أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th September,2000العدد:10206الطبعةالاولـيالخميس 9 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

ضحى الغد
الظل والحرور!
عبدالكريم بن صالح الطويان
في الظل تشتكي المرأة مُرّ الشكوى من والدة زوجها من تكديرها وتعسفها وميلها مع بناتها! وفي الفيء بعد الزوال تلقاك المرأة بمر الشكوى من زوجة ابنها في محاولتها للاستئثار بالابن وصرفه عن أهله وتجافيها عن اخواته!
ولو لم تسمع ذات المرأة في شكواها الأولى لوقفت معها في شكواها الأخيرة ولكن كيف وقد خبرتها زوجة الابن، وها أنت تسمعها أم الزوج؟!
مشكلة الانسان لا أقول المرأة انه ينسى أن الحياة ديون مؤجلة وان خط الزوال مرحلة فاصلة بين الظل الذي مضى والفيء الذي ابتدأ:


لعاد حنا يوم دورك صبرنا
وش مجزعك من دورنا يوم جانا؟!

الحياة هكذا أدوار متبادلة، ويجب أن يكون للصبر دور! والتي كانت بالأمس زوجة الابن هي اليوم أم لابن قد تزوج! لقد وقفت بالأمس قبالة أم زوجها! وهي اليوم تقف قبالة زوجة ابنها!!
وكتبت لي احدى الأمهات تقول: انك كتبت قبل عدة أسابيع، تذكر الأبناء بحقوق الأمهات، وأكتب لك اليوم بصفتي أما لي عدد من الأبناء المتزوجين لأشرح لك شيئا عن الظل والحرور الذي تلقاه الأمهات من زوجات الأبناء، ولأحدثك عن نموذجين واقعيين عنهن، فأما النموذج الأول الذي يمثل الظل: فامرأة تزوجت بشاب، واستقلت بمنزل خاص بها، وبعد زمن مرضت والدة زوجها، فلازمتها الزوجة زمنا طويلا تمرضها وتسهر على راحتها الى أن انتقلت الأم الى رحمة الله تاركة فتاة صغيرة، فكفلتها زوجة أخيها ورعتها وربتها، وفي ليلة زواجها بكت زوجة الأخ، وقالت للحاضرات: والله ان زواج أخت زوجي لهو أحب اليَّ من زواج ابنتي !
فضربت زوجة الأخ هذه مثالا فريدا للزوجة المحبة الصادقة المخلصة لأهل زوجها ارضاء لربها وأداء لواجبها!
أما النموذج الثاني الذي أحدثك عنه فهي زوجة الابن التي تحاول أن توهن أواصر وعلاقات وجذور الابن بأهله وكأنها تكسبه بذلك! وهي لو علمت لأدركت ان صلة الابن بأهله هي أساس ودعامة له ولها ولأبنائهما معا:


لولا العروق المطمئنة في الثرى
ما كانت الأغصان ترفع هامها

فالصالحة من النساء تعين على البر وصلة الرحم وأداء حقوق الوالدين صلة لما أمر الله به أن يوصل، وقياما بحق هي ستأخذه وافيا غدا اذا كانت أما، أما اذا بخسته أو طففت به فستأخذ مثلما أعطت، فكما تدين تدان!
وأقول لهذه الأم ان الحياة تقوم على الاعتدال والتوازن فالأم طرف وزوجة ابنها طرف، وكل منهما له حق وعليه واجبات!
فيجب على الأم ألا تتوهم أن نخلتها التي غرستها وسقتها قد جاءتها امرأة أخرى فجنت ثمرها:
يوم استوى طلعه لقى من يجده!
أي يوم نضج ثمره جاء من يصرم هذا الثمر! هذا فهم خاطىء لا يعني الا أن هذه الأم غير مدركة لسنة الاستخلاف التي وضعها الله في الكون والأم التي تنظر لزوجة ابنها بهذه الرؤية ستصطدم يوميا بزوجة هذا الابن باعتبارها معتدية قد استولت على نخلها المثمر الذي غرسته بيدها! وزوجة الابن التي تحرص على جذب القمر لتخرجه من مداره مخطئة تماما، فالكواكب اذا خرجت عن مدارها تشظت وتناثرت، وهي بعد ذلك أول الخاسرين!
فيا زوجة الابن أنت اليوم في الظل لكنك بعد الزوال ستقفين في الشمس، امنحي ظلك لمن هم اليوم في الشمس فغدا سيوفق الله لك من يمنحك ظله! تذكري هذا بعناية.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved