أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

الفنيــة

انعكاس الذائقة ,,!!
لكل زمان دولة ورجال, ولكل زمان ذائقته المختلفة عن الزمن الذي سبقه والزمن الذي يليه, في زمن أحب الناس فريد الأطرش كموسيقار عالمي نادر,, ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وطلال مداح ومحمد عبده وفيروز ووديع الصافي,, ووجدوا في ادائهم الفني تفرداً وخلوداً قل أن يجود بمثله الزمن أو الفن,, جاء زمن مغاير يعايشنا الآن بذائقته الجديدة وفنانيه وشعرائه الجدد لتفاجأ بانعكاس ربما وصل إلى 360 درجة لما كنت تعتبره مقياساً للفن وللأداء من المطربين وكذلك النصوص الشعرية التي بلاشك واكبت انحسار الذائقة نحو واقع اليوم ومتلقي اليوم!!
حيرة كبيرة تنتابك وأنت تسمع الأرقام الفلكية لمبيعات اليوم مطرب لا يملك أدوات الأداء الفني أو قل الحد الأدنى ليعتلي هذا المسرح,, وتجد أن جمهوره يتضاعف بشكل يدعو للعجب والتساؤل!!
ولكن لم التساؤل فقد قلنا إن ذائقة اليوم لا تحتكم لمعايير فنية وإنما لهوجة عجيبة غريبة لم تعد فيها تخشى على أجيال تنشأ على مفهوم خاطئ للعمل الفني الكبير,, فالعالم العربي التف عليه هذا الطوفان وأصبح السواد الأعظم منه لا يلتفت إلا لمثل هذا,, بل ويعتبر الفنان الأصيل تقليداً قديماً لا يتواكب مع هذا العصر.
وبدون تحديد أسماء فثمة شعراء لهؤلاء المطربين اغرقوا الساحة بنصوص هشة وغبية ومسطحة نالوا عليها أوسمة خليجية في كرنفالات فنية كبيرة!!
لا تستغرب هذه أيضاً,, مادمنا لم نستغرب الأولى.
***
الكاميرا الغبية إلى متى؟!
رغم إعراضي التام عن مشاهدة ما يضيق الصدر إلا أنني شاهدت في إحدى القنوات الفضائية الخليجية لقطات من الكاميرا الخفية التي مازالت بعض القنوات تعتبره عملاً مسلياً مضحكاً في حين ان تلك المشاهد تعد تعدياً على حريات وخصوصيات الإنسان بل ويصل الأمر الى امتهان لكرامة الأشخاص من الذين عملت فيهم المقالب السخيفة, ولا أدري لماذا هذا المستوى المتدني من الافكار تبرز في الأعمال التلفزيونية الخليجية بل والعربية في الكامير الخفية ماعدا تلك التي تقدم من الثنائي السوري.
* أفكار في منتهى السطحية وتجاوزات على الناس في الأداء تصل الى حد التماسك بالأيدي والسباب أحياناً,, لتفاجأ بابتسامات سخيفة من الممثلين الذين يعانقون الآخرين معلنين لهم أنها الكاميرا الخفية.
ويضحك في حينها الممثلون البسطاء أكثر مما يضحك المشاهدون المتقززون من تلك المشاهد الهشة,, حتى ولو كان العمل إضحاكاً وتسلية,, فإن تضحك الآخرين فذاك عمل مدروس,, ولكن أن تجعلهم يعيشون لحظات استياء فذاك السقوط الفني بعينه هذا إذا ما اعتبرنا ما يقدم في الكاميرا الخفية الخليجية عملاً فنياً.
ومن التفاهة بمكان أن كثيراً ممن يؤدون تلك المشاهد لاعلاقة لهم بالفن وإنما جيء بهم من الشارع,, كون الفنان الحقيقي يرفض أن يؤدي مثل تلك الادوار التي تؤكد ان الأعمال الخليجية في هذا المجال لم تبدأ بعد ومن الأفضل ألا تبدأ مادامت بهذا الحضور الهزيل.
حسن الشهري

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved