| متابعة
* نيويورك رئيس التحرير
الرياض جاسر الجاسر:
من اليوم الثالث وحتى الثامن من شهر سبتمبر الحالي سيشهد المقر الرئيسي للامم المتحدة في نيويورك واحداً من اكبر حشود رؤساء دول العالم الاعضاء في المنظمة الدولية في اول مناسبة عالمية من نوعها تحتفل بها الامم المتحدة وهي مناسبة الالفية الثالثة ولعل ما يثير الاهتمام ما حدث لاول مرة ايضاً في اكبر قاعات الامم المتحدة وهو ارتفاع الأذان للصلاة وذلك خلال اجتماع رجال يمثلون الديانات السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية وذلك بحضور الف رجل دين حيث شهد الاجتماع الديني بجانب الأذان لصلاة المسلمين، ترانيم واناشيد بكل اللغات واللهجات، فيما ازدانت القاعة بالملابس والازياء من كل شكل ولون ونوع,, وقد خاطب الاجتماع الديني الذي انعقد يوم الاربعاء 29/1 اغسطس الماضي باواجين سكرتير عام القمة الذي تحدث عن اهمية تفاعل وتضامن ديانات العالم السماوية والوضعية الاخرى لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجه البشرية,, كما تحدث نائب رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة عن اتفاق هدف القمة مع الغرض الرئيسي من انشاء الامم المتحدة وهو الحفاظ على السلام العالمي، كما اشار الى دور الامم المتحدة في الترويج للتسامح الديني حيث اعتبرت عام 1995 عاماً دولياً للتسامح الديني,, فيما دعا الامين العام للامم المتحدة الى تحسين صيانة السلم والامن في العالم وحث حكومات دول العالم على ان تشترك معه في تنفيذ تغيرات بعيدة المدى في هياكل الامم المتحدة من اجل الامن والسلام الدوليين وقال ان هذه المشاركة تعتبر حيوية من اجل جعل الامم المتحدة جديرة بالثقة.
إعادة هيكلة واسعة في إدارة العمليات
واضاف كوفي عنان انه بمناسبة انعقاد قمة الامم المتحدة احتفالاً بالالفية الثالثة، قائلاً: ان فريقاً من الخبراء الدوليين قد اوصى من بين اصلاحات اخرى باجراء اعادة هيكلة واسعة في ادارة عمليات صيانة وحفظ السلم وانشاء وحدة جديدة للمعلومات والتحليل الاستراتيجي تخدم كافة ادارات الامم المتحدة المعنية بالسلم والامن.
كما ان فريق الخبراء الدوليين اوصى ايضاً بتشكيل قوة عمل متكاملة في المقر الرئيسي للامم المتحدة تقوم بالتخطيط لكل بعثة من بعثات صيانة السلم منذ نشأتها والاستخدام الاكثر منهجية لتكنولوجيا المعلومات.
الجدير بالذكر ان فريق الخبراء هم الاخضر الابراهيمي وزير الخارجية الجزائري السابق وممثلون عن القارات الست في العالم ممن لهم خبرات واسعة في العمل الانساني والتنموي والشرطي فضلاً عن عمليات صيانة السلام العسكرية.
روسيا تطالب بإصلاح مجلس الأمن
وفي سياق التوجه العام داخل الامم المتحدة نحو اعادة هيكلتها، فقد اعلن نائب وزير الخارجية الروسي يوم 2/اغسطس الماضي ان روسيا ستدافع عن اجراء اصلاح في مجلس الامن الدولي خلال القمة الالفية في الامم المتحدة.
وقال ان الهدف من اصلاح مجلس الامن الذي تطالب به بلاده هو توسيع تشكيله لزيادة فاعليته وان روسيا تؤيد ضم عدد اكبر من الدول النامية التي تنتهج سياسات مستقلة، واضاف: نحن مقتنعون بأنه ينبغي ان لا يتأثر الوضع الحالي للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ولكنها روسيا تأمل في تقليل نفوذ الولايات المتحدة على مجلس الامن، الجدير بالذكر ان رؤساء دول وحكومات 188 دولة اعضاء في الامم المتحدة سيشاركون في قمة الالفية الثالثة من يوم 16/ يوم على سبتمبر الحالي,, ذلك قبل اسبوع من بدء الدورة الجديدة للجمعية العامة.
رجال الدين يتعهدون بدعم السلام العالمي
ويوم 30/ اغسطس المنصرم صدر عن رجال الدين في ختام اجتماعاتهم في مقر الامم المتحدة تعهد جماعي بالسعي لدعم السلام العالمي وقدموا لكوفي عنان التزاماً بذلك مؤكدين على ضرورة احترام جميع الاديان مع المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق الانسانية.
وقد بعث الدلاي لاما الزعيم الروحي للبوذيين في التبت برسالة الى اجتماع رجال الدين الذي تغيب عنه وقال ان كلمته موجهة لقمة الالفية الثالثة مطالباً القمة بالضغط على الحكومة الصينية التي تعتبره زعيماً سياسياً وليس زعيماً دينياً وقد القى كلمة الدلاي لاما تشانج روينبوش زعيم احدى الطوائف البوذية نيابة عنه مطالباً بوجوب ان تحترم العقائد المختلفة مع تفهم قيم ومعتقدات البعض للبعض، وقال انه لا يمكن ان يكون هناك سلام مادام هناك فقر وظلم اجتماعي وعدم مساواة وقمع وتدهور بيئي، ومادام القوي مستمراً في دهس الضعيف.
العدوان على سيادة الدول الأخرى
ومن جانبه ادان القس المسيحي فوتنيشن من جمهورية الصين ما اسماها مأسة تدنيس او تشويه او انتهاك الدين.
وقال: البعض يريد ان يطأ سيادة دول اخرى بحجة حماية حقوق الانسان الدينية والبعض يريد ان يبحث عن الشهرة بمزاعم العالم تحت عباءة الدين والقيام بأنشطة انفصالية وكان واضحاً ان كلمته بمثابة رد على كلمة الدلاي لاما للقمة.
حقوق الإنسان محور النظام العالمي الجديد
هذا وتعد حقوق الانسان الآن هي المحور الذي تدور عليه فكرة واهداف النظام العالمي الجديد، وهي الحقوق التي تضمنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في العاشر من شهر ديسمبر عام 1948، وتضمن بروتوكولات واتفاقيات اخرى عن الحقوق المدنية، والحقوق السياسية والاقتصادية وحرية الاعتقاد، والمساواة بين الرجال والنساء في الحقوق حيث انعقد عام 1994، في العاصمة المصرية مؤتمر خاص بحقوق المرأة بحضور 180 دولة حيث وضع استراتيجية تحدد وسائل حصول المرأة على كامل حقوقها في المساواة ودعا هذا المؤتمر في وثيقة خاصة الى تمكين النساء في العالم من التحكم بجميع مجالات حياتهن بما في ذلك الجوانب الاكاديمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
وقد اثارت نتائج المؤتمر خلافات حادة مازالت قائمة الى اليوم بين دول العالم ذات الثقافات المختلفة خصوصاً العالم العربي والاسلامي.
ومن المتوقع ان تثور هذه الخلافات مجدداً خلال القمة الالفية اذا ما طرحت حقوق المرأة من وجهة النظر العلمانية المحضة التي هيمنت على مؤتمر القاهرة بشأن حقوق النساء في العالم.
وترتبط قضية حقوق الانسان عموماً بقضية دولية اخرى وهي قضية العنصرية التي تفرق بين بني البشر بسبب العرق واللون والجنس والدين,.
ففي عام 1963 اقرت الجمعية العامة للامم المتحدة ضرورة التخلص من جميع اشكال العنصرية والتمييز العنصري، مع التأكيد على المساواة في الحقوق بين جميع الاشخاص، وان التفرقة بين الاشخاص على اساس العرق او اللون او الانتماء لاي مجموعة تعتبر مخالفةً لحقوق الانسان حسب الاعلان العالمي للامم المتحدة كما تعتبر التفرقة العنصرية عائقاً لعلاقات الصداقة والسلام بين الامم والشعوب.
وفي عام 1993م اقرت الجمعية العامة للامم المتحدة ان على جميع الدول الاعضاء اتخاذ السبل القانونية والادارية والتعليمية والاعلامية لمحاربة التمييز العنصري بما فيها اشكال الحديثة منه وقد عينت لجنة حقوق الانسان في عام 1993 تحقيقاً خاصاً للنظر في جميع الاشكال الحديثة للتفرقة العنصرية وازالتها.
وسيعقد الاجتماع الثاني للجنة حقوق الانسان العام القادم 2001م.
خفض التسلح العالمي
ومن اجل تعزيز فرص استتباب الامن والسلام العالميين فقد وضعت الامم المتحدة منذ تأسيسها وعقب الحرب العالمية الثانية، وضعت نصب عينيها هدف تخليص العالم من ترسانات الاسلحة وخاصة اسلحة الدمار الشامل، والحد من إنتاجها ومنع انتشارها، تمهيداً للتخلص منها نهائياً وقد اعتمدت الامم المتحدة آليات محددة لنزع الاسلحة.
وستكون هذه واحدة من قضايا قمة الالفية الثالثة.
وقضية مكافحة الجريمة والفقر
كما ستكون قضية مكافحة الجريمة والفقر والتنمية ونشر التكنولوجيا التي تساعد الدول النامية على التنمية وتوفير الغذاء لشعوبها ستكون ايضاً ضمن القضايا الهامة القمة.
|
|
|
|
|