** لم أكن لأتفاجأ صباح أمس,, عندما رن جرس الهاتف وقال المتصل,, إن صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض يريد محادثتك.
** ذلك أنني أعرف أن سموه الكريم يحرص على متابعة كل ما ينشر,, ويحرص سموه على النقد الهادف البناء,, ويحرص على سماع الرأي الآخر,.
** ثم إن سموه فوق ذلك,, يحرص أيضاً,, أن يتحدث وبنفسه مع الكتاب والإعلاميين دون وسيط,, ليناقشهم ويسمع منهم عن قرب,, كما أنه لم يكن الاتصال الأول من هذا الرجل العظيم.
** وعندما تشرفت بالحديث مع سموه الكريم,, بدأ حديثه حفظه الله بالشكر على كل ما ورد في زاوية يوم الثلاثاء التي نشرت يوم أمس عن مركز هجرة أم رجوم .
** وقال سموه,, إننا في الوقت الذي نشكرك على كل ما ورد في زاويتك من نقد ومن رأي ومن معلومات,, لنؤكد لك اننا نسعى دوماً إلى سماع كل رأي,, وكل فكرة,, وكل طرح يهدف إلى خدمة الوطن والارتقاء بالخدمات التي تقدم للمواطن,.
** وقال سموه يحفظه الله,, إن الصحافة مرآة صادقة نثق فيها,, ونثق في طروحاتها,, وكم يسعدنا أن نقرأ مثل هذه الطروحات.
** وأكد سموه على أهمية المعلومة المطروحة في الصحافة وحجم مصداقيتها,, مشيراً إلى أن الصحافة رسالة وأمانة جسيمة,, مضيفاً,, ولكننا نثق في كتابنا وفي صحافتنا,, وندرك أنهم في مستوى الأمانة والنزاهة والحياد والتجرد,, وهذا ما لمسناه منهم بالفعل.
** حقيقة,, سمو نائب أمير منطقة الرياض,, فوق أنه منحني من وقته الكثير,, وفوق أنه قدم مثل هذا الطرح الرائع الذي يسعد كل الكتاب والصحفيين,, إلا أنه أيضاً منحني وساماً لا أنساه,, عندما أثنى على الزاوية وما طُرح فيها,, وعندما قدم أنموذجاً لما يجب أن يكون عليه المسؤول,, عندما يقرأ نقداً يتعرض لإدارته بهذه الصراحة والوضوح,, لكنها روح المسؤول.
** لقد اعتدنا من بعضهم مع الأسف التطنيش,, فهو لا يلتفت لما ينشر ويقول,, اتركوه,, هذا كلام جرايد فهو لا يسمع ولا يرى ولا يقرأ,, إلا عبارات الثناء والمديح فقط,, أما النقد,, فهو تجريح وتغرض في نظره,.
** كما اعتدنا من البعض الآخر,, الزعل بل ربما الشكوى فهو يغضب ويصول ويجول ويقول,, هؤلاء الصحافيون كذابون ومغرضون,, لهم أهدافهم الشخصية.
** وبعضهم مع الأسف,, هاجسه,, التعارك مع الصحافة,, فمع قراءة كل زاوية,, يأخذ ورقة وقلماً ويقدم خطاب شكوى,, لأن ما ينشر لا يمثل الحقيقة حسب رأيه,.
** الدرس هنا اليوم,, من سطام بن عبدالعزيز,, الذي رحب بهذا النقد وقال,, إننا نحرص كل الحرص على أن نعرف كل شيء وبوضوح,, ونحرص كل الحرص على مصلحة المواطن,, وأن تكون الخدمات في متناوله.
** أقول وأكرر,, إننا لا نستغرب أبداً,, سرعة هذا التجاوب,, ولا تلك الروح التي ظهر بها سموه في حواره معي,, ذلك أننا اعتدنا على الأبواب المفتوحة,, التي لا تعرف شيئا اسمه الإغلاق .
** واعتدنا أيضاً,, على روح الحوار مع المسؤول الكبير مهما كان الطرح,, ومهما كان النقد,, ومهما كانت الأفكار,, ما دامت حقيقة,, وما دامت المعلومة صادقة,, فهي غاية المسؤول,.
** ثم اننا اعتدنا أيضاً,, كصحفيين وإعلاميين من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مثل هذه الروح الصادقة,, روح المسؤول الذي يهمه أن تسير منظومة العمل بشكل صحيح,, ويهمه أن يكون أداء الجميع مسؤولين وصحفيين,, رقابة أداء صحيحاً منضبطاً متناغماً,, وليكن كل واحد منهم,, مرآة صادقة للآخر,, ولتكن الأمور بهذا الوضوح والشفافية,, لأن المسؤول هاجسه,, الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة,.
** إن ثناء سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز على ما نشر,, يحمل أكثر من معنى,, فهو أولاً,, يعكس حجم حرص المسؤول على أن يرى ويسمع ويطلع على الحقيقة اينما كانت,, ثم إنه أيضاً,, يعكس حجم ما يتمتع به المسؤول من روح الحوار والمناقشة وسماع الرأي الآخر.
** ثم إنه أيضا,, يؤكد أن المسؤول يسعى بكل ما يملك لأن تكون الأمور واضحة أمامه كل الوضوح,, وعلاوة على ذلك,, فهو أيضاً يعكس حجم تلك الثقة الكبرى في الصحافة المحلية.
** إن ذلك بدون شك,, يضعنا كإعلاميين أمام مسؤولياتنا,, ويجعلنا نتحرى ونتحرى ونتحرى ألف مرة قبل أن نكتب سطراً واحداً,, لأن المسؤول يثق بنا كل هذه الثقة.
** ان هذا الاتصال الذي كان وساماً كبيراً لي ولكل إعلامي,, هو يعد ايضاً,, خير داعم لنا,, وخير مشجع لنا,, وخير تقدير للعاملين في الصحافة.
** ثم ان سرعة هذا التجاوب الذي جاء بعد دقائق من صدور الجريدة,, يعطي دروساً أخرى للآخرين الذين يطنشون ما ينشر أياماً,, بل أشهراً,, حتى ينسى ويطوى في صفحات النسيان.
** ها هو المسؤول الأول يتصل بنفسه,, وها هو يبحث عن الحقيقة,, وها هو يعلن أمام الجميع,, أن الحقيقة أينما كانت,, هي ضالته,, وأن النقد الموضوعي الصادق النزيه,, هو مطلبه,, وأن خدمة المواطن هي غايته في كل الأحوال,.
|