أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

الفريق يحيى المعلمي كما عرفته
د,عبدالقدوس أبوصالح
عرفت الفريق يحيى المعلمي في ندوة الأديب النبيل الشيخ عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله,, وكان دائما موطأ الأكناف، حلو المعاشرة، صادق المودة، وقد أجمع كل من عرفه ان مهنته العسكرية لم تجعله صعب المراس، وإنما أفاد منها الانضباط وحب النظام، ومع ذلك فقد كان كما قال ابن المقفع في أحد إخوانه: وكان يُرى ضعيفا مستضعفا، فإذا جد الجدّ فهو الليث عاديا .
وهكذا خاض المعلمي كثيرا من المعارك الأدبية حامية الوطيس، دفاعاً عن رأيه، وثباتاً على مبادئه، أو ذوداً عن أصالة التراث، أو الشعر الأصيل، أو عن اللغة الفصحى، حتى أصبح من سدنتها في مجمع اللغة العربية.
وقد بلغ من انضباطه وحبه للنظام أنه كان كما عرفته في رابطة الأدب الإسلامي يحافظ على دقة المواعيد، وهو أول الحاضرين في كل اجتماع, وهنا أذكر قصة طريفة، وهي أن الفريق المعلمي جاءنا في اجتماع لمكتب الرابطة منذ سنوات، ولم تمض ساعة من الوقت حتى اعتذر بأن زفاف ابنته في هذه الليلة، ولا بد له من مغادرة الاجتماع, وقد عجبنا جميعا لتصرفه الغريب، إذ لم يكن اسهل عليه من الاعتذار وعدم المجيء في هذه المناسبة المهمة.
أما حرصه على لغة القرآن، وخوفه من خطر العامية عليها فهو أشهر من أن يشار إليه، ويكفي ان أذكر ما حدثني به عندما عاد من المؤتمر الأخير لمجمع اللغة العربية في القاهرة، فقد أنكر موقف استاذي الدكتور شوقي ضيف رئيس المجمع من التساهل في بعض الألفاظ العامية والرغبة في ادخالها الى اللغة الفصحى، ولم يتردد الفريق المعلمي ان يقول لرئيس المجمع بكل صراحة: إن هذا المجمع هو مجمع اللغة العربية، وليس مجمع اللغة العامية.
وأما مودته نحو إخوانه فيكفي لأدلل عليها ان أذكر ان أحد محبي الفريق غفر الله له ألف كتابا عنه، وتعرض لي في هذا الكتاب بما لا أحب, ولما اطلعت على ما كتب عني هتفت للفريق قائلا: هل ترضى يا أبا عبدالله ان تكرم في كتاب يُساء فيه الى أخيك؟!,, ومن المؤكد ان الفريق المعلمي لم يكن قد انتبه الى ما نبهته عليه، إذ ما إن قرأت عليه ما كُتب حتى جمع نسخ الكتاب كلها، ثم أعاد طبع هذا الكتاب بعد أن اسقط ما يسيء إلى أخيه.
ولقد ألهم الله المسؤولين الكرام في مهرجان الجنادرية ان يكرم الفريق المعلمي في الموسم الأخير, وهكذا لم يغمض الموت أجفانه إلا بعد ان رأى تقدير المسؤولين له، وكان ذلك كفاء خدمته لدينه ومليكه ووطنه، وتقديراً لما يمثله المعلمي من أصالة في الثقافة، وريادة في الأدب، وتفان في خدمة لغة القرآن، وكل ذلك ماثل في مؤلفاته المتنوعة الكثيرة.
ولقد كنت أول المعلقين في حفل تكريم الفريق المعلمي، حيث شكرت القائمين على مهرجان الجنادرية لاختيارهم المعلمي للتكريم، وأضفت إنه مما يشرف رابطة الأدب الإسلامي العالمية ان يكرم أحد أركانها، وهو عضو مجلس الأمناء فيها، ورئيس المكتب الاقليمي للرابطة في الرياض، وهو حقا من أرباب السيف والقلم، كما أن مفتاح شخصيته نبل موروث، وثقافة أصيلة وتواضع مشهود، وخيرية لا تعرف الحدود.
*رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved