم من خلال توجيهات خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة لتعجز الكلمات عن التعبير عنها، وكفى بنا مشاهدة بلاد المسلمين التي وضعت المملكة بصماتها الخيرية المباركة عليها, وما الملتقيات والمنتديات التي تعقدها المملكة هنا وهناك إلا تعبيرا عن مهمتها الدعوية المنوطة بها عن سائر البلدان, فالمملكة من خلال أعمالها الجليلة التي تتحدث عن نفسها في مختلف الميادين الإنسانية داخليا وخارجيا استطاعت ان تكسب حب الشعوب والحكومات لخدمة الإسلام والمسلمين والقضايا الإسلامية، واعطت انموذجا عمليا للحياة القائمة على التعاون والتكافل الاجتماعي، كما أعطت أيضا تعريفا صحيحا للدين الإسلامي للجاهلين بحقيقته، فكانت لهم دليلا ومرشدا.
واضاف الدكتور عبدالرحمن الماحي في ذات السياق ان حافز الغيرة على المصلحة الإسلامية والإخلاص في مسيرة العمل الإسلامي جعل المملكة تتفانى في بذل مساعيها الحميدة لإعلاء كلمة الحق والمحافظة على الإسلام ووحدة مشاعر المسلمين أينما كانوا وحيثما وجدوا، مؤكدا ان المملكة استطاعت بجهودها المتواصلة في العمل الإسلامي معالجة أشد حالات العجز الفكري الذي يشهده بعض البلدان,, وذلك عبر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ودعاتها الذين يجوبون الأقطار، ساعية لمعاجلة المشكلات والقضايا التي يعايشها المسلمون في مختلف ميادين الحياة، خاصة الدينية والتعليمية والتنموية والاجتماعية, وعلى هذا المنهاج الذي اتخذته المملكة لنفسها في عصر العلل الفكرية والتجمات السياسية والاقتصادية، يقتضي الأمر العمل الإسلامي الدؤوب على ضوء المستجدات وفتح باب الحوار والتشاور عن طريق الملتقيات والمنتديات والندوات العلمية لايضاح الرؤية الشاملة ومعرفة أوجه القصور والجمود والوقوف عليها ومعالجتها بالتي هي احسن حتى يملأ الإسلام بلاد الدنيا كلها إن شاء الله وليس ذلك على المملكة وابنائها الأبرار بعزيز.
واعتبر الدكتور الماحي موضوع ملتقى خادم الحرمين الشريفين في بودابست بالمجر لهذا العام 1421ه بأنه جدير بالبحث والدراسة المعمقة لما تتميز به أوروبا من خصوصية الزمان والمكان والمجتمع, فواقع الدعوة الإسلامية في اوروبا حاليا (قياسا مع الفارق) كواقع الدعوة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث اليهود والنصارى والمجوس والمنافقين أعداء لا إله إلا الله، مع اختلاف في الوسائل والأساليب الدعوية المتبعة في العهدين.
وأفاد رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد أنه ما من مسلم صادق الإيمان في كل زمان ومكان إلا ويحن بل ويتمنى أن يرى المسلمين في عز ومنعة ووحدة كالبنيان المرصوص، هذا الحنين وذلك المنى أديا ببعض أبناء المسلمين أن يسعوا بشكل أو بآخر للارتقاء الى مستوى الالتزام بتعاليم الإسلام في بلادهم وصرفوا النظر عن فقه الدعوة وواقع الحال الأمر الذي أدى الى الوقوع في بعض السلبيات التي نذكر منها على سبيل المثال عدم وضوح المنهج الذي تنتهجه بعض الجمعيات والمؤسسات الإسلامية وسيطرة هوى النفس وسوء الفهم في بعض القضايا الإسلامية المعاصرة، الأمر الذي أدى الى وقوع الخلاف والاختلاف بين الاخوة العاملين في حقل الدعوة والارشاد، ولبس ثوب الإسلام وما كان الهدف نصرته او العمل لصالحه، إنما تشويهه او لتحقق بواسطته مآرب خاصة لا تمت للدين بصلة، وافتقار الجمعيات والمؤسسات الإسلامية لحقيقة شمولية الإسلام لحركة الإنسان في معترك الحياة.
واوضح الدكتور الماحي انه طالما تنظم المملكة العربية السعودية ملتقى خادم الحرمين الشريفين بالعنوان المشار إليه آنفا، ستزال العقبات والسلبيات المختلفة بالتي هي أحسن، وستوضع التوصيات والتوجيهات السديدة لعمل الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في أوروبا، أملا في وحدة المنهج والصف بين أبناء امة الإسلام، مؤكدا ان المملكة تحب الخير لكافة الناس، ولذلك نرى ان جميع خطواتها مصحوبة بالتوفيق ومكللة بالنجاح في كل زمان ومكان، وبالتالي سيسهم الملتقى اسهاما كبيرا بالحلول العلمية التي تدفع حركة العمل الإسلامي في أوروبا وغيرها, وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .
|
|
|
|
|