| محليــات
يلقي اليوم سمو الأمير عبدالله كلمة المملكة في اجتماعات قمة الألفية الثالثة التي حرصت فيها الأمم المتحدة على حشد أكبر عدد من زعماء وقادة العالم، ورغم قصر المدة المتاحة للرؤساء والزعماء في كلماتهم، الا أن رسالة المملكة التي سيعبر عنها سمو الأمير عبدالله ستكون واضحة، وتعكس تاريخ المملكة السياسي ومنظورها الاستراتيجي وسجلها المشرف في العمل الدولي.
المملكة ومنذ أن تأسست الأمم المتحدة، تتبنى قضايا السلم والعدل، وتزكي الحوار بين الثقافات والشعوب وتحرص على دعم ميثاق الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه تسعى جاهدة لترجمة ذلك الى برنامج عمل في ضوء نسيج خاص من العلاقات الدولية.
وإذا كانت الأمم المتحدة تأمل من قمةالألفية الثالثة أن يتبنى قادة وزعماء العالم أطروحاتها، ويشاركونها العبء في تحقيق غاياتها، وهي أطروحات هامة لها غايات انسانية نبيلة، فقضايا مثل مكافحة الفقر وعدم المساواة بين الشمال والجنوب وارتفاع درجة حرارة الأرض، وغيرها من قضايا تأمل الأمم المتحدة أن تتحول إلى توصيات وقرارات تتطلب تظافر جهود وقناعات، وفي الوقت نفسه الإدراك الواعي للفارق النوعي بين رغبات منظمة دولية ودول تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وواقع علاقات دولية ترتكز على منطق المصالح والحسابات الوطنية البحتة.
المملكة من دول الجنوب، وهي تنتمي إلى هذا العالم ديناً وثقافة وحضارة،وهي في الوقت نفسه تحتفظ بعلاقات مصالح مع دول الشمال، وقد وظفت مكانتها وعلاقاتها لتحقيق مكاسب للجنوب عبر حوار سياسي مسؤول ينطلق من إدراك عميق للتحولات التي شهدها الربع الأخير من القرن الماضي، وأبرزها وأهمها سيطرة عصر المعلومات والعولمة الاقتصادية،ونشوء النظام الدولي الجديد مما نتج عنه وضع دول الجنوب في مأزق تحديات تفوق إمكاناتها أو قدراتها على التعامل مع منطق هذه التحولات وضروراتها.
والأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي دشن زيارته لنيويورك بتشريف حفل الاستقبال الذي أقامه مجلس الأعمال السعودي/ الأمريكي يوم أمس يدرك أن الاقتصاد القوي يصنع المكانة السياسية وأن حوار الشمال والجنوب، وقضايا السلام في الشرق الأوسط وغيرها من موضوعات سيبحثها مع قادة وزعماء العالم في نيويورك، قضايا هامة ولها انعكاسات إيجابية قصيرة الأجل وبعيدة المدى على مسيرة بلادنا بما يعزز فعلها في هندسة الحدث الدولي، ويؤطر لشراكات تجارية واقتصادية وعلاقات سياسية مستقبلية، ويرسخ الدور في ضوء خيارات واقعنا وإمكاناتنا وطموح قادتنا.
بالأمس واليوم والغد يحمل سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ضمير الوطن أينما حلّ، ويتطلع المواطنون الى النتائج الايجابية لزيارات كريمة يقوم بها شخص بحجم ومكانة عبدالله بن عبدالعزيز، وهو ما عوّدنا عليه قادة هذه البلاد عبر تاريخها الطويل.
|
|
|
|
|