أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

ذكريات مع حارس العربية
عبدالله بن ناصر آل عويد*
يحيى بن عبدالله المعلمي اسم على مسمى، فهو مات,, وهو في نفس الوقت,, لم يمت !! نعم,, ولم يمت مادامت آثاره بيننا تشهد له إلى قيام الساعة فهو كما يقول الشاعر القديم:


وسميته يحيى ليحيا ، فلم يكن
إلى رد أمر الله منه سبيل!

الموت حق، وهو نهاية كل كائن حي, غير أن أهل العلم والفضيلة متميزون, ذلك أنهم أحياء، وإن ماتوا, وهم أحسن عند الله من كثيرِ من الأحياء الأموات!!
فمؤلفات فقيدنا تغمده الله برحمته تشهد له، لا عليه.


ومامن كاتبٍ إلا سيفنى
ويبقى الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ
يسرك في القيامة أن تراه

لقد عاش أبو عبدالله حياةً حافلةً بالعطاءات الثرة المتنوعة عبر مؤلفاته ومحاضراته وكتاباته التي أحالت الصحف والمجلات إلى مروج خضراء!! تعبق بأريج الفكر الأصيل والأدب النبيل!
وفي وقت كثر فيه الأدعياء من ذوي العملات المزيفة والمزهريات البلاستيكية الكاذبة!!
فلقد سخر قلمه لمواجهة غربان الحداثة من أولئك الناعقين في قفار فكرهم المشين! فظلوا يسبحون في مستنقعاتهم مهزومين!!
بعد أن ضلوا فأضلوا! فأصبحوا تابعين مستعمرين بفتح الميم الثانية
غير مأسوفٍ عليهم, كما وقف صنديداً أمام الشعر الشعبي المحلي وما آل إليه الوضع من كثرة الصحف والمجلات والملاحق التي تؤثره على غيره، وتبرر له الحجج الواهية لمسايرته مع الشعر الفصيح الأصيل, على ان جنبات المكتبات تئن من كثرة المؤلفات الضعيفة التي لا يجمعها إلا حاطب ليل, وقس على ذلك أسراب الدواوين الغثة, كفانا الله شر جرادها على غابات الفكر، ومروج الثقافة!!
لم يكتف بهذا بل تتبع الكتاب سواءً من يراسلونه، أو من ينشرون في الصحف والمجلات, ولعلكم استمتعتم بمداخلاته الرائعة في المجلة العربية بالذات، عندما كان يصحح للكتاب والشعراء، سواء من الناحية اللغوية نحواً ، أم من الناحية العروضيةوزناً .
ويكفيه شرفاً أنه أول من نادى بإنشاء مجمع للغة العربية في مملكتنا الحبيبة.
وأنا أفتخر بصداقتي الحميمة مع سعادته عليه رحمة الله ولي معه مراسلات أدبية، كان آخرها رسالة رائعة يطلب فيها تزكية أديب من جنوب المملكة، طلب عضوية الانضمام إلى رابطة الأدب الإسلامي العالمية ويستفاد منها دقة الرجل في اختيار أعضاء الرابطة, وفيه صفات من مؤسس رابطة الأدب الإسلامي الراحل ,, سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي جمعنا الله بهما في جنات عدن .
ورسائله كلها دروس وحكم وعلم، وتحتاج من الباحثين إلى دراسة عميقة, وأحمد الله أنني احتفظ بها, وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين.
* المشرف التربوي للنشاط الأدبي والثقافي بتعليم الأحساء وعضو رابطة الأدب الاسلامية العالمية

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved