| محليــات
* الرياض عمر اللحيان:
تشارك المملكة دوا العالم في الاحتفاء بالأسبوع الدولي لتعليم الكبار الذي يقام لأول مرة مواكبة لنهاية الألفية الثانية في الفترة من 10-17/6/1421ه الموافق 8-15/9/2000م وتعد الأمانة العامة لتعليم الكبار لهذا الأسبوع بمشاركة القطاعات المعنية الأخرى برنامجا حافلا من خلال احتفال رسمي يقام في يوم السبت الموافق 11/6/1421ه يواكبه معرض وثائقي عن جهود المملكة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار كما انه سوف تقدم في هذا الأسبوع مسيرة تعليمية وندوات تلفزيونية واستطلاعات صحفية إضافة إلى ما تقوم به كل إدارة تعليمية من برامج إعلامية واستطلاعية وتثقيفية وتوعوية للمجتمع حول أهمية التعليم وانه سبيل الحضارة والتقدم وعن أضرار الأمية وانها الطريق إلى التأخر.
وتمكنت وزارة المعارف والجهاد المعنية بتعليم الكبار ومحو الأمية من خفض نسبة الأمية في المملكة حيث وصلت هذا العام 1421ه إلى نسبة 8,7% أعلن ذلك الأمين العام لتعليم الكبار: بوزارة المعارف الأستاذ محمد المهنا وقال في حديث للجزيرة بمناسبة الاحتفال بالأسبوع الدولي لتعليم الكبار إن مراكز محو الأمية بلغت خلال العام 1420-1421 (1131) مركزا يدرس بها 35 ألف دارس إضافة إلى 278 مدرسة ليلية يدرس بها أكثر من 53 ألف دارس وفيما يلي الحوار:برنامج شامل للأسبوع
ماالذي تم إعداده لمشاركة المملكة في هذا الأسبوع؟
أعدت الأمانة العامة لتعليم الكبار بوزارة المعارف بمشاركة القطاعات المعنية الأخرى برنامجا حافلاً من خلال احتفال رسمي يقام يوم السبت 11/6/1421ه يواكبه معرض وثائقي عن جهود المملكة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار كما سيتم تنظيم مسيرة تعليمية وندوات تلفزيونية واستطلاعات صحفية إضافة إلى برامج خاصة تنفذها إدارات التعليم تشمل برامج إعلامية وتثقيفية وتوعوية للمجتمع عن أهمية التعليم وأضرار الأمية على الفرد والمجتمع.
نأمل إلقاء الضوء على مسيرة محو الأمية في المملكة؟
بدأت المسيرة الرسمية لمحو الأمية حينما صدر أول تنظيم لتعليم الكبار ومحو الأمية باسم مشروع نظام تعليم الكبار ومكافحة الأمية وذلك في 9/3/1376ه وورد فيه انه يطبق على جميع ساكني المملكة دون إجبار إذا بلغ المواطن الثانية عشرة من عمره من غير الملمين بالقراءة والكتابة وحددت مدة الدراسة بثلاث سنوات وحدد فتح الفصل بعشرين دارسا وكل سنة دراسية بتسعة أشهر يدرس فيها ما يقارب اثنتي عشرة حصة.
ثم بدأ هذا المجال من التعليم يتطور تبعا لتطور التعليم ومر بمراحل متعددة, وفي 9/6/1392ه توجهت جهود المملكة العربية السعودية في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/22 بإقرار نظام تعليم الكبار ومحو الأمية الذي شهد نقلة نوعية وشمولية في مفهوم تعليم الكبار وسن تنظيمات وتشريعات تواكب ما تشهده المملكة من قفزات متسارعة في مجال التعليم، وأخذ مفهوم تعليم الكبار طابع الشمول في معالجة المشكلة، وحشد الطاقات في مكافحة الأمية وعرف على ضوئه الأمي وحدد فيه خطة وطنية للقضاء على الأمية وجعل مسؤولية القضاء على الأمية مسؤولية وطنية شاملة للقطاع العام والخاص، وأعلن فيه مواجهة الامية وحشد الطاقات لمكافحتها بكل السبل ورصد المبالغ المالية لذلك، وبدأ تعليم الكبار ومحو الأمية يأخذ مسارا وطنيا محدد الأطر من خلال خطط واستراتيجيات واضحة المعالم.
ونظراً لتطور الحياة التعليمية فقد صدرت لائحة تنفيذية لنظام تعليم الكبار في 20/5/1399ه ثم أجري عليها تعديلات اقتضتها الضرورة وصدرت لائحة تنظيمية وتنفيذية في 13/11/1413ه وفي 27/11/1420ه صدر قرار معالي وزير المعارف رقم 3936/34 بالموافقة على اللائحة التنظيمية الجديدة لتعليم الكبار التي أحدثت نقلة نوعية في مجال تعليم الكبار تتوافق وما يشهده العالم من تطور في هذا المجال.
ما هو دور وزارة المعارف فيما يتعلق بتطوير أنظمة محو الأمية؟
يقع العبء الأكبر في تشريع الأنظمة ومتابعتها على وزارة المعارف حيث توجد فيها اللجنة العليا لتعليم الكبار التي يرأسها معالي وزير المعارف ويتولى أمانتها الأمين العام لتعليم الكبار ويشارك فيها أعضاء من القطاعات المعنية وهي الحرس الوطني، ووزارة الدفاع، والرئاسة العامة لتعليم البنات، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ووزارة الإعلام، ووزارة المعارف هي الممثل الرسمي للدولة فيما يخص محو الأمية وتعليم الكبار.
وتتولى اللجنة العليا لتعليم الكبار دراسة واقع الأمية في المملكة ورسم الخطط والاستراتيجيات للنهوض بهذا النوع من التعليم وتطويره ليواكب ما يشهده العالم من تطور وقد خطت الامانة العامة لتعليم الكبار بوزارة المعارف خطوات جادة في هذا المجال من خلال تفعيل دور اللجنة العليا لتعليم الكبار والعمل على مسايرة ما يدور حولنا من احداث ومما يحصل في العالم من تطور في مجال تعليم الكبار، كما أن لدى الأمانة فريقا استشاريا يكلف سنويا من قطاعات متعددة من الأكاديميين المختصين ومن ذوي الخبرة في الميدان التربوي ومن مختصين في قطاع الوزارة ويقوم هذا الفريق الاستشاري بدارسة ما يعرض من مقترحات حول تطوير العمل لتعليم الكبار ورسم خططه واستراتيجياته وكان لهذا الفريق دور بارز في كثير من التطور الذي شهده تعليم الكبار.
ماذا عن نسبة الأمية في المملكة؟
بلغت نسبة الأمية في المملكة العربية السعودية في التسعينيات ما يصل إلى 60% وبجهود المخلصين في هذا البلد المعطاء وما تبذله الدولة من دعم مادي ومعنوي توالى انخفاض نسبة الاميين في المملكة العربية السعودية لتصل هذا العام 1421ه إلى 8,7% وهي نسبة ضئيلة جداً إذا قيست بالعمر الزمني واتساع رقعة الدولة واختلاف تضاريسها بل ان هذه النسبة تركزت في كبار السن، وانخفض عدد الأميين في الفئات العمرية من 10-19 سنة ليصل إلى 0,75% تقريباً وما كان هذا ليحصل لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم جهود وزارة المعارف في فتح المدارس في كل مكان يوجد فيه محتاج للتعليم ممن هم في سن التعليم.
