ما من شخص تسمو به مكانته إلا ويجد من يثني عليه في جوانب مختلفة من حياته.
والثناء على الأشخاص تختلف بواعثه بتفاوت مكانتهم الاجتماعية والعلمية والأدبية.
وقلما تجد شخصاً متعدد الجوانب إلى حد الاستحقاق للثناء في جميع جوانبه.
والفريق يحيى المعلمي رحمه الله أحد النوادر في تعدد جوانب شخصيته.
وأود إلقاء الضوء على هذه الشخصية المتميزة من خلال ما قيل فيه من قصائد بمناسبة تكريمه في مدرسة بدر الشعرية التي كان يرأسها.
والشعراء أصحاب الفن البديع في المدح والثناء ينطلقون لذلك بمشاعر فياضة بالعاطفة الصادقة نحو من يثنون عليه وبخاصة إذا كان يشاركهم في فنهم، ويبادلهم الود الخالص، والوفاء العميق على أساس متين من الحب في الله الذي هو أوثق عرى الإيمان.
وقد أثبت الأستاذ أحمد الخاني في كتابه يحيى المعلمي أديباً سبع قصائد بمناسبة تكريمه في مدرسة بدر الشعرية.
فالشاعر عبدالرحمن العبدالكريم يشيد بتكريم المعلمي، ويشير إلى شاعريته قائلاً:
إيه ياصانع القوافي ملاحاً
فوق شم الذرى بتلك الغوادي
ويذكر بعد ذلك دوره في المنافحة عن اللغة العربية منافحة صدق وتقي فيقول:
ليس بدعاً وقد رأوك تناغي
لغة الضاد جاهراً بالوداد
أن تنادوا لكي تكون شريكاً
تحتمي بالتقى وصدق الرياد
ويؤكد على استحقاقه التكريم لذلك فيقول:
كرموه فإنه ظل في الساح
مجداً يحمي لسان الضاد
أما الشيخ المربي عثمان الصالح فإنه يتلمس جوانب أخرى في شخصية يحيى المعلمي وعلى رأسها محاسن الأخلاق من النصح والإخلاص والأمانة ويضيف إليها الحسب الأصيل، والهمة والعزيمة والمروءة، فيجعل منه تورية بين العِلمِيَّةِ والعَلَمِيَّةِ، فيقول:
يحيى المعلم أنت في المسرى ترى
نجماً يراك شبابنا أقباسها
يحيى المعلم بالرجولة والبطولة
والكياسة قد لبست لباسها
يحيى المعلم أنت فينا ماجد
ومعلم أولى الأمور مراسها
وكأن الشيخ عثمان الصالح ينظر في هذه الأبيات إلى قول شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا .
ويضفي الدكتور عدنان النحوي في قصيدته إشراقة وفاء على المعلمي ظلالاً أخوية ندية مفعمة بالحب فيكرر كلمة أخي ويؤكد معنى الوفاء الذي جمعهم في ذلك الحفل الكريم فيقول:
وهذا أخي يحيى الفريق، بشائر
توافيه في يومٍ من الخير ريق
هلم أخي يحيى لتجمع باقةً
من الورد من روضٍ حواليك مونق
هلم فهذا الروض كل زهوره
وفاء قلوبٍ في هدى الحق تلتقي
هلم أخي يحيى إلى أصدق العلا
وطوف عليه في ذراه وحلّق
ويشيد أيضاً بدور الفريق المعلمي في مجمع اللغة العربية ومنافحته عن الفصحى، ويهاجم شعراء الحداثة الذين أفسدوا القصيدة العربية ويسميهم أقزاماً يتطاولون على الشعر قائلاً:
تطاول أقزام على الشعر وادعوا
بكل حديثٍ بالضلال ملفق
يقولون حر حين شدوا وثاقه
وألقوه في بحرٍ من الوحل مغرق
ويربط الشاعر محمد منير الجنباز بين اسم المعلمي وعمله فيقول:
معلمي مسمى ظل مفخرةً
جعلت منه رباطاً واضح النسب
فحزت علماً يفوق الحصر مورده
في السقم والحب والآداب والغلب
في كل آن لكم إصدار معرفةٍ
تفوق منزلةً في عالم الكتب
ويرى الشاعر أحمد مصطفى حافظ الفريق المعلمي موسوعة وأنه جبل تناهى شموخاً فيقول:
هيهات هيهات هذا الطود ندركه
وقد تناهى شموخاً ذلك الجبل
إني عرفت به موسوعةً هطلت
بالصفو كالغيث بالعرفان ينهمل
ويشير الشاعر محمد غزال إلى المجالات التي سما فيها شأن الفريق المعلي فيقول:
لكم في ذرى الآداب باع وهمة
وما أنت في دنيا العلوم بمبهم
تشارك فرسان الصحافة مبدعاً
وللصيد من أسد الإذاعة تنمي
وكان لكم في حضرة الحق يا أخي
تصانيف في لفظ الكتاب المعظم
وقد اعتمد أكثر من شاعر على مكانة يحيى المعلمي العسكرية وعمله في مجال الأمن وترقيته إلى منصبفريق متخذين من كلمة فريق تورية جميلة ومنهم الشاعر محمد صان الدين فيقول في قصيدتهأليث أم هزار؟ :
بربك ايها النبراس قل لي
أفرد في إهابك أم:فريق
ويوازن بين حياته الأدبية وحياته العسكرية فيقول:
أليث في زئيرك أم هزار؟
شجي اللحن رفاف رشيق
وقد أعطاه الشاعر سليمان غزال صفقة الفارس الكمي وهو يشير إلى عضويته في مجمع اللغة العربية فيقول:
فلا غرو أن أصبحت عضواً
لدى المجمع العلمي يا أيها الكمي
فإضفاء صفات البطولة والفروسية نابعة من عمله العسكري في مجالاته المختلفة وصفة العلم تنبع من دأبه في منافحته عن اللغة العربية خاصةً وصفة الأديب تنبع من شاعريته وصفة الصدق والتقى تنبع من تمسكه بالإسلام دعوةً وسلوكاً وقد توج حياته الأدبية باختياره رئيساً للمكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي في الرياض.