| متابعة
أكد الدكتور محمد آروتشي الباحث بمركز البحوث الإسلامية بمدينة استانبول واستاذ زائر بجامعة صوفيا كليات اللغات والثقافات الشرقية ان الملتقيات التي تنظمها المملكة في العالم، وبخاصة في القارات الاوروبية، لها أهمية بالغة في الدعوة الإسلامية في البلاد الاوروبية، وخصوصاً في تعريف تلك البلاد بالدين الإسلامي ومبادئه الاساسية، إذ إن هناك منظمات عالمية تعمل في وضع الحصار امام تلك البلاد في سبيل منع وصول الدعوة الإسلامية إليها، مشيراً الى ان العصر الراهن لانعتبره عصر حروب وعداوات بين الشعوب والحضارات المختلفة، فهو على العكس تماماً عصر العلم والتكنولوجيا الحديثة، في حين يعتبر الإنسان الاوروبي نفسه في بحث مستمر عن الحقيقة الخالدة بشوق نابع من أعماق التدين، وبخاصة بعد سقوط الانظمة الشيوعية في تلك القارة.
وأعرب الدكتور محمد آروتشي في تصريح له خص به: الجزيرة عن اعتقاده أن تلك المنتديات العلمية سيكون لها بإذن الله تعالى أثر بالغ في دفع حركة العمل الإسلامي في تلك البلاد مشترطاً أن يبالغ في الاهتمام بتجهيز كوادر معاصرة للجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في قارة أوروبا، مؤكداً ان كوادر العلماء والدعاة ينبغي ان يعرفوا المنطقة، ومن السكان الاصليين لها، حتى تشمل الدعوة جميع الشعوب بالمنطقة، مبيناً انه لابد من كون تلك الكوادر اناساً يعرفون جيداً متطلبات الإنسان الاوروبي من الناحية الدينية والثقافية، حتى يستطيع القائمون بالدعوة الإسلامية معالجة المشكلات والقضايا داخل مجتمعاتهم بشكل تربوي وإنساني.
واقترح الباحث بمركز البحوث الإسلامية بمدينة استانبول واستاذ زائر بجامعة صوفيا كلية اللغات والثقافات الشرقية ان يكون لتلك الملتقيات فرع علمي وأكاديمي ينظم فيه وفي فترات متعددة ندوات علمية واكاديمية يجتمع فيها علماء من العالم العربي والإسلامي لمناقشة مسائل إسلامية عديدة ووضع خطوط معينة في سبيل الدعوة والإرشاد بالمنطقة.
وأبان أن لتلك المنتديات العلمية في دفع حركة العمل الإسلامي أثر بالغ في الاهتمام بمسائل ومشكلات عديدة للمسلمين بالمنطقة، فمثلاً على الملتقى تكوين لجنة الفتوى الدائمة لتلك المناطق، وتتكون اللجنة هذه علماء أفاضل من المنطقة والعالم العربي، حتى لايترك المجال واسعاً لبعض الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية غير القادرة على إقامة مؤسسات الفتوى الصحيحة، وكذلك على الملتقى ان يساعد كثيراً من الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية بالمنطقة على المحافظة على السمات الإسلامية، والقيام بواجب الدعوة الى الله، لأن بعض الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية غير مؤهلة لذلك, وكذلك ينبغي بذل الجهود المستمرة في تجهيز أدوات تعليم أبناء المسلمين وتربيتهم الإسلامية، ويكون لها أثر إيجابي في مناهج التعليم المحلي في بلادهم.
واقترح الدكتور محمد آروتشي على ملتقى خادم الحرمين الشريفين أن تكوَّن لجان خاصة في جمع النقاط وترسم الخطوات السليمة لتنفيذها من قبل بعض الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في تلك البلاد التي قد لاتعطى عناية فائقة من إقامة شعائر الإسلام، أو أن ظروفهم المالية لاتسمح لهم بذلك حسب ظروف المنطقة، ولا تترك المجال واسعاً لمنظمات غير قادرة وغير مؤهلة في ذلك، مشيراً الى أنه من هذا المنطلق نرى موضوع هذا العالم في معالجة المشكلات والقضايا الموجودة لدى بعض الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية موضوعاً يستطيع الباحثون فيه الإلمام بأغلب مشكلات المسلمين في أوروبا، ثم وضع تخطيط إسلامي شامل لمعالجتها على مر الزمن في فترات متعددة.
وعبّر الاستاذ الزائر بجامعة صوفيا كلية اللغات والثقافات الشرقية عن سعادته بمشاركته للمرة الاولى في ملتقى خادم الحرمين الشريفين الثقافي الإسلامي بعنوان الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في أوروبا نظمها أهدافها آثارها الذي سيرعاه صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء وفقه الله ، وتنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد في العاصمة المجرية بودابست هذا العام 1421ه، داعياً المولى سبحانه عز وجل ان يديم اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه بالدعوة الى الله وبالمراكز الإسلامية والعاملين بها، كما شكر الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود لمتابعته الخاصة للملتقى، وأن يوفق الله وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية واللجنة الإعلامية بالملتقى في سبيل الحصول على ثمارها في الدعوة والإرشاد.
واختتم الدكتور محمد آروتشي تصريحه بالدعاء الى الله عز وجل للإخوة القائمين بتنظيم الملتقى التوفيق والنجاح في عملهم، وذلك تجسيداً للأهداف النبيلة التي تسعى الى تحقيقها وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
|
|
|
|
|