| الثقافية
بالأمس القريب كتبت عن الفريق الأديب يحيى بن عبدالله المعلمي عندما كرمته عاصمة الثقافة الرياض في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لعام 1420 ه لست أشيد في مقالي بالفريق المعلمي وبغيرته على لغة أهل الجنة لغة القرآن الكريم لغة الضاد وأوضحت كيف يحوز على اعجابك من كان مثل هذا الرجل الذي حمل لواء الفصحى وسار ينافح عنها في كل الميادين حتى عندما يؤذيه منظر لحن في اللغة تحمله لافتة على قارعة الطريق وقلت حينها فمثل هذا فاقتده.
اليوم توارى الأديب الفريق في رمسه وغيبه الموت عن احبابه وأهله وتلاميذه أمثالي ممن تتلمذ على بعض كتبه ومآثره الأدبية ومن حقه علينا الوفاء به حيا وميتاً ومن حق كل علمائنا وادبائنا ومفكرينا وكل الرجال المؤثرين في مجتمعنا حقهم علينا الوفاء لهم والدعاء أحياء وأمواتاً.
غيب الردى عنا المعلمي وأغمض جفنه وهو الذي لم تفت من عضده مشاغل العسكرية أو تبعات الحياة او سنوات العمر بل انكب على الادب فمارسه قراءة وتأليفاً فكتب فيه بلغته الأم العربية وكتب باللغة الانجليزية وكذلك الأوردية فحاز على الابداع الذي أوصله إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة ليكون أحد أعضائه ودون اسمه في مجمع الخالدين فكم كانت رحلة جهاده طويلة من أجل مناصرة الفصحى.
رحم الله المعلمي والذي جمع بين العسكرية والأدب وهو في ذلك يذكرني بلسان الدين الخطيب حينما سئل كيف وفقت بين الثقافة والادب والوزارة؟
فقال: لقد جعلت النهار للوزارة وجعلت الليل للادب والثقافة.
لقد رحل المعلمي وهو العلامة المضيئة في ساحة الثقافة السعودية.
إن في فقد العلماء والقادة المؤثرين في شعوبهم وبلدانهم والأدباء والمفكرين إن في فقدهم فاجعة تترك في النفس حسرة وألماً فهم القناديل التي تضيء لنا عتمة الدروب ونجلو بعلمهم ومآثرهم كل مناطق الجهل التي قد تسكن العقول, فرحم الله المعلمي ولعل العزاء فيما خلفه من الذكر والمحامد والأبناء والكثير من الكتب التي اثرت المكتبة العربية ولعل المهندس عبدالله بن يحيى المعلمي وهو يدرك ان لوالده تجربة مثرية قد يكون من المفيد نشرها في كتاب يحكي لوالده سيرته الذاتية فهو علم من أعلام بلادنا.
محمد إبراهيم محمد فايع
|
|
|
|
|