| مدارات شعبية
من مجالس الشعراء
خلال شهر واحد جلست في مجلسين من مجالس الشعراء فالمجلس الأول امتلاء بمن يدعي الشعر حيث لم يتلزم أهله بالأدب في طريقة الإلقاء, حيث تسابق الجميع على القاء ما لديهم من كتابات.
واستمر المجلس ساعات وساعات وش عندك يا فلان ثم يلقي قصيدته التقليدية الخالية من رائحة الإبداع والتي لا يخلو بيت أو شطر من التقليد لمن سبقه.
فالقصيدة مليئة بالكلمات المستهكلة,, البارحة سهران العين عيت لا تنام ,, الله من قلبٍ وهكذا.
ثم يستمر في سرد ما كتبه وسماه شعراً.
ويستمر حتى لو لم يسائل,, هذي قصيدة قلتها في كذا وهذه قصيدة قلتها في كذا.
حتى يضايق الناقد المتذوق ويمنعه الخجل أن يقول اسكت .
* أما المجلس الآخر فقد ضم نخبة من الشعراء تقيدوا بالأدب والنظام في الالقاء.
ولقد سمعنا فيه شعراً عذباً لامس الجرح وعالج الأوضاع في معانيه وأطرب الفكر وأروى عطش المتذوق في بناية أبياته وعذوبة مفرداته, حتى غادرنا هذا المجلس ونحن نحس بطعم الشعر الصحيح الذي يتمنى سماعه كل متذوق ومتابع.
* لقد آن الاوان ان يطلق على الشاعر الفذ فيصل الرياحي مدرسة نعم مدرسة خاصة في الإبداع الشعري, لأن هذا الشاعر شق طريقاً وأسلوباً خاصاً به لم يُسبق عليه ومن أراد الدليل القاطع فليرجع الى قصائد هذا الشاعر ويرى كيفية اختياره للمفردة ومن ثم توظيفها.
لقد كتب الشعر الصادق الناتج عن موهبة وإدراك ووعي.
فبالاضافة لكونه أحد الخمسة الأوائل في شعر المحاورة فهو أيضاً في النظم رافد عذب يصب في محيط الشعر.
فهد بن هجاج الحربي
|
|
|
|
|