| الاقتصادية
دأبت إحدى الشركات على شراء عينة من منتج الشركة المنافسة لها من احد منافذ التوزيع في فترات زمنية محددة، فهل يمكنك ان تعرف السبب؟ كانت العينات المشتراة من المنتج المنافس تحمل رقما مسلسلا استطاعت الشركة بمتابعة هذا الرقم عبر فترات زمنية ثابتة ومحددة من متابعة ومراقبة تطور الطاقة الإنتاجية داخل مصنع المنافس ومن ثم معرفة معدلات الإنتاج ومواسمه,, وبهذا فقد اصبحت مراقبة ومتابعة تحديثات وتطورات الإنتاج والتسويق لكل المتنافسين امرا مرغوبا فيه، ان لم يكن مطلوبا,, فليس هناك اية مخالفات قانونية في الاتصال بالمنافس هاتفيا والاستفسار عن معلومات للسلع المنتجة او تسعيرها واجور ورواتب موظفيها.
إلا ان كل المتنافسين ليسوا متعاونين مع بعضهم البعض، فقد يمتنع المنافس من اعطاء معلومات دقيقة عن شركته معتبرا ذلك سرا من أسرار المهنة ولا يمكن بأي حال الكشف عنه، ورغم هذا فيفترض ان يكون من اولويات وواجبات الشركة ولأي نشاط اقتصادي الاطلاع والالمام بما يقوم به المنافسون لها في الاسواق، كما يفترض منها ان تعرف جيدا ماهية اساليب وتقنية المنتجات والخدمات المستخدمة لديهم، ومن الافضل مبكرا لها ان تدرك ماذا سيفعلون خلال الستة الأشهر القادمة في برامج التطوير والتحسين، وكيف يمكنها ان تقارن معدلات انتاجها بمعدلات الإنتاج وامكاناتهم التكنولوجية في الوقت الحاضر ولشركات محلية او اجنبية، فهذه امور ضرورية ذات فوائد كبيرة تعين الشركات على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب لرسم ومواكبة التغيرات الهيكلية والتنظيمية داخلها، وبذلك فإن جمع وتحليل المعلومات يعتبر عصب القرارات الإنتاجية به تتم عمليات التنفيذ حتى يمكن الوصول الى صياغة استراتيجية تنافسية ملائمة للشركة او تعديلها كلما تطلب الامر واقتضى، فالمعرفة تكاد تكون سلعة أساسية لا تقل باي حال عن السلع المادية المنتجة المباعة فأما ان تشتريها الشركات او تنتجها لأهمية الاعتماد عليها قبل التخطيط او التنفيذ، ولا يعتقد بأن المعلومات عن الشركات الاخرى امرا مسليا يكون بغرض المتعة والإثارة وتنمية القدرات العقلية، فهذا اعتقاد خاطئ بعيد عن عالم الواقع، ذلك ان المعلومات المترابطة ذات المعنى تكسب الشركة ميزة تنافسية، وعليها ان تأخذ بالحيطة والحذر في جميعها فيجب ان تكون بطرق مثلى شريفة لا يصل الامر فيها الى حد التصنت والتجسس لأنه يعتبر عملا غير اخلاقي وغير قانوني في نفس الوقت يعاقب عليه الشرع في حالة التورط بمخالفة او جنح او التعدي غصبا بسرقتها، وبعض المدراء يعتقدون ان الحصول على معلومات دقيقة عن الشركات المنافسة انما هو امر غير اخلاقي وغير مستحب البتة نراهم فيها كثيرا ما يحجمون عن عمل ذلك ويترفعون عن القيام به بل ويتركون الامور تسير بدون اهتمام يذكر، إلا ان عدم الاكتراث بمراقبة تحركات المنافس التسويقية قد يؤدي الى نتائج غير ايجابية، وسوف تظهر سلبياتها تدريجيا في تخلف شركتهم ماليا وتراجعها تقنيا وتسويقيا بسبب بعدها وانعزالها عما يدور وما يجري لحال منافسيها، وتزداد الحال سوءا فيما لو كان المنافسون أذكياء يعتمدون في إنتاجهم على تطورات السوق باستمرار لكل صغيرة وكبيرة، بينما يرى البعض ان المنافسة الحادة حاليا فرضت الحصول على المعرفة التامة بل وحتمت ايضا استخدام اساليب متنوعة شرعية شريفة وغير شريفة في الخارج ، وبأي ثمن كان لها من اجل البقاء ولاجل زيادة الإنتاج والمبيعات فهم يستخدون كل السبل للوصول الى غاياتهم سواء الطرق الشرعية كالفضول والزيارات المتواصلة والاجتماعات والمؤتمرات لتبادل الخبرات والتجارب او حتى لالقاء نظرة على كل جديد لدى المنافس، وقد استخدم هذا الاسلوب لدى بعض الشركات الصناعية الآسيوية حيث تقوم باستمرار بزيارة الشركات الاوروبية المنافسة في نفس مجال الصناعة بهدف الاطلاع عن قرب عن آخر التقنيات في الإنتاج والتسعير وجذب العملاء حول العالم ووجدوا ان تقليد الأفكار الناجحة وتطبيقها ساعدهم بالفعل في امتلاك وتوطين التقنية في ديارهم، أما الطرق غير الشرعية فتشمل شراء المعلومات من موظفي الشركة المتنافسة بالرشاوي او الابتزاز او تكوين فريق مكلف بميزانية مالية بغية تجميع معلومات ذات مصداقية للشركات المنافسة والتي تحيط تقنيتها بسياج من الخصوصية يصعب اختراقه الإلكترونيات والادوية والفضائيات ومع ذلك ينبغي قبل اي شيء آخر ان تحدد الشركة الاهداف التي تريد تحقيقها من خلال جمع المعلومات فإذا كانت تعاني من سوء تسعير المنتجات فعندئذ يجب ان تركز في البحث عن معلومات التسعير وهياكلها لدى المنافسين، فتحديد نوعية المعلومات بدقة تساعد الشركات كثيرا في معالجة نقاط الضعف والقضاء عليها اولا بأول، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية وفيها يتم تحويل وتحليل المعلومات التي تم جمعها سواء من زياراتها او مطبوعاتها او من موادها الترويجية او الإعلانات والتصريحات والبيانات المطبوعة الصادرة لها او من خلال الصحافة وادلة الغرف التجارية والصناعية وتحويلها الى موضع الاستفادة القصوى وامكانية استخلاص نتائج ايجابية عن انشطة المنافسين واوضاع السوق, والمفترض على الشركة ان لا تقف عند مرحلة تجميع المعلومات من مصادرها المختلفة وتكديسها فوق بعضها دون تمييز فحسب، بل عليها ان تقوم بعملية الربط والتنسيق لها وللكم الكبير من المعلومات التي تجمعت لديها، كما يستحسن باستخدام الاستقراء والاستنباط في قراءة وتحليل المعلومات، فمثلا قد لا توجد معلومات قيمة عن الوضع المالي للشركة المنافسة في الميزانية السنوية الحالية التي نشرتها في الصحف ولكن اذا ما قورنت بميزانية لها سابقة فمن المؤكد سيتيح وستظهر لها معلومات اخرى حيوية عن النقاط والبنود التي تركز عليها الشركة المنافسة مما يسمح بتبين واكتشاف الخطوط الاساسية لخطتها التطويرية المستقبلية, واذا وجد ان الشركة المنافسة تعلن عن حاجتها لمدير تسويق جديد فيمكنها ان تستنتج بداية طرح منتجات جديدة او فتح فروع جديدة لها وزيادة مبيعاتها، كما يمكن ان يستعان بآراء العملاء عن الفارق بين منتجات الشركة والشركة المنافسة ومن وجهة نظرهم او الدخول في حوارات ومقابلات لمعرفة المزيد، فالعميل يحرص على المقارنة والتفاضل بين الشركات ليحصل على عروض افضل، وبهذه الطريقة تتكون معلومات ومعرفة جيدة بأساليب المنافسين وآراء العملاء وانطباعاتهم ويكون من المؤسف ان تفوت الشركة هذه النوعية من المعلومات الحساسة واستخدامها في نموها.
|
|
|
|
|