ما هي أبرز خطط الوزارة في مجال تعليم الكبار؟
لم تغفل الأمانة العامة لتعليم الكبار كبار السن من التعليم فقد وضعت خططاً طويلة المدى وقصيرة المدة ومتوسطة المدى لتعليم هؤلاء وانتشالهم من براثن الأمية فهناك برنامج طويل المدى مدته ثلاث سنوات يتعلم فيه الدارس ويحصل في نهايته على شهادة توازي التعليم الابتدائي باستطاعته بعدها إكمال دراسته في المرحلة المتوسطة الليلية وهناك برنامج متوسط المدى مدته عام دراسي واحد ثمانية أشهر يقدم فيه ما يحتاجه الأمي من القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأربع البسيطة والأمور الضرورية من الدين كالوضوء والغسل والطهارة والصلاة والحج والزكاة وغيرها.
وهناك برنامج قصير المدى مدته شهران من خلال الحملات الصيفية التوعوية الشاملة التي تقيمها الوزارة سنويا, وتشمل هذه الحملات جميع نواحي الحياة التي يحتاجها الفرد من تعليمية ودينية وثقافية وطبية وبيطرية واجتماعية تجند له سنوياً قوافل من المختصين تنطلق إلى الأماكن المستهدفة، وهؤلاء المستهدفون هم أناس متنقلون غير ثابتين في مكان معين إنما يتبعون مواشيهم وتساقط الأمطار والرعي، وفي الصيف يجتمعون حول تجمع المياه والموارد المائية، ويصعب إقامة مراكز ثابتة لهم، ومن هنا فإن الدولة وفقها الله لم تغفلهم، وقد نص نظام تعليم الكبار على إقامة حملات صيفية لهؤلاء وتقوم الأمانة العامة لتعليم الكبار بإجراء مسح ميداني لمعرفة أماكن وجود هؤلاء ثم تضع خطة لتنفيذ هذه الحملة وتخاطب القطاعات والجهات الحكومية للمشاركة معها حيث يشارك وزارة المعارف كل من وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الزراعة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة ويقع العبء الأكبر على وزارة المعارف حيث تعتمد له سنوياً ما يصل إلى 2,5 مليون ريال وتقدم لهذه الفئة من المجتمع كثير من الخدمات مثل تعليم القراءة والكتابة من خلال معلمين مختصين وتعليمهم أمور الدين من خلال مشرف التوعية الإسلامية من الوزارة وداعية من وزارة الشؤون الإسلامية كما يقوم الطبيب والممرض المنتدبان من الصحة المدرسية من الوزارة بعلاج الأمراض المنتشرة بينهم وتوجيههم إلى الطرق المهمة في الوقاية من الأمراض كما يقوم مندوب وزارة الصحة بتوعيتهم حول الغذاء وأهميته والصحة وطرق الوقاية من الأمراض والنظافة الشخصية ويقوم الأخصائي الاجتماعي بدراسة أحوالهم الأسرية والاجتماعية كما يقوم الطبيب البيطري بمعالجة مواشيهم وتعليمهم طرق العناية بها والوقاية من الأمراض.
هل هناك متابعة لهذه الحملات؟ وكم عدد المستفيدين منها؟
في نهاية الحملة يقدم تقرير شامل حول احتياجات هذه الفئة من المجتمع وأسلوب رعايتهم وتقديم الخدمات بأنواها لهم وتزود القطاعات المعنية بنسخ منها ليقوم كل قطاع بما يخصه وقد حصل من هذه الحملات فوائد كثيرة جداً من ربط هؤلاء بمجتمعهم وتقديم الخدمات الدائمة لهم، وهذه الحملات تعتبر نوعاً من محو الامية الحضاري لشمولها جميع نواحي حياتهم.
هذا وقد بلغ عدد الحملات الصيفية التي أقيمت خلال الخمس سنوات الماضية من عام 1417-1421ه (17) حملة أنفق عليها (13,670,910) ريالات واستفاد منها (40919) مواطناً.
ما هي أهم المعوقات في مجال تعليم الكبار؟
يواجه تعليم الكبار ومحو الأمية كثيرا من المعوقات التي تقف أحيانا في طريق الوصول إلى أمثل الطرق ولأننا نسعى إلى الكمال بإذن الله فإن عملنا في تعليم الكبار لا يمكن ان يؤتي ثماره دون تضافر الجهود في دعمه مسؤولية محو الأمية مسؤولية عامة للجميع يجب ان يشارك فيها القطاع الخاص بدعم هذا النوع من التعليم والقطاع العام يتوفيرالإمكانات والمتابعة ولعل من اهم المعوقات هي النواحي الإعلامية والتوجيهية للأميين ودعوتهم للانخراط بمراكز محو الأمية والتخلص من الأمية وتوعيتهم بأضرار الأمية وأنها قرين الجهل وأثرها على المجتمع، ومن المعوقات الأخرى تركز الأمية في فئة عمرية معينة تتجاوز 55 عاماً وهذه الفئة من الصعوبة إقناعهم بأهمية تعلم القراءة والكتابة ولكننا ماضون في ذلك وتجد الجهود التي تبذل قبولا لا بأس به إلا أنه لا يرقى إلى الطموح الذي نسعى إليه ومن المعوقات أيضا أننا وصلنا إلى مرحلة يصعب معها الوصول إلى الأميين وذلك لضآلة النسبة وتفرقهم في أماكن متباعدة على شكل جيوب صغيرة إلا أنه ومع ذلك فقد صدرت موافقة معالي وزير المعارف مشكورا على تقليص العدد الذي يفتح به مركز لمحو الأمية من عشرة أميين إلى خمسة أميين رغبة في حث هؤلاء على الانخراط بهذه المراكز وتجميع هؤلاء الأفراد المتفرقين.
هذا إضافة إلى أن هذه الفئة من الأميين ليست لديهم اهداف تطويرية تتعلق بالرغبة بالحصول على شهادة المرحلة الابتدائية إنما رغبتهم تنحصر إذا وجدت في تعلم القراءة والكتابة ولهذا عمدنا مؤخرا إلى وضع برنامج متوسط المدى مدته ثمانية أشهر لهؤلاء.
ومن المتوقع ان يؤدي هذا البرنامج إلى محو أمية مجموعة كبيرة من هذه الفئة في فترة قصيرة بإذن الله تعالى.
ما هي أهم الإنجازات التي حققت في مجال محو الأمية وتعليم الكبار؟
حققت الأمانة العامة لتعليم الكبار إنجازات كبيرة في ظل الدعم الذي تحظى به من الدولة وفقها الله والتشجيع الذي نجده من معالي وزير المعارف فقد قامت الأمانة العامة بتحديث لأنظمة ولوائح تعليم الكبار بشكل يتواءم مع النظرة العالمية لهذا النوع من التعليم وأصبحنا نسعى إلى تجاوز مرحلة محو الأمية الأبجدية إلى ما ورائها من أمور أخرى أصبحت هم العالم واتجاهه الحديث، كما تم إعداد دليل شامل لتعليم الكبار في طريقه إلى الطباعة يسعى إلى تقديم نبذة وافية عن تعليم الكبار وأنظمته في المملكة العربية السعودية.
بلغت مراكز محو الأمية خلال العام 1420-1421ه (1131) مركزاً ويتوقع ان يصل عدد الدارسين فيها إلى خمسة وثلاثين ألف دارس، كما بلغ عدد المدارس المتوسطة الليلية (175) مدرسة ومن المتوقع ان يدرس بها ما يصل إلى ثلاثين ألف دارس وبلغت المدارس الثانوية الليلية (103) مدارس يتوقع ان يدرس بها ما يصل إلى ثلاثة وعشرين ألف دارس.
هل هناك برامج جديدة في مجال تعليم الكبار؟
تقوم الأمانة العامة لتعليم الكبار بالإعداد لبرامج تدريبية من خلال المنظمات الدولية ومن خلال دورات تنشيطية قصيرة المدى تقام في إدارات التعليم ولدينا مشروعات في طريقها للتنفيذ هذا العام تحت مظلة مشروع نحن بصدد تنفيذه بمسمى (مجتمع بلا أمية).
|
|
|
|
|