أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

قالت لي الفصحى
*شعر اللواء: محمد حسن العمري
في رثاء الفريق يحيى المعلمي -رحمة الله -
إعجاباً بأدبه الجم وسيرته العطرة.


قالوا: نراك بخلت بالإسهام
في عالم الإبداع والإلهام
ولزمت بيتك يافتى مستغرقاً
في الصمت بعد الكر والإقدام
قلت: فؤادي لم يعد يهوى الهوى
ولم يعد ذاك الغرام غرامي
لافي سمائي بارق الوسمي ولا
سحائب تهمي على الآكام
ألفيت جواً ليس بالجو الذي
ألفيته في سالف الأعوام
ألفيت قوماً يزرعون الشوك في
طريق من يمشي على الأقدام
يكدرون الماء بعد صفائه
حتى يعف عن الورود الظامي
والناس عند الإختبار ثلاثة
مهذب ومذبذب وهلامي
لولاك ياشعر الفصاحة لم تعد
تهز قلبي أعذب الأنغام
فالغث أودى بالسمين نتيجةً
لتفشي الآفات والأسقام
وترفع الدر الثمين بنفسه
فوق الذرى عن كل وحلٍ طامي
شتان بين مجاهرٍ بالحق كي
يبني وبين مكابر هدام
هذا يزيد وذاك ينقص قدره
شتان بين النقض والإبرام
وصحابة الفصحى الكرام صحابتي
وخصومها بصراحةٍ أخصامي
يحيى المعلمي والهويمل وكذا
مرزوق بن تنباك والغذامي
لهم مزيد الاحترام لأنهم
وقفوا أمام جحافل الأقزام
ولكل من يهوى الفصاحة كائناً
من كان عندي غاية الإعظام
أما دعاة العامية فلهم
يوم كيوم الظالم المظلام
العامية رجلها معطوبة
ولسانها معوجة كاللام
ولدت بلا عظم وكل كسيحة
هيهات أن تمشي على الأقدام
إني رأيت العامية كالعمى
شكلاً ومضوموناً وسوء نظام
وإنما الفصحى المليحة وحدها
جديرة بالحب والإكرام
أليست الفصحى تلم شتاتنا
وتحول دون قطيعة الأرحام
ما أشبه الفصحى بأحلى لوحةٍ
قد أبدعتها ريشة الرسام
ياأيها الفصحى ألسنا نجتلي
شمس الضحى من ثغرك البسام
وجدتني مستغرقاً في حبها
من غير أن أصغي إلى اللوام
لن أتخلى عن بيان الحق ما
دام يسيل الحبر في الأقلام
وسأفتديها ما حييت بمهجتي
وأذود عنها بالحديد الحامي
ولسوف نحميها بكل وسيلة
والله رب العالمين الحامي
ولسوف تبقى في الحواضر والقرى
رمزاً لوحدة أمة الإسلام
نعتز بالفصحى وتعتز بنا
مادامت الأرواح في الأجسام
قالت لي الفصحى بكل صراحة
متاعبي شتى وجرحي دامي
عانيت من هجر الأحبة دون أن
أشكو لغير الله من آلامي
يامعشر النقاد من أهل الحجي
مابالكم صمتم عن الإفهام
صوم الكرام عن الكلام يزيد من
تطاول الحمقى على الأحلام
أدوا ضريبة ما تعلمتم ولا
تستبدلوا الإقدام بالإحجام
فالعلم في شرع الإله أمانة
كتمانه يفضي إلى الآثام
النحو يامن تجهلون علومه
ملح الكلام وعمدة الأحكام
لولاه لأضحى الكلام سماجةً
ممزوجة باللبس والإبهام
النحو من عهد الخليل ميسر
وليس يستعصي على الأفهام
لكن أبناء العروبة غربوا
والغرب ضد العالم الإسلامي
يصفونكم بالعالم النامي ولم
تستيقظوا يامعشر النوام
كيف تسود العامية بعد أن
أضحت صروح العلم كالأعلام
إن الفصاحة سوف تبقى دوحة
تظلنا من حريوم حامي
ومحاطة بالحب من أبنائها
شيباً وشباناً مدى الأيام
في ظل عهد الوارثين المجد عن
عبدالعزيز الفارس المقدام
هذا الذي أحببت أن أدلى به
وللجميع تحيتي وسلامي

1 اشارة إلى مقالات الغذامي بجريدة الرياض يوم 11/18/25/1/1419ه

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